المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٢

فضل (العلم) وشرف أهله

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم      الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّدٍ و آله وصحبه وسلَّم، أمَّا بعد:     فإنَّ الله عزَّ في علاه قد بيَّن لنا في كتابهِ فضل (العلم) وشرف أهله، وجاءت النُّصوص النَّبوية على صاحبها أفضل صلاة وأزكى سلام تؤكِّدُ ذلك وترغب فيه؛ فانطلاقاً من الرغبة في المشاركة في نشر الخير و الدَّلالة عليه، حرصت على تذكير الإخوة بهذا الأمر المهم و شَحْذ هِمَمِهم؛ فيشمِّروا عن ساعد الجدِّ؛ لِيَنْتَفِعُوا و يَنْفَعُوا وَ يَرْتَفِعُوا بحول الله وتوفيقه.     ثم إِنَّنِي سَأُثَنِّي- بمشيئة الله تعالى- في كتابة أُخْرَىَ بِأَمْرٍ ثَانٍ لَهُ صِلة لا تَنْفكُ أبداً عن العِلْمِ! ألا وَهُو: العَمَلُ بِالعِلْمِ!؛ لِيَكْتَمِلَ نَظْمُ الْمَقْصُودِ وَ يَحْصل الْمُراد بحولِ الله وقُوَّتهِ.     فَأبدأُ فيما قَصَدُّته و من الله العون والتَّوفيق؛ فأقول:       قد وردت نصوص كثيرة في كتاب الله عزَّ وجلَّ تدلُّ على فضل العلم و شرف أهله؛ فَمن تلك النصوص : 1 /  قوله تعالى {وأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَل

حقيقة الايمان عند الاشاعرة

وليعلم أن قول الأشاعرة في الإيمان قول كفري ، وهو أن الإيمان اعتقاد فقط ، وبعضهم يقول تصديق ، بل حقيقة قولهم أنه قول الجهم قال السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت ص273 :" ويقولون _ يعني الأشاعرة _ : الإِيمان: التصديق وعلى أصلهم أن من صدق بقلبه ولم ينطق بلسانه فهو مؤمن، (لأمرين): أحدهما: أن أصل الإيمان عندهم المعرفة كما قال جهم. والثاني: أن الكلام معنى في النفس فهو إذا صدق بقلبه فقد تكلم على أصلهم به" فتأمل كيف صرح أن قولهم في الإيمان هو الجهم قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (7/ 582) :" وبهذا وغيره يتبين فساد قول جهم والصالحي ومن إتبعهما فى الإيمان كالأشعرى فى أشهر قوليه وأكثر أصحابه وطائفة من متأخرى أصحاب أبى حنيفة كالماتريدى ونحوه حيث جعلوه مجرد تصديق فى القلب يتساوى فيه العباد" فتأمل كيف صرح بأن قول الأشعري والماتردي في الإيمان هو قول الجهم إذا علمت هذا فاعلم أن قول الجهمية في الإيمان عند السلف قول كفري حتى عند مرجئة الفقهاء ! قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (7/307) :" قَال

الحذر من الركون إلى كلّ كتاب وإلى كلّ أحد

الحذر من الركون إلى كلّ كتاب وإلى كلّ أحد، والتحذير من كتب المبتدعة، والرد على من قال: خذ الحق منها واترك الباطل. حيث عقد فصلاً في ذلك (ص:231-234) فقال: السجزي رحمه الله (( الفصل الحادي عشر في الحذر من الركون إلى كل أحد، والأخذ من كل كتاب؛ لأن التلبيس قد كثر والكذب على المذاهب قد انتشر . اعلموا رحمنا وإياكم الله سبحانه، أن هذا الفصل من أولى هذه الفصول بالضبط لعموم البلاء، وما يدخل على الناس بإهماله، وذلك أن أحوال أهل الزمان قد اضطربت، والمعتمد فيهم قد عز، ومن يبيع دينه بعرض يسير، أو تحبباً إلى من يراه قد كثر، والكذب على المذاهب قد انتشر فالواجب على كل مسلم يحب الخلاص أن لا يركن إلى كل أحد ولا يعتمد على كل كتاب، ولا يسلّم عنانه إلى من أظهر له الموافقة ... . فمن رام النجاة من هؤلاء، والسلامة من الأهواء فليكن ميزانه الكتاب، والأثر - في كل ما يسمع ويرى؛ فإن كان عالماً بهما عرضه عليهما - واتباعه للسلف . ولا يقبل من أحد قولاً إلا طالبه على صحته بآية محكمة، أو سنة ثابتة، أو قول صحابي من طريق صحيح ... . وليحذر تصانيف من تغير حالهم فإن فيها العقارب وربما تعذّر الترياق)).

مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِأَنَّ اللهَ - تَعَالَى - يَعْجَبُ، وَيَضْحَكُ ..

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/ 396) : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ تَمِيْمٍ اللَّبْلِيُّ ببَعْلَبَكَّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رَوْحٍ بِهَرَاةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ المَلِيْحِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَفَّافُ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ إِمْلاَءً، قَالَ: مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِأَنَّ اللهَ - تَعَالَى - يَعْجَبُ، وَيَضْحَكُ ، وَيَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُوْلُ: (مَنْ يَسْأَلُنِي، فَأُعْطِيَهُ =) ، فَهُوَ زِنْدِيْقٌ كَافِرٌ يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقه، وَلاَ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَلاَ يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ المُسْلِمِيْنَ" وهذا إسناد قوي

الوسائل الشّرعيّة للدّعوة على ضوء الأسُس السّلفيّة....

صورة
الوسائل الشّرعيّة للدّعوة على ضوء الأسُس السّلفيّة وبيان وجه المخالفة فيها مُنسّقة بشكل pdf حمل من المرفقات هذا مبحث من رسالة " أسُس منهج السّلف في الدّعوة إلى الله " إعداد: فوّاز بن هليل بن رباح السّحيمِّي، والتي نال بها درجة الماجستير من كليّة الدّعوة بالمدينة النّبويّة والتّابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود. قدم له سماحة العلامة: صالح بن فوزان الفوزان - فضيلة الشيخ: عُبيد بن عبدالله الجابري - فضيلة الشيخ: علي بن عبدالرحمن الحذيفي - فضيلة الشيخ: صالح بن عبدالله الحذيفي. أسُس منهج السّلف في الدّعوة إلى الله دار ابن القيِّم – دار ابن عفَّان: الطّبعة الأولى 1423هـ ص(137 -165 ) مقدِّ مة الشّيخ صالح الفوزان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصّلاة والسّلام على نبيِّنا محمدٍ وآله وصحبه وبعد : فقد تصفّ حت الكتاب المسمّى (أسُس منهج السّلف في الدّعوة إلى الله) لمؤلِّفه الشّيخ فوّاز بن هليل بن رباح السّحيميّ؛ فوجدته مؤلَّفًا قيِّمًا في موضوعه يحتاج إليه الدُّعاة إلى الله ليستفيدوا منه في مجال الدّعوة، جزى الله

قال الشيخ بازمول: عن الذي يُؤخذ عنه العلم:"لابدّ أن ينصُّوا أنه سلفي وأنه ممّن يُؤخذ منه العلم..وأنّه صالح للتدريس

صورة
قال الشيخ بازمول: عن الذي يُؤخذ عنه العلم:"لابدّ أن ينصُّوا أنه سلفي وأنه ممّن يُؤخذ منه العلم..وأنّه صالح للتدريس.." الشّيخ السّعدي –رحمه الله تعالى- جاوزت مُؤلّفاته أكثر من خمسين كتابًا ومن أشهرها التّفسير:" تيسير الكريم المنّان "؛ ومنها هذا الكتاب:" منهاج السّالكين "؛ ومنها أيضًا كتبه في:" شرح كتاب التّوحيد "؛ وكتبه في العقيدة؛ و" منظومة القواعد الفقهيّة "؛ وكتبه في الأصول وفي علوم القرآن، ألّف كُتبًا كثيرة نافعة سهلة مُيسّرة –رحمهُ اللهُ تعالى-؛ منها قالوا:" القواعد الحسان في تفسير القرآن " ومنها:" القول السّديد في مقاصد التّوحيد " ومنها هذا الكتاب الذي سنتدارسه:" منهاج السّالكين في الفقه في الدِّين ". أثنى عليه علماءُ عصرِه ونصُّوا على أنّه أهلٌ للتّدريس وأنّه صاحب سُنّة وعقيدة سلفيّة، وهُنا تنبيه وهذا التّنبيه: لا يكفي لأخذِ العلم عن شخص أن يقُول القائل: والله ذكره الشّيخ الفلاني السّلفي؛ أثنى عليه الشّيخ الفلاني السّلفي، هُناك ثناء عامّ فلان رجل صالح فلان أخونا فلان من السّ
صورة
الشّيخ السّعدي –رحمه الله تعالى- جاوزت مُؤلّفاته أكثر من خمسين كتابًا ومن أشهرها التّفسير:" تيسير الكريم المنّان "؛ ومنها هذا الكتاب:" منهاج السّالكين "؛ ومنها أيضًا كتبه في:" شرح كتاب التّوحيد "؛ وكتبه في العقيدة؛ و" منظومة القواعد الفقهيّة "؛ وكتبه في الأصول وفي علوم القرآن، ألّف كُتبًا كثيرة نافعة سهلة مُيسّرة –رحمهُ اللهُ تعالى-؛ منها قالوا:" القواعد الحسان في تفسير القرآن " ومنها:" القول السّديد في مقاصد التّوحيد " ومنها هذا الكتاب الذي سنتدارسه:" منهاج السّالكين في الفقه في الدِّين ". أثنى عليه علماءُ عصرِه ونصُّوا على أنّه أهلٌ للتّدريس وأنّه صاحب سُنّة وعقيدة سلفيّة، وهُنا تنبيه وهذا التّنبيه: لا يكفي لأخذِ العلم عن شخص أن يقُول القائل: والله ذكره الشّيخ الفلاني السّلفي؛ أثنى عليه الشّيخ الفلاني السّلفي، هُناك ثناء عامّ فلان رجل صالح فلان أخونا فلان من السّلفيِّين؛ طيّب هل هذه التّزكية خاصّة في كونِهِ صالحًا للتّدريس ولأخذ العِلم منه؟ الجواب: لا؛ لابُدّ أن ينصّوا على أنّ فُلانًا ممّن

مالفرق بين دعاء الصفة والدعاء بالصفة ؟

مالفرق بين دعاء الصفة والدعاء بالصفة ؟ في التفريق بين دعاء الصفة والدعاء بالصفة السؤال: ذَكَرَ سماحةُ الشيخِ ابنُ بازٍ: «أنّ دعاءَ الصّفةِ لا‌ يجوز قولا‌ً واحدًا لأ‌هلِ السُّنَّةِ»، كيف نجمع بين هذا الكلا‌مِ وحديثِ النّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآلِه وسَلَّم: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ»(١)؟ الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلا‌ة والسلا‌م على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد: فيُوجَد فرقٌ بين دعاءِ الصّفةِ والدّعاءِ بالصّفةِ: والمرادُ مِن دعاءِ الصّفةِ أن تكونَ الصّفةُ المدعوُّ بها تقتضي شيئًا منفصِلا‌ً ومستقِلا‌ًّ عنِ الذّاتِ الإ‌لهيّةِ تسمع الدّعاءَ وتجيبُ مِثْلَ أن يقولَ: «يا رحمةَ اللهِ ارحميني»، «يا عزّةَ اللهِ أَعِزّيني»، «يا قوّةَ اللهِ قَوّيني»، ونحوِ ذلك ممّا لم يَرِدْ قطُّ في الأ‌دعيةِ المأثورةِ، فمَنِ اعتقد أنّ الصّفةَ المنفصِلةَ عنِ الموصوفِ تغفر وترحم وتُغْني وتُقَوِّي.. فقد جعل الصّفةَ إلهًا معبودًا، وهذا كفرٌ باتّفاقِ العلماءِ، ذلك لأ‌نّ صفاتِ اللهِ تعالى ملا‌زِمةٌ لذاتِه لا‌ تنفكّ عن

وصفـة السعـادة الحقيقيـة

وصفـة السعـادة الحقيقيـة فضيلة الشيخ الدكتور: سليمان بن سليم الله الرحيلي حفظه الله تعالى الملف الصوتي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: أيها الإخوة.. أيها الأحبة؛ ربع ساعة إن شاء الله عَزَّ وَجَلَّ نحتسبها عند الله عَزَ وَجَل، ونرجو الله عَز وَجَل أن نكتسب بها رحمةً من ربنا، وسكينةً من ربنا، وذكرًا في الملأ الأعلى. أيها الأحبة؛ أحب أن أتذاكر معكم أمرا يطلبه الناس، ويشكو كثير من الناس اليوم فقده، هو أمرٌ يطلبه كل أحد؛ يطلبه الصغير ويطلبه الكبير، يطلبه الذكر وتطلبه الأنثى، ذلكم الأمر هو: السعادة. وكثير من الناس اليوم يقولون: إنا لا نشعر بالسعادة .. وقد تنوعت طرق الناس في طلب السعادة؛ فمن الناس من ظن أن السعادة في تكثير الأموال، فأصبح يسعى في تكثير الأموال ولا يبالي من أي طريق كانت، وألهته عن ذكر الله، فإذا تعارض طلب المال مع الصلاة ناداه شيطانه: حي على المال، فلا يحقق سعادة، وإنما يكون حاله كما قال الله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُم

أهل العلم يكتبون مالهم وما عليهم وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم

قال تعالى (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) وقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً .. ) وقال تعالى (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) . فوصف المغضوب عليهم بأنهم يكتمون العلم : تارة بخلاً به ، وتارة اعتياضاً عن إظهاره بالدنيا ، وتارة خوفاً في أن يحتج عليهم بما أظهروه منه . وهذا قد يبتلى به طوائف من المنتسبين إلى العلم ، فإنهم تارة يكتمون العلم بخلاً به ، وكراهة لأن ينال غيرهم من الفضل ما نالوه ، وتارة اعتياضاً عنه برئاسة أو مال ، فيخاف من إظهاره انتقاص رئاسته أو نقص ماله ، وتارة قد خالف غيره في مسألة ، أو اعتزى إلى طائفة قد خولفت في مسألة ، فيكتم من العلم ما فيه حجة لمخالفه وإن لم يتيقن أن مخالفه مبطل . ولهذا قال عبد الرحمن بن مهدي: أهل العلم يكتبون مالهم و

وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ؛ أتصبرون

﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ؛ أتصبرون﴾ سورة الفرقان قال الامام ابن قيّم الجوزية رحمه الله وهذا عامٌّ في جميع الخلق؛ امتحن بعضهم ببعض: فامتحنَ الرُّسُلَ بالمرسَل إليهم، ودعوتهم إلى الحق، والصبر على أذاهم، وتحمُّلِ المشاقّ في تبليغهم رسالاتِ ربِّهم. وامتحنَ المرسَلَ إليهم بالرسُل؛ وهل يطيعونهم، وينصرونهم، ويُصدّقونهم؟ أم يكفرون بهم، ويرُدّون عليهم، ويقاتلونهم؟ وامتحنَ العلماءَ بالجهّال؛ هل يعلِّمونهم، وينصحونهم، ويصبرون على تعليمهم، ونصحهم، وإرشادهم، ولوازم ذلك. وامتحن الجهالَ بالعلماء؛ هل يطيعونهم، ويهتدون بهم؟ وامتحن الملوك بالرعية، والرعية بالملوك. وامتحن الأغنياء بالفقراء، والفقراء بالأغنياء. وامتحن الضعفاء بالأقوياء، والأقوياء بالضعفاء. والسادة بالأتباع، والأتباع بالسادة. وامتحن المالكَ بمملوكه، ومملوكَه به. وامتحن الرجل بامرأته، وامرأته به. وامتحن الرجال بالنساء، والنساء بالرجال. والمؤمنين بالكفار، والكفار بالمؤمنين. وامتحن الآمرين بالمعروف بمن يأمرونهم، وامتحن المأمورين بهم. ولذلك كان فقراءُ المؤمنين وضعفاؤهم من أتباع الرسل؛ فتنةً لأغنيائهم و

كما بدأنا أول خلق نعيده.

             شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم     للمنذري(30)إعـادةُ الخَلـق الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا.  والحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا.  والحمد لله الذي جعل كتابه موعظة وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة ونورا للمؤمنين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، [ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا. باب: في قوله عز وجل: {كما بدأنا أول خلق نعيده...} الآية 2151. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ [ خَطِيبًا بِمَوْعِظَةٍ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام، أَلَا وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي ؟! فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا