الاخوان المسلمون الوجه الاخر

الإخـــــــــوان المسلمون

الوجه الآخر


كتبه:

أبو عمار علي الحذيفي



مقدمـــــــــــــــة:
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وبعد:

فهذه حلقة مأخوذة من بحث خاص بي حول: (الفرق والمذاهب) أسأل الله أن ييسر إتمامه ونشره، وهذه الحلقة مخصوصة بفرقة عصرية وهي فرقة "الإخوان المسلمين"، وسميته: (الإخوان المسلمون الوجه الآخر)، ذلك لأن رؤوس هذه الجماعة يظهرون الشيء الجميل الذي ينخدع بها ضعاف العلم، من مثل زعمها أنها تنادي بعودة الناس إلى تحكيم الشريعة والدعوة إلى جمع الكلمة ونحو ذلك، ولو تأمل المسلم في حقيقتها وطريقة ما تدعو إليه لوجد أن شعاراتها في جهة وطريقتها في جهة أخرى، وهذا أمر لا يعرفه إلا من عرف الجماعة على حقيقتها، فهذه الحقائق تعتبر وجهاً آخر لا يراه الكثير من المغترين بهم.

وتتكون هذه النبذة من تمهيد وعدة فصول:

الفصل الأول: تعريف بجماعة الإخوان المسلمين.

الفصل الثاني: نشأة الجماعة.

الفصل الثالث: أثر الظروف وتأثير المؤسس على الجماعة.

الفصل الرابع: أهداف الجماعة.

الفصل الخامس: تنظيم الجماعة.

الفصل السادس: أفكار الجماعة ومعتقداتها.

الفصل السابع: وسائل الدعوة عند الجماعة.

الفصل الثامن: صور التربية عندهم.

الفصل التاسع: قادة الجماعة وكبار شخصياتها.

الفصل العاشر: الانحرافات.

الفصل الحادي عشر: أثر هذه الجماعة على واقع المجتمع الإسلامي.

الفصل الثاني عشر: دعاية هذه الجماعة لنفسها.

هذا وإنني قبل ختم المقدمة أحب أن أنبه على أنني أحرص على أن أرد على ضلالاتهم بكلام شيخ الإسلام ومن بعده أو من قبله، لأبين الفروق العظيمة بين الإمام شيخ الإسلام وبين رؤوس الإخوان المسلمين، لأنني أعرف أن "الإخوان المسلمين" أو القطبيين يقارنون دعوة حسن البنا وسيد قطب بهذا الإمام الكبير والعملاق الحقيقي وهو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والذي لو أقسم أحد أنه لن يأتي شخص بعده يقاربه فضلاً عن أن يكن مثله لما حنث، ومن هؤلاء محمد سعيد القحطاني كما في كتابه "الولاء والبراء" (ص215): (وقد كتب علماء فضلاء من علماء المسلمين حول هذا الموضوع ما يكفي ويشفي ويغني " وقال في حاشية الكتاب: ( اذكر منهم شيخ الاسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والشيخ محمد بن عبدالوهاب وتلاميذه، ومن المعاصرين الاستاذين الجليلين أبو الأعلى المودوي وسيد قطب ).

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

كتبه: أبو عمار علي الحذيفي، وكان الانتهاء من أصله في 1427هـ

ثم أعدته في تاسوعاء من عام 1431 هـ



تمهيد:
فرقة "الإخوان المسلمين"، صنع لها كبارها صيتاً كبيراً يغطي على حقائقها وفضائحها، وروجوا لها على أنها هي الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، جاهلين أو متجاهلين أن منهجها مخالف تماماً ومصادم كل المصادمة بل يسير بالاتجاه المعاكس للطائفة الناجية والفرقة المنصورة، ومع هذا فــ"الإخوان المسلمون" يصنعون لأنفسهم زخماً إعلامياً كبيراً، وهالة عجيبة وكأنهم هم الذين في الساحة وحدهم وهم الذين حفظ الله بهم دينه وشريعته، وقد دفعتني هذه التغطية الإعلامية لهذه الفرقة إلى كتابة شيء مختصر عن حقيقتها وفضائحها كما فعل العلماء من قبلي ولهم في ذلك قصب السبق، وإنما فعلوا ذلك ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة.

وسيجد القارئ في هذه الرسالة المختصرة صراحة ووضوحاً، وهما أعظم ما يحتاجه "الإخوان المسلمون " اليوم ولاسيما مع كثرة المجاملين والمغترين بهذه الجماعة وهم كثير هداهم الله، ومن هؤلاء:

1- مثل أصحاب "الموسوعة الميسرة " التي سوت دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب بدعوة حسن البنا وجعلتهما من حركات الإصلاح وهذا والله من تغرير الشباب وخداعهم.

وعلى "الموسوعة الميسرة" ملاحظات أخرى نتمنى من يتفرغ لها وينقدها بإنصاف ودقة.

لماذا الأخطاء فقط ؟

ومن هؤلاء عالم من العلماء يقول: (هناك قوم اشتغلوا ببعض الأموات، مثل: سيد قطب، وحسن البنا، الواجب أنهم يُلخّصون أخطاءهم ويحذِّرون منها، وأما حسناتهم فلا يدفنوها، ولا يَقدح فيهم لأجل تلك الأخطاء أو تلك الزلات، لأن لهم حسنات، إذا كانوا يذكرون السيئات، وينسون الحسنات؛ صدق عليهم قول الشاعر:

ينسى من المعروف طوداً شامخاً…. وليس ينسى ذرة ممن أساء

فيجب أ ن تُلخَّص الأخطاء، وأن يحذَّر منها، وبقية علومهم يُستفاد منهم).

أقول: ولي مع هذا الكلام وقفات:

الأولى: قوله: (هناك قوم اشتغلوا ببعض الأموات) أقول: فما رأيك فيمن اشتغل بأموات الصحابة بل بأموات الأنبياء بل بأولي العزم من الرسل مثل موسى عليه السلام، فكيف تغضبون لمن تكلم في حسن البنا وسيد قطب ناصحاً للمسلمين ومحذراً من أخطائهما، ولا تغضبون لمن تكلم فيهم الأنبياء والصحابة ووصفهم بأوصاف قبيحة ؟

الثاني: قوله: (يُلخّصون أخطاءهم ويحذِّرون منها، وأما حسناتهم فلا يدفنوها، ولا يَقدح فيهم لأجل تلك الأخطاء أو تلك الزلات، لأن لهم حسنات، إذا كانوا يذكرون السيئات، وينسون الحسنات).

قوله: (يلخصون أخطاءهم) أقول:إن كنت تعني أخطاء المجتهد فليتها كانت أخطاء لهان الأمر كثيراً ولكنها ضلالات وانحرافات لا تمت إلى الاجتهاد بصلة.

قوله: (وأما حسناتهم فلا يدفنوها) أقول: أين هي حسناتهم حتى نذكرها للناس ؟ أهي الطريقة الحصافية الشاذلية ؟ أم التفويض في الصفات ؟ أم شد الرحال إلى القبور والبيتوتة عندها ؟ أم التهوين من أمر العقيدة ؟ أم التطاول على الأنبياء ؟ أم تكفير المجتمعات ؟ أم ماذا ؟

إن كانت لهم حسنات فلا يلزمني أن أذكرها إذا قمت بالنصيحة ولاسيما عند نقد طائفة مثل هذه الطائفة التي روج لها أتباعها على حساب الحق والدين.

والعجيب أن هؤلاء يطلبون من أهل السنة الانصاف بذكر محاسنهم، مع أن أهل السنة لا ينقلون إلا من كتبهم، وهم إذا أرادوا أن يكتبوا عن أهل السنة لا تجد الردود العلمية بل تجد الكذب والبهتان والسب والشتم والاحتقار ونحو ذلك، فأين حسنات أهل السنة ؟

وإن هذه المحاسن إن وجدت فهي مغمورة في انحرافاتها وضلالاتها كما سيرى القارئ الكريم.

ثالثاً: أن مهمة الناصح تحديد موضع الداء لأنه موضع البحث، وكأن السائل يسأل عن هذه الطائفة هل تصلح لأن يلزمها الشخص أو لا تصلح؟!

فيجيب المسئول عما يحتاجه السائل ويضع له من النقاط ما يثبت له أن المسئول عنه ليس في المستوى المطلوب.

وقد أخرج مسلم في "صحيحه" عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لك علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: (ليس لك عليه نفقة )، فأمرها أن تعتد فى بيت أم شريك ثم قال : (تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني). قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبى سفيان وأبا جهم خطباني. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ( أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له أنكحي أسامة بن زيد)، فكرهته ثم قال: ( أنكحي أسامة). فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به).

وتأمل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد) فهذا تحديد لموضع البحث الذي يسأل عنه فلم ينظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك، ولم يلتفت إليه.

وإنك ترى الطبيب إذا طلب منه المريض تشخيص الداء حدد له موضع الداء دون التعرض للمواضع السليمة التي لا حاجة لذكرها لأن الموضع المبحوث فيه هو أين الداء ؟!

الفصل الأول: تعريف بجماعة الإخوان المسلمين:

المبحث الأول: جماعة واحدة لا جماعات:
إننا حينما نسمي "الإخوان المسلمين" بجماعة، فإنما هو من باب ما تعارف عليه الناس واشتهر بينهم، وإلا ففي الحقيقة ليس هناك شيء في الإسلام اسمه الجماعات الإسلامية بل هي جماعة واحدة، وكما أنه لا تشرع أكثر من جماعة في المسجد في وقت واحد، فكذلك لا تشرع الجماعات في الساحة الدعوية، لأن المسلمين ينبغي عليهم أن يكونوا جماعة واحد، والنصوص تدل على ذلك وتأمر بلزوم هذا الأصل العظيم.

قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وقال تعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) وقال تعالى: (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) وقال تعالى: (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) وقال تعالى: (ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون) إلى غير ذلك من الآيات العظيمات التي تنهى عن الفرقة وتأمر المؤمنين بلزوم الجماعة.

وجاء في "الصحيحين" عن حذيفة قال: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله: إنا كنا في الجاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال ( نعم). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: ( نعم وفيه دخن ). قلت وما دخنه ؟ قال (قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ). قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: ( نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت يا رسول الله صفهم لنا ؟ فقال: (هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).

المبحث الثاني: تعريف بهذه الجماعة:
هي إحدى الجماعات العصرية التي ظهرت على الساحة الدعوية بعد الربع الأول من القرن الماضي القرن العشرين من التاريخ الميلادي، فقد أسسها حسن البنا عفى الله عنا وعنه عام 1928م في مصر ثم انتشرت على مستوى العالم.

ولها أهداف ووسائل يمكن للقارئ أن يحدد هوية الجماعة وأن يتبصر بحقيقتها بعد معرفة حقيقة هذه الأهداف والوسائل التي تسعى بها لتحقيق هذه الأهداف:

1- تزعم أن هدفها هو المطالبة بتحكيم شريعة الإسلام والسعي لإقامتها في المجتمعات.

2- تسعى لجمع كلمة طوائف المسلمين جميعاً للوصول إلى هذه الغاية، وبعبارة أدق: ولو بالاجتماع مع من ينتسب إلى الإسلام في ظاهر الأمر، ليستطيعوا الوصول إلى هذه الغاية عندهم وهي تحكيم الشريعة.

3- استخدمت للوصول لهذا التجميع كل وسيلة من الوسائل المرغبة للناس في الجماعة كإظهار أنها هي الجماعة الأم، وأنها هي الأصل وأن غيرها منشق منها وعنها، وأدخلت في مناهجها من وسائل الترفيه والتخفيف على الأتباع ما ترى أنها من الزينة التي تتزين بها الجماعة لترغب الشباب فيها، أضف إلى ذلك أنها استخدمت وسيلة التمشي مع المجتمعات التي تعيشها، والتأقلم بواقعها حتى يقتنع الجميع أنها جماعة مرنة ليس فيها تنطع ولا تشدد، وبناء على هذا فقد أصدرت الكثير من الفتاوى التي تقنع الآخرين بأنها جماعة سهلة لا ينبغي أن يخاف منها.

وسترى بإذن الله أن كل غاية من غاياتها وكل وسيلة من وسائلها قد ناقضتها جماعة "الإخوان المسلمين" بنفسها، وأبطلتها بأعمالها وطريقتها.
الفصل الثاني: نشأة الجماعة:

المبحث الأول: ظروف تأسيس الجماعة:

نشأت هذه الفرقة بعد سقوط الخلافة العثمانية التي كان سقوطها عام 1924ميلادية، حيث نشأت الجماعة عام 1928ميلادية، أي: بعد سقوط الخلافة بأربع سنوات، وقد كان هناك في الساحة بعض الدعوات التي تأسست قبل هذه الجماعة كـ"أنصار السنة المحمدية" والتي تأسست قبل "الإخوان المسلمين" بسنتين تقر يباً، أي: عام 1926ميلادية، و"جمعية الشبان المسلمين" وغيرهما، وقد قامت جماعة "الإخوان المسلمين" بتهميش هذه الطوائف كلها، وأظهرت للعالم أنها هي الأصل وأن كل هذه الطوائف منشق منها وعنها.

المبحث الثاني: حال المؤسس:

ولد حسن البنا في شهر أكتوبر عام 1906ميلادية أي: ما يوافق نهاية العشرينات من العام الهجري، في قرية "المحمودية" قرية من قرى محافظة البحيرة، نشأ وتعلم على تعليم المدارس النظامية، أي: لم يتلق تعليمه على يد واحد من أهل العلم، بل نشأ على أحدى الطرق الصوفية، وهي الطريقة الحصافية كما اعترف هو نفسه بذلك، وشهد عليه طلبته المقربون إليه وأصحابه الذين عاشروه ردحاً من الزمن، وبقي هو على هذه الطريقة واستمر يزور أهلها ويذهب إليهم حتى آخر أيام حياته.

قال حسن البنا في "مذكرات الدعوة والداعية" (ص27): (وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة كل ليلة).

ثم قال: (وحضر السيد عبد الوهاب وتلقيت الحصافية الشاذلية عنه، وآذنني بأدوارها ووظائفها).

وقال جابر رزق في "حسن البنا بقلم تلامذته ومعاصريه"(ص8): (وفي دمنهور توثقت صلته بالإخوان الحصافية، وواظب على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة مع الإخوان الحصافية، ورغب في أخذ الطريقة، حتى انتقل من مرتبة "المحب" إلى مرتبة "التابع المبايع").

وقال الندوي في "التفسير السياسي للإسلام": (ص138-139): (الشيخ حسن البنا ونصيب التربية الروحية في تكوينه، وفي تكوين حركته الكبرى: إنه كان في أول مرة – كما صرح بنفسه – في الطريقة الحصافية الشاذلية).

وقال سعيد حوّى في "جولات بين الفقهين الكبير والأكبر" الجولة الثامنة (ص154): (ثم إن حركة "الإخوان" نفسها أنشأها صوفي، وأخذت التصوف دون سلبياته).

قلت: سنرى بعد ذلك هل للتصوف إيجابيات وسلبيات، وإن كان كذلك فماذا أخذ البنا ؟

وهذه الترجمة المختصرة لحسن البنا تدلنا على أمور:

1- أن الرجل لم يتعلم العلم النافع على يد واحد من أهل العلم المعروفين، ولا في أي جامعة كالأزهر أو غيرها، وهذا شيء يؤثر في سيرة الرجل وأفكاره، ومن ثم يؤثر على جماعته التي أنشأها.

2- أن الرجل ليس من المجددين كما يزعم أتباعه ومريدوه، لأن من شرط المجدد أن يكون على رأس مائة عام، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث لأمتي من يجدد لها دينها على كل رأس مائة عام) رواه أبو داود وغيره وسنده صحيح، وهذا ما لم يكن موجوداً فيه لأن الرجل ولد قرابة عام 1327هـ، وكون جماعته عام 1928ميلادية، أي: عام 1349هجرية فعلم أنه لم يأت على رأس القرن الهجري وإنما خرج على الناس بعد مرور أكثر من ربع قرن وخرجت دعوته بعد مرور نصف قرن.

والعجيب أن أتباعه يقولون عنه: إنه مجدد القرن العشرين، وليت شعري من أين أتت العشرون قرناً، وبيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشر قرناً وبعض القرن ؟!

أضف إلى أن من شرط المجدد أن يرد الناس إلى ما كان عليه سلفنا الصالح لأن هذا هو المعنى الشرعي للتجديد ، لا أن يخرج بهم عن طريقهم، وهذا مع الأسف لم يتوفر في حسن البنا.

الفصل الثالث: أثر الظروف وتأثير المؤسس على الجماعة:

المبحث الأول: تأثير الظروف:

لما كانت هذه هي ظروف النشأة تأثرت الجماعة بهذه الظروف وظهر أثرها عليها في كثير من الأمور، ولا أبالغ إذا قلت: إن هذه الظروف أثرت على هذه الجماعة حتى في أهدافها ومقاصدها، ومن ذلك:

1- أنها تنادي بالحكم فقط، ولذلك سعت إلى هذه الغاية بكل الطرق والتي منها أنها نافست الحكام وزاحمتهم على كراسيهم.

2- وتنازلت الجماعة التنازلات تلو التنازلات حتى خرجت عن حدود الشريعة في كثير من الأحيان واعترفت بكثير من صور الباطل، وغضت الطرف عن كثير من الضلالات التي عند الطوائف الأخرى كل ذلك لتصل إلى الحكم.

3- وأدى اعتقادهم أن الخلافة قد سقطت إلى اعتبار أنه ليس هناك دولة إسلامية بعد الدولة العثمانية، وأن هذه الدول القائمة طواغيت جاثمة على صدور المسلمين تتمسح بالإسلام فقط، وفات المساكين أن في عصرنا من الدول من هي بالجملة خير من الخلافة العثمانية، حيث نصرت دعوة التوحيد وأيدتها وأمرت بالمعروف ونهت عن المنكر.

وقال في الكتاب نفسه (1/453) يتحدث عن ثورة اليمن: (وأما أثرها على "الإخوان المسلمين" فقد كانوا يتمنون أن تنجح الثورة ليكون للإسلام في هذا العالم دولة، ولكن شاءت إرادة الله أن يتأخر تحقيق هذه الأمنية).

أقول: سبحان الله ألم تكن هناك دولة بل دول إسلامية ؟!

وسيأتي معنا من كلام سيد قطب أنه كان لا يصلي الجمعة لأن الخلافة غير موجودة وهو لا يرى الجمعة مشروعة إلا في عهد الخلافة.
المبحث الثاني: تأثير المؤسس:

كانت لنشأة حسن البنا أثرها البالغ على جماعة "الإخوان المسلمين" وعلى أفرادها، فقد تسرب إلى الجماعة كثير من معالم التصوف وآثاره بواسطة حسن البنا دون أن يتفطن لها كثير من أتباعها، ومن ذلك:

1- البيعة للمشائخ والكبار للجماعة.

2- السرية والتكتيم.

3- حصر الدين بجزئية من جزئياته، وشيء من شعائره، والغلو في هذه الجزئية.

4- تقسيم الدين إلى قشور ولباب.

5- تقسيم الدعاة إلى فقهاء واقع وغيرهم.

6- وجود المرشد والذي لا تصدر الجماعة إلا عن رأيه، والذي يطاع طاعة عمياء.

قال البنا في "التعاليم": (ونظام الدعوة في هذه المرحلة صوفي بحت من الناحية الروحية، وعسكري بحت من الناحية العملية، وشعار هاتين الناحيتين دائماً "أمر وطاعة" من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج).

7- حصر ولاء أفراد الجماعة على طريقتهم فقط، وزعمهم أن هذا من عدم الازدواجية في الولاء.

8- الأناشيد.

الفصل الرابع: أهداف الجماعة:

المبحث الأول: استخدام الإخوان كل الوسائل لتحقيق غايتهم:

هذه الجماعة عندها أهداف تسعى إلى تحقيقها ليلاً ونهاراً، وسراً وجهاراً، وقد استعملت الجماعة لأجل هذه الغايات جميع الوسائل دون التدقيق في هذه الوسائل، ولا عرضها على الكتاب والسنة أو وزنها بميزان الكتاب والسنة.

ولكي يعلم القارئ شيئاً من هذه التنازلات نذكر على الأقل بعضا منها:

1- الخروج على ولاة أمور المسلمين، ومنافستهم على كراسيهم.

قال عبد الله ناصح علوان في "عقبات في طريق الدعوة": (إنه لا يمكن للإسلاميين إلى إقامة حكم عن طريق الإنقلابات العسكرية، ولم يبق أمامهم من حل واقعي ومعقول سوى الاعتماد على الثورة الشعبية).

2- الاغتيالات، والمصادمات المسلحة أحياناً.

3- التحالفات المشبوهة مع العلمانيين ومن جرى مجراهم.

4- وضعوا أياديهم بأيدي أهل البدع والزيع والانحراف، كالرافضة وغيرهم، بل في أيدي غلاة الرافضة نسأل الله السلامة والعافية، معرضين عن نصح أهل العلم.

5- والتنازل عن كثير من الأمور التي لا ينبغي أن يتنازل عنها المؤمن لأنها من الثوابت العظيمة في دين الإسلام كأمور العقيدة وما تفرع منها.

المبحث الثاني: بيان أهدافهم:

للإخوان المسلمين أهداف كثيرة، لكن أغلبها ترجع إلى أمرين، أو أن أعظمها أمران أحدهما: السعي للوصول إلى الحكم، والثاني: توسيع رقعة الجماعة، وتكثير عدد أتباعها.

الهدف الأول: السعي للوصول إلى الحكم:

كنا نظن في بداية الأمور أن جماعة "الإخوان المسلمين" تسعى للإصلاح السياسي كما يقولون، وإن كانت وسائلهم وطرقهم في ذلك منحرفة، ثم تبين لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن هدف الجماعة قلب الحكم على الحكام في الدول العربية قبل الدول الأخرى، وقد حصل هذا في عدة دول منها دولة مصر أيام الملك فارق ووضعه كان أهون بكثير من وضع الذي انقلبوا عليه مثل جمال عبد الناصر الذي نحى الشريعة جانباً وبكل صراحة، ثم صدر "الإخوان المسلمون" الثورة إلى دول عربية أخرى، حتى قال بعضهم: (أطحنا بالحاكم الفلاني، ونحن في طريقنا إلى سائر الحكام) أو بنحو هذه العبارة.

الهدف الثاني: توسيع رقعة الجماعة، وتكثير عدد أتباعها:

وهذا الأمر في الأصل يعد من الوسائل، لكنه صار عند الجماعة من الغايات، وما أكثر ما تصير الوسائل من الغايات، فهذه الجماعة ترى أن تغييرها للأوضاع متوقف على جمع أكبر عدد ممكن من الناس الذين ينتسبون إلى الإسلام، فغضت الطرف عن أهل الزيغ والانحراف من مثل الروافض والصوفية وغيرهم، بل دعت إلى التقارب معهم، ولا شك أن التقارب مبني على بعض التنازلات من الطرفين، وفوق هذا لم تدع أحداً إلى التنازل عن عقيدته كما طلبت من أهل التوحيد والسنة أن يتنازلوا عن دعوتهم، وذلك بالعرض عليهم والترغيب لهم تارة، وبالتنفير عن التوحيد والسنة تارة أخرى.

الفصل الخامس: تنظيم الجماعة:

تمهيد:

تنظيم جماعة "الإخوان المسلمين" قائم على التعقيد وإلزام الأتباع بالطاعة العمياء، ولا شك أن سماحة الإسلام وسهولة تنظيماته الشرعية تخلو من هذا كله، ولا أبالغ لو قلت: إن كثيراً من "الإخوان المسلمين" قد لا يفهمون تنظيم جماعتهم كيف يسير.

وصورة تنظيمهم كما يلي:

المبحث الأول: المرشد:

وهي مرتبة كبير الجماعة، وهي على قسمين أحدهما: المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والثاني: المرشد الخاص بدولة من الدول.

1- المرشد العام:

وهي رتبة كبير الجماعة على مستوى الأرض، ومن شرطه أن يكون مصرياً من المصريين ولو كان هناك من هو أعلم منه من غير المصريين، وهذا يشبه تنظيم جماعة التبليغ تماماً والذين يشترطون أن يكون الأمير العام فيهم هندياً، ولا يشك عاقل أن هذا شرط باطل لأنه لا دليل عليه، ولا يشك عاقل أنه هذا من صور الحزبية المقيتة.

وقد تولى هذا المنصب في جماعة "الإخوان المسلمين" عدد من الناس، وهم إلى يومنا هذا على حسب هذا الترتيب:

المرشد الأول: حسن البنا: تولى من عام 1928م – إلى عام1948م.

المرشد الثاني: حسن الهضيبي: تولى من عام 1951م – إلى عام 1973م.

المرشد الثالث: عمر التلمساني: تولى عام 1974م – إلى عام 1986م.

المرشد الرابع: محمد حامد أبو النصر: تولى من عام 1986م - إلى 1996م.

المرشد الخامس: مصطفى مشهور: تولى من عام 1996م – 2002م.

المرشد السادس: مأمون حسن الهضيبي: تولى من عام 2002م-

المرشد السابع: مهدي عاكف: وقد تولى عام من عام ، وهو المرشد العام إلى يومنا هذا.

والعجيب أنني أطلعت قبل دقائق على خبر تناقلته بعض المواقع أن من المتوقع تولي الدكتور محمد عبد البديع مرشداً عاماً ثامنا لًلإخوان المسلمين لأن مهدي عاكف تنتهي ولايته في 13 يناير من عام 2010 ميلادية، وهذا شيء عجيب، ولعل القارئ تفطن لهذا.

2- المرشد الخاص بدولة من الدول:

كمرشد "الإخوان المسلمين" في اليمن أو الكويت أو سوريا أو غيرها من الدول العربية، وهو كبير الجماعة في تلك البلد، وينطوي تحت لواءه الكثير من علماء جماعة "الإخوان المسلمين" وهم أعلم بكثير من المرشد.

ولهم في كل بلد أمير على الجماعة، وكل هؤلاء الأمراء يندرجون تحت مرشد البلاد، ومرشدو هذه البلدان كلهم يندرجون تحت المرشد العام.

دور المرشد العام:

دوره يتمثل بما يلي:

1- رجوع الجماعة إليه وصدورها عن رأيه ولاسيما في الأمور العامة التي تمس بالجماعة.

2- التواصل مع كبار الجماعة خارج البلد، ومراسلتهم ومراسلته من جهتهم.

3- تبليغهم الجديد من أخبار الجماعة قراراتها وتعديلاتها ونحو ذلك.

4- يعتبر المرشد العام هو الناطق الرسمي باسم الجماعة أو من يوكله هذا المرشد، فهو الذي يعلن البراءة من عمل فلان أو يعلن مسئوليته عن العمل الفلاني ونحو ذلك.

5- القيام بفصل من ترغب عن الجماعة لشيء صدر منه مما يخالف قوانين الجماعة، أو غير ذلك.

المبحث الثاني: البيعة:

والبيعة: هي عهد يقطعه الأتباع على أنفسهم أمام المبايع له، على أن يوفوا بشيء يطلبه منهم.

وهي لا تعرف في الشريعة إلا في حق أحد شخصين:

الأول: بيعة نبي مع أتباعه.

والثاني: بيعة حاكم مع بعض رعاياه.

ولا تعرف في الشريعة في غير ذلك كأن يبايع شيخ طلابه أو يبايع زوج زوجته أو رئيس عمل سائر العمال أو نحو ذلك، بل هي بدعة لأنها لم ترد عن السلف أنهم فعلوها فيما بينهم، وقد وردت عن بعضهم بأسانيد فيها مقال.

قال شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى" (28/16): (وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهدا بموافقته على كل ما يريده، وموالاة من يواليه، ومعاداة من يعاديه بل من فعل هذا كان من جنس جنكيزخان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقا مواليا ومن خالفهم عدوا باغيا ؛ بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله ؛ ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله ؛ ويحرموا ما حرم الله ورسوله ؛ ويرعوا حقوق المعلمين كما أمر الله ورسوله).

وإذا أردت أن تعرف طريقة البيعة عند "الإخوان المسلمين" فاسمع ماذا يقول أحد كبرائهم.

قال محمود الصباغ وهو عضو قيادي في "التنظيم الخاص" في جماعة "الإخوان المسلمين": (كانت البيعة تتم بحي "الصليبة" حيث يدعى العضو المرشح للبيعة ومعه المسئول عن تكوينه، والأخ عبد الرحمن السندي المسئول عن تكوين "الجيش الإسلامي" داخل الجماعة، وبعد استراحة في حجرة الاستقبال يدخل ثلاثتهم إلى حجرة البيعة فيجدونها مطفأة الأنوار، ويجلسون على بساط في مواجهة أخ في الإسلام مغطى الجسد تماماً من قمة رأسه إلى أخمص قدميه برداء أبيض، يخرج من جانبيه يديه ممدودتين على منضدة منخفضة "طبلية" عليها مصحف شريف، ولا يمكن للقادم الجديد مهما أمعن النظر فيمن يجلس في مواجهته أن يخمن بأي صورة التخمين من عسى أن يكون هذا الأخ.

وتبدأ البيعة بأن يقوم الأخ الجالس في المواجهة ليتلقاها نيابة عن المرشد العام بتذكير القادم للبيعة بآيات الله التي تحض على القتال في سبيله وتجعله فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وتبين له الظروف التي تضطرنا إلى أن نجعل تكويناً سرياً في هذه المرحلة مع بيان شرعية هذه الظروف، فإننا نأخذ البيعة على الجهاد في سبيل الله حتى ينتصر الإسلام أو نهلك دونه مع الالتزام بالكتمان والطاعة، ثم يخرج من جانبه مسدساً ويطلب من المبايع أن يتحسسه وأن يتحسس المصحف الشريف الذي يبايع عليه، ثم يقول له: فإن خنت العهد أو أفشيت السر يؤدي ذلك إلى إخلاء سبيل الجماعة منك، ويكون مأواك جهنم وبئس المصير.

فإذا قبل العضو بذلك كلف بأداء القسم على الانضمام عضواً في الجيش الإسلامي والتعهد بالسمع والطاعة) أ.هـ

المرجع: (حقيقة التنظيم الخالص ودوره في دعوة الإخوان المسلمين) والكتاب قدم له مصطفى مشهور، المرشد العام السابق لـ"لإخوان المسلمين".

المبحث الثالث: الإمارة:

أي: تنزيل شخص من الأشخاص على أنه أمير، له حق السمع والطاعة في العسر واليسر والمكره والمنشط وأثرة عليهم، وله حق الاستنفار متى ما رأى ذلك، وله حق تقديم طاعته على غيره من الناس.

ولا شك أن شخصاً ينزل مثل هذه المنزلة لا بد أن يكون لتنزيله هذه المنزلة أدلة كثيرة كما وردت في حق الأمير العام وما جرى مجراه، ولا يعرف في الشريعة أمير إلا الأمير العام أو ما كان في جهته، وإن مما يؤسف له أن إمارات "الجماعات الإسلامية" لا دليل لهم عليها سواء إمارة "الإخوان المسلمين" أو إمارة "جماعة التبليغ" أو إمارة "جماعة الجهاد" أو غيرها.

وقد قال بعضهم: إن الأمير العام لا ينصب أحداً إلا بعد مشاورة لأهل الحل والعقد، واحتج بما رواه الترمذي في "جامعه"عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لو كنت مؤمراً أحداً من غير مشورة لأمرت ابن أم عبد) ولكن فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي وهو ثقة إلا أنه مدلس وقد عنعن، وشيخه الحارث هو الأعور ضعيف، وآخرون ضعفوه جداً، وقد ضعف الحديث الشيخ الألباني.

وله طريق أخرى أخرجها الحاكم في "المستدرك" عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو كنت مستخلفا أحدا من غير مشورة لاستخلفت عليهم ابن أم عبد).

قال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه).

قال الذهبي متعقباً: (عاصم بن ضمرة ضعيف).

المبحث الرابع: أجنحة جماعة "الإخوان المسلمين":

تتكون جماعة "الإخوان المسلمين" من عدة أجنحة أو عدة أقسام نذكر منها:

القسم الأول القسم السياسي ولعلهم يسمونه: "مكتب الإرشاد":

وهو أكبر الأقسام منزلة، وهو الذي يتزعم الجماعة ويتفاوض باسمها ويمثلها في العلاقات العامة ويصدر القرارات في الجماعة ويفصل من يريد من العضوية في الجماعة.

القسم الثاني القسم الدعوي:

وهو القسم المنشغل في باب الدعوة ونشر الدروس، وهم الواجهة الرئيسية في الدعوة إلى الجماعة، وتقرير طريقة الجماعة على الأتباع، ومناظرة الخصوم إذا احتاجوا إلى ذلك، والرد على من ينتقد الجماعة.

القسم الثالث القسم الإعلامي:

وهو القسم المسئول عن التواصل مع الآخرين من أفراد الجماعة ولو مع أناس خارج البلاد، ونشر أخبارها واجتماعاتها ولقاءاتها ومحاضراتها ونحو ذلك.

القسم الرابع الجناح العسكري:

وهو مجموعة من الشباب الإخواني الذي يميل إلى القوة، حيث يعتني به قادة "الإخوان المسلمين" ويحسن تدريبه توقعاً لأي شيء مواجهة مسلحة.

وقد كان هذا القسم في جماعة "الإخوان المسلمين" أيام حسن البنا باسم "النظام الخاص" وقد تربى على عين الجماعة، ولكن تأذت الجماعة منه كثيراً في آخر المطاف.

قال محمد الغزالي في "من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث" (ص206) وما بعدها: (فألف ما يسمى بـ"النظام الخاص"، وهو نظام يضم شباباً مدربين على القتال، كان المفروض من إعدادهم مقاتلة المحتلين من إنكليز ويهود، وقد هؤلاء الشباب الأخفياء شراً وبيلاً على الجماعة فيما بعد، فقد قتل بعضهم بعضاً، وتحولوا إلى أداة تخريب وإرهاب في يد من لا فقه لهم في الإسلام ولا تعويل على إدراكهم للصالح العام) أ.هـ

ولمحمد قطب كلام قريب من هذا.

أقول: والسبب في ذلك أنهم قتلوا الخازندار، والنقراشي باشا وغيرهما وقاموا بمصادمة مسلحة في أكثر من مكان في مصر فقط، دع عنك البلدان الأخرى.

قال الشيخ العلامة المحدث أحمد شاكر في مقالة له بعنوان :(قيد الإيمان الفتك)نقلتها بعض المواقع في "شبكة المعلومات" جاء فيها: (وما فعله هؤلاء الخوارج بقتلهم للنقراشي يعتبر خزياً واستحلالاً للدم الحرام).

ولا يمنع أن يكون هناك أجنحة وأقسام أخرى.

المبحث الخامس: طرق "الإخوان المسلمين":

قال عبد الرحمن عمار وكيل الداخلية كما نقله عنه عبد الحليم محمود في "الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ" (2/29):

(تألفت منذ سنوات جمعية اتخذت لنفسها اسم "الإخوان المسلمون" وأعلنت على الملأ أن لها أهدافاً دينية واجتماعية، دون أن تحدد لها هدفاً سياسياً معيناً ترمي إليها، وعلى هذا الأساس نشطت الجمعية وبثت دعايتها ولكن ما كادت تجد لها أنصاراً وتشعر أنها اكتسبت شيئاً من رضى بعض الناس عنها حتى أسفر القائمون على أمرها عن أغراضهم الحقيقية، وهي أغراض سياسية ترمي إلى وصولهم إلى الحكم وقلب النظم المقررة في البلاد.

وقد اتخذت هذه الجماعة في سبيل الوصول إلى أغراضها طراً شتى يسودها طابع العنف فدربت أفراداً من الشباب أطلقت عليهم اسم الجوالة، وأنشأت مراكز رياضية تقوم بتدريبات عسكرية مستترة وراء الرياضة كما أخذت تجمع الأسلحة، والقنابل والمفرقعات وتخزنها لتستعملها في الوقت التي تتخيره، وساعدها على ذلك ما كانت تقوم به بعض الهيئات من جمع الأسلحة والعتاد بمناسبة قضية فلسطين، وأنشأت مجلات أسبوعية وجريدة سياسية تنطق باسمها سرعان ما انغمست في تيار النضال السياسي متغافلة عن الأغراض الدينية والاجتماعية التي أعلنت الجماعة أنها قامت لتحقيقها).

ثم ساق بعض البراهين على ذلك، والعجيب أن المؤلف لم يتعقبه !.

الفصل السادس: أفكار الجماعة ومعتقداتها:

تمهيد:

جماعة "الإخوان المسلمين" خليط من الآراء المتباينة، والعقائد المختلفة، والفرق المتنوعة، لأنهم يسمحون في صفوفهم لجميع الفرق التي خرجت على أهل السنة والجماعة وبرزت إلى الساحة، ولكن مع ذلك لهم أفكار يجتمعون عليها تكاد أن تكون قاسماً مشتركاً فيما بينهم، وهي:

الأول: لا يرون شرعية أي جماعة غير جماعتهم فقط:

1- قال جمعة أمين في "منهج البنا": (وأصبح واضحاً أن للجماعة ثوابت هي بمثابة العقائد لا يجوز الاقتراب منها مداهنة أو مساومة، فضلاً عن تبديلها وتغييرها).

2- قال سعيد حوى في رسالته: "في آفاق التعليم" (ص16): (مما مر ندرك أن السير مع الإخوان شيء لا بد منه للمسلم المعاصر).

3- وقال في "جولات في الفقهين" (ص79): (ونعتقد أنه لا جماعة كاملة للمسلمين إلا بفكر الأستاذ البنا ونظرياته وتوجيهاته).

4- وقال في "المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين" (ص29-30): (وبسبب ما ذكرنا نقول: إن جماعة الإخوان لا غيرها هي التي يضع المسلم يده في يدها).

5- وقال في "من أجل خطوة إلى الأمام" (ص40): (وإذا كانت هذه الجماعة هذه شأنها فلا يجوز الخروج عليها، قال عليه السلام: "من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه").

ونقل صادق أمين في "الدعوة إلى الله فريضة شرعية وضرورة عصرية" عن سيد قطب أنه ذهب يناقش النبهاني لماذا أسس حزباً جديداً – وهو حزب التحرير -، ويحاول أن يقنعه أن هذا من باب تشتيت الجهود، لأنهم يرون هذا ممنوعا، وصادق أمين هو عبد الله عزام.

الثاني: أنهم جعلوا دعوتهم هي الميزان التي يمتحنون بها الموافق من المخالف:

1- قال حسن البنا كما في "مجموع رسائله" (ص17): (وموقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرقت القلوب وبلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا فماوافقها فمرحباً به، ومن خالفها فنحن برءاء منه.

ونحن مؤمنون بأن دعوتنا عامة لا تغادر جزء صالحاً من أية دعوة إلا ألمت به، أو أشارت إليه).

2- وقال في "مذكرات الدعوة والداعية" (ص222): (فدعوتكم اليوم أحق أن يأتيها الناس ولا تأتي هي أحداً وتستغني غيرها إذ هي جماع كل خير وما عداها لا يسلم من النقص).

ولا يشك عاقل أن هذا من صور التحزب المقيت.

قال شيخ الإسلام رحمه الله – كما في "مجموع الفتاوى" (11/512): (وليس لأحد أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته ويعادي على ذلك بل عليه أن يوالي كل من كان من أهل الإيمان، ومن عرف منه التقوى من جميع الشيوخ وغيرهم ولا يخص أحدا بمزيد موالاة إلا إذا ظهر له مزيد إيمانه وتقواه فيقدم من قدم الله تعالى ورسوله عليه ويفضل من فضله الله ورسوله) أ.هـ

وقال رحمه الله – كما في "مجموع الفتاوى" ( 3/347 ): (فمن جعل شخصا من الأشخاص - غير رسول الله - من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة، ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة كما يوجد ذلك في الطوائف من أتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك كان من أهل البدع والضلال والتفرق).

وقال شيخ الإسلام- كما في "مجموع الفتاوى" (20/8): (ومن نصب شخصا كائناً من كان فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً) أ.هـ

قال شيخ الإسلام – كما في "مجموع الفتاوى" (20/164): (وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبي ولا ينصب لهم كلاما يوالي عليه يعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون) أ.هـ

الثالث: يردون على من انتقدهم فلا يقبلون من أحد أي نصيحة:

إن الإخوان المسلمين لهم مدة طويلة من الزمن لا نعرف أنهم رحبوا بنقد من أحد، أو أرشدوا أحداً من أتباعهم لشيء من الكتب التي تنقدهم، أو تخطأهم، ولو كان المنتقد من أهل العلم الراسخين فيه والناقدين للمخالف على بصيرة وبإنصاف، ولو كان عند الإخوان المسلمين شيء ينقض هذا فليأتوا به.

قال جاسم المهلهل في رسالته: "للدعاة فقط" (ص122): (بل دعوة "الإخوان" ترفض أن يكون في صفوفها أي شخص ينفر من التقيد بخططهم ونظامهم، ولو كان من أروع الدعاة فهماً للإسلام وعقيدته وأنظمته وأكثرهم قراءة للكتب، ومن أشد المسلمين حماسة وأخشعهم في الصلاة، فالإخوان لا يبالون بهم وهم بهذه المزايا إلا أن يتقيدوا بخطط الجماعة والسعي لإقامة أهدافها وهي إقامة دولة الإسلام) أ.هـ

بل إن من ينتقد حسن البنا أو دعوته فهو مريض في فكره.

قال سعيد حوى في "في آفاق التعليم": (ثم إنه نبتت هنا وهناك أفكار مريضة تريد أن تتخلص من دعوة حسن البنا ومن أفكاره فكان لا بد أن يعرف هؤلاء وغيرهم أن الانطلاقة على غير فكر الاستاذ البنا في عصرنا قاصرة أو مستحيلة أو عمياء إذا ما أردنا عملاً متكاملاً في خدمة الإسلام والمسلمين).

ومن تصدى لنصحهم من داخل الجماعة فأقل شيء يواجه به هو الفصل من الجماعة، وهذا ما حدث لبعضهم منهم محمد الغزالي حيث يقول في رسالته "قذائف الحق" : (انتسبت لجماعة الإخوان فى العشرين من عمري، ومكثت فيها قرابة سبع عشرة سنة، كنت خلالها عضواً فى هيئتها التأسيسية، ثم عضواً فى مكتب الإرشاد العام..

وشاء الله أن يقع نزاع حاد بيني وبين قيادة الجماعة، انتهى بصدور قرار يقضى بفصلي وفصل عدد آخر من الأعضاء).

الرابع: يكفرون الحكام لأنهم لا يحكمون بغير ما أنزل الله:

ولهم على هذه الأفكار سنين طويلة وليس لهم سلف في هذا الإطلاق إلا الخوارج، في الوقت الذي نسيوا أنهم اعترفوا بكثير من هذه القوانين الوضعية، وإليك شيء من عجائب "الإخوان المسلمين" في هذا الباب:

1- فهذا حسن البنا رشح نفسه للانتخابات مرتين كما ذكر ذلك جابر رزق في "حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه" (ص23-24)، والانتخابات من صور الديمقراطية وفروعها، والدخول فيها يعتبر إقراراً عملياً بها.

بل إن "الإخوان المسلمين" يستخدمون الانتخابات فيما بينهم، لترشيح الشخص في مرتبة المرشد أو نحوها من المراتب.

2- بل كان كبراؤهم من رؤوس القوانين الوضعية، مثل المستشار القانوني حسن الهضيبي وهو المرشد الأول، والمحامي عمر التلمساني وهو المرشد الثالث، والذي نصحه حسن البنا بأن ينخرط في سلك القضاء، فاعتذر التلمساني بأنه يريد أن يتفرغ كما في "مذكرات التلمساني" (ص261).

فإذا قيل: وأحمد شاكر كان قاضياً قيل: هو من جهة الأزهر وقد كان عالماً يقضي بما تعلمه من العلم الشرعي لا القوانين الوضعية فهناك فرق بين الأمرين، مع أن الشيخ أحمد شاكر من أشد الناس على القوانين الوضعية كما هو معلوم من رسائله.

3- ولقد تنازلوا عن أشياء كثيرة وهي من صلب الشريعة، فهذا جابر رزق وهو من أوائل "الإخوان المسلمين" يقول في كتابه "حسن الهضيبي الإمام الممتحن" عن قطع يد السارق: (فلما نسي حكام المسلمين أن يهيئوا للناس تلك الحياة الاجتماعية النظيفة الراقية، وجدوا أن عقوبة القطع لا تتفق مع أحوال المسلمين فمنعوها وهم على حق في منعها).

4- ولم يكتفوا بالتنازل بل دعوا إلى الحكم بغير ما أنزل الله، كدعوتهم إلى الديمقراطية الغربية وهي أقبح ما يمكن أن يحكم به الحكام، فهذا الصحفي الإخواني المشهور محمد عبد القدوس سئل: لماذا تسمحون في جريدتكم الناطقة بلسان "الإخوان المسلمين" للنصارى يكتبون فيها ؟ فقال: ليعلم الناس أن الإخوان أصحاب ديمقراطية، ثم إن النصارى عاقبتهم في الآخرة إلى الله إن شاء أدخلهم الجنة وإن شاء أدخلهم النار).

وهذا يوسف القرضاوي يقول في كتابه "أولويات العمل الإسلامي": (إن الفكرة الإسلامية والحركة الإسلامية والصحوة الإسلامية لا تتفتح أزهارها ولا تنبت بذورها ولا تتعمق جذورها أو تمتد فروعها إلا في جو الحرية ومناخ الديمقراطية).

وقد قال قبل ذلك: (والواجب على الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة أن تقف أبداً في وجه الحاكم الفردي الديكتاتوري، والاستبداد السياسي والطغيان على حقوق الشعوب، وأن تكون دائماً في صف الحرية السياسية المتمثلة في الديمقراطية الصحيحة غير الزائفة، وأن تقول بملء فيها للطغاة: لا ثم لا ولا تسير في ركاب ديكتاتور متسلط، وإن أظهر وده لها لمصلحة موقوتة، ولمرحلة لا تطول عادة كما هو المجرب والمعروف).

ومعنى كلام القرضاوي أن الرجل المنفرد بالحكم ينبغي أن يسعى الجميع للإطاحة به لأنه دكتاتوري ولو كان يحكم بالشريعة ويقيم الحدود ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يطاح به لأنه ديكتاتوري لم يفتح الحكم للشعب ليحكموا فيه بحريتهم واختيارهم !

فإذا كنا سنكفر من يحكم بغير ما أنزل الله على الإطلاق بدون تفصيل كما يقول التكفيريون فماذا سنقول في مثل هذا الرجل، والذي يعتبر كلامه أسوأ بكثير من حكم الحاكم بغير ما أنزل الله ؟

ولا نقبل من "الإخوان المسلمين" أن يقولوا إن هذا كلام رجل فينا وليس محسوباً على الجماعة كلها، لأننا نقول: إن رجلاً لها مكانته عند "الإخوان المسلمين" له كلام يطبع في كتاب مرات وكرات، ثم يتلقاه أفراد الجماعة من غير نكير ولا تعقيب فإنه محسوب على الجماعة كلها وعلى منهجها، وإن لم نحسب كلامه على الجماعة جميعاً فلن نحسب كلام أحد على طائفته كرؤوس المتصوفة والرافضة وغيرهما.

وهذا شيء يسير من انحرافات القرضاوي فقط، فماذا عسانا أن نقول فيه لو عرضنا كثيراً من انحرافاته مثل:

قوله: (يشرع لولي الأمر أن يلغي رجم الزانيين المحصنين).

وقوله: (إن الردة نوعان: ردة مغلظة وهي المصاحبة للعنف فهذه يقتل صاحبها، وردة مخففة وهذه يترك صاحبها ولا يقام على صاحبها الحد).

وقوله: (إن للمرأة أن تتولى على الولاية العامة).

وقوله: (ختان الإناث عمل شيطاني).

ويقول:( إن المرأة إن اشتركت في البيع والشراء وسائر المعاملات فشهادتها كالرجل).

وقوله:( إن الربا اليسير مثل 1% و2% ونحوها مشروع لأنه من باب الخدمات الإدارية).

وهل يشك عاقل أن هذا من أسوا الحكم بغير ما أنزل الله ؟

ولا ندري أين ذهب (القطبيون) الذين قض مضجعهم الحكم بغير ما أنزل الله فاشتغلوا به وتفرغوا له، فألفوا فيه المؤلفات واتهموا من خالفهم في غلوهم بالمرجئة، أين أنتم يا معشر الغيورين من مثل كلام القرضاوي، لا ندري لماذا تكونون عندنا من غلاة التكفيريين، وعند أمثال هذا التالف القرضاوي تصيرون من غلاة المرجئة ؟!

الخامس: وتسعي للإطاحة بهم لأنهم يرون أن أوضاع المسلمين لن تتغير إلا بتغيير هؤلاء الحكام:

وهذه من المفارقات العجيبة عند "الإخوان المسلمين"، فهم في الوقت الذي يتنازلون للحكام عن أشياء لا يتوقع منهم المسلم صدورها عنهم، تجدهم ذوي نفس تكفيري على حكام المسلمين.

وأريد أن أنبه إلى أن الدعوة إلى الله لها عقود من السنين بل قرون طويلة لا تعرف مصادمة الحكام والولاة إلا من جهة الخوارج ومن خلفهم في عصرنا وهم"الإخوان المسلمين" الذين حولوا المجتمعات إلى سيل من الجرائم والاشتباكات والاغتيالات وما جرى مجراها من مظاهر العنف.

قال أحمد شاكر في كتاب صدر مؤخراً لأول مرة يطبع وقد كان تقريراً سرياً عن شئون التعليم والقضاء في مصر رفعه نصيحة للملك عبد العزيز رحمة الله عليهما (ص48): (حركة الشيخ حسن البنا وإخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية هدامة ينفق عليها الشيوعيون واليهود كما نعلم ذلك علم اليقين) أ.هـ

وهذه فائدة استفدناها من أخينا الفاضل فؤاد العمري بواسطة شبكة سحاب الخير عبر أحد الإخوة.

ونقل بعضهم عنه أنه قال: (الإخوان المسلمون خوارج هذا العصر) وقد وجدت نحو هذه العبارة في كلام الشيح أحمد شاكر في مقاله المشار إليه سابقاً وهو (الإيمان قيد الفتك).

وحدثنا أخونا الشيخ هانئ بن بريك قال حدثنا شيخنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا رحمه الله قال: (كان شيخنا محمد حامد الفقي - مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية - يسمي "الإخوان المسلمين" خوّان المسلمين) أي: خونة المسلمين.

الفصل السابع: وسائل الدعوة عند الجماعة:

لدعوة "الإخوان المسلمين" وسائل يتوسلون بها الانتشار دعوتهم وترسيخها في المجتمع، منها:

الأولى: الحرص على تولي المواضع الحساسة:

فالإخوان المسلمون يحرصون على نشر دعوتهم وتوسيع رقعة جماعتهم في الساحة الدعوية، وذلك بأمور:

1- بالالتفاف حول العلماء وطلبة العلم لا لطلب العلم عندهم والاستفادة منهم، وإنما لتوصيل الأمور والأفكار التي يريدونها أو ليقلبوا لهم الأمور، ولسحب ما استطاعوا أن يسحبوه من الفتاوى ، وكثير من هؤلاء الأفاضل تنبه لهم وآخرون وقعوا في حبائل "الإخوان المسلمين".

2- والالتفاف حول الرؤوس المشهورة في المجتمع إن كان فيهم شيء من التدين والتوجه إلى الله، كالأدباء والكتاب المشهورين وبعض المسئولين، ومشايخ القبائل والقادة العسكريين والتجار

رد العلامة الفوزان على من أباح الأناشيد

ديسمبر 31st, 2009 كتبها أبو عبيدة السلفي نشر في , الردود على الصوفية, الردود على حزب الإخوان

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه مناقشة وتعقيب للعلامة صالح الفوزان أثابه الله لموضوع الأناشيد يقول فيها :
(( الحمد الله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد :
كنتُ قد عقبت على ماكتبتْـه الأخت تغريد العبد العزيز في " مجلة الدعوة" من الثناء على ماسمته بالأناشيد الإسلامية ، ومطالبتها المراكز الصيفية بالإكثار من إنتاجها ، فبينت لها أن هذا الثناء في غير محله ، وأن هذا الطلب غير وجهيه ، وأن الأولى بها أن تطالب بالعناية بالكتاب والسنة ، وتعليم العقيدة الصحيحة والأحكام الشرعية ، فانبرى بعض الأخوان- وهو الأخ أحمد عبد العزيز الحليبي سامحه الله – ينتصر لها لهذه الأناشيد ويدعي أنها شيء طيب ، وعمل جميل ويستدل لإثبات دعواه بأمور هي:
أولاً: أن هذه الأناشيد تلحق بالحداء الذي رخص فيه الشارع ، وكذلك تلحق بالارتجاز الذي رخص فيه النبي عليه الصلاة والسلام عند مزوالة الأعمال الشاقة.
ثانياً: أن العلماء ، كشيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم وابن الجوزي وابن حجر الهيثمي، نصوا على جواز الحداء ، والأرتجاز وسماع الشعر الذي فيه الثناء على الله ورسوله ودينه وكتابه والرد على أعداء الله وهجاؤهم . والنشيد الإسلامي – كما يسميه – لايخرج عن هذه المعاني ، فهو شعرٌ ملتزم بالأدب الأسلامي ، يرفع بصوت حسن.
ثالثاً: تسمية الأناشيد بالإسلامية لاتعني المشروعية والأبتداع في الدين ، وإنما هو وصفٌ وتوضيحٌ وتمييزٌ عن غيرها من الأناشيد والأهازيج المحرمة وهو من المصطلحات الحديثة ، مثل الحضارة اٍلاسلامية ، والعمارة الإسلامية.
رابعاً: فرق الكاتب بين هذه الأناشيد التي سماها إسلامية وبين الصوفية التي تعد من البدع في الدين من وجهين:
الأول :أنهم أضفوا على أناشيدهم صفة القربة والطاعة.
والثاني: أن سماعهم لا يخلو من الآلة التي تقرن بتلحين الغناء.
هذا حاصل ماكتبه أخونا أحمد في تسويغه ماسماه بالأناشيد الإسلامية.
وجوابنا من وجوه:
الوجه الأول: أن هناك فروقاً واضحة بين ماتسمونه بالأناشيد الإسلامية وبين مارخص فيه الشارع من الحداء في السفر والارتجاز عند مزوالة الأعمال الشاقة، وإنشاد الأشعار التي فيها مدح الإسلام ، وذم الكفر وهجاء المشركين ،

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

:: رسالة الكفر بالطاغوت :: للشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تأمل رحمك الله وجعلك الله من أهل التوحيد الخلص

ثمار التوحيد في ضوء الكتاب والسنة

اقوال وحكم...