المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٤

حقيقة العلم وثمرته بين السلف والخلف :

حقيقة العلم وثمرته بين السلف والخلف : 

قال العلامة ابو شامة المقدسي 

بل كَانَ الْعلمَاء من السّلف الصَّالح أهل نسك وَعبادَة وورع وزهادة أرضوا الله تَعَالَى بعلمهم وصانوا الْعلم فصانهم وتدرعوا من الْأَعْمَال الصَّالِحَة بِمَا زانهم وَلم يشنهم الْحِرْص على الدُّنْيَا وخدمة أَهلهَا بل أَقبلُوا على طَاعَة الله الَّتِي خلقُوا لأَجلهَا
فَأُولَئِك هم الَّذين عناهم الشَّافِعِي بقوله مَا أحد أولى بخلقه من الْفُقَهَاء وَفِي رِوَايَة إِن لم يكن الْفُقَهَاء الْعَامِلُونَ أَوْلِيَاء الله فَمَا لله ولي
قَالَ ابْن عَبَّاس لَو أَن الْعلمَاء أخذُوا الْعلم بِحقِّهِ لأحبهم الله وَالْمَلَائِكَة والصالحون من عباده ولهابهم النَّاس لفضل الْعلم وشرفه
قَالَ وهب بن مُنَبّه إِن الْفُقَهَاء فِيمَا خلا حملُوا الْعلم فَأحْسنُوا حمله فاحتاجت إِلَيْهِم الْمُلُوك وَأهل الدُّنْيَا وَرَغبُوا فِي عَمَلهم فَلَمَّا كَانَ بِأُجْرَة فَشَتْ عُلَمَاء فحملوا الْعلم فَلم يحسنوا حمله فطرحوا علمهمْ على الْمُلُوك وَأهل الدُّنْيَا فاهتضموهم واحتقروهم
وَقَالَ أَيْضا كَانَ الْعلمَاء قبلنَا قد استغنوا بعلمهم عَن دنيا غَيرهم فَكَا

[ إن المؤمن لينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره في سفره ]

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : [ إن المؤمن لينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره في سفره ] - صححه الإمام الألباني -  في السلسلة الصحيحة 🔹ينضي : أي يتعب بعيره و يكده ويرغمه على ما يريد  📌 قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى معلقا على الحديث : « لأنه كلما اعترضه صب عليه سياط الذكر ، والتوجه ، والإستغفار ، والطاعة..  فشيطانه معه في عذاب شديد،    ليس بمنزلة شيطان الفاجر الذي هو معه في راحة ودعة ولهذا يكون قويًا ، عاتيًا ، شديدًا فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله تعالى ، وتوحيده واستغفاره ، وطاعته…  عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار.  فلا بد لكل أحد أن يعذب شيطانه ، أو يعذبه شيطانه ». «بدائع الفوائد» (2/ 793)

ﺍﻟﻘﺎﺑﺾ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻛﺎﻟﻘﺎﺑﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺮ

ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ / ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻠﻘﺎً ﻭﺷﺎﺭﺣﺎً ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: ” ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺯﻣﺎﻥٌ ؛ ﺍﻟﻘﺎﺑﺾ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻛﺎﻟﻘﺎﺑﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺮ ” . ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : )) ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ „ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ . ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻻ ﺍﺳﻤﻪ , ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻻ ﺭﺳﻤﻪ . ﺇﻳﻤﺎﻥٌ ﺿﻌﻴﻒ , ﻭﻗﻠﻮﺏٌ ﻣﺘﻔﺮّﻗﺔ , ﻭﺣﻜﻮﻣﺎﺕٌ ﻣﺘﺸﺘﺘﺔ , ﻭﻋﺪﺍﻭﺍﺕ ﻭﺑﻐﻀﺎﺀ ﺑﺎﻋﺪﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﻭﺃﻋﺪﺍﺀٌ ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ ﻭﺑﺎﻃﻨﻮﻥ , ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺳﺮّﺍً ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ , ﻭﺇﻟﺤﺎﺩ ﻭﻣﺎﺩﻳّﺎﺕ , ﺟﺮﻓﺖ ﺑﺨﺒﻴﺚ ﺗﻴّﺎﺭﻫﺎ ﻭﺃﻣﻮﺍﺟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻼﻃﻤﺔ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻟﺸﺒّﺎﻥ , ﻭﺩﻋﺎﻳﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴّﺔ ﺍﻟﺮَّﻣَﻖ . ﺛﻢ ﺇﻗﺒﺎﻝُ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺯﺧﺎﺭﻑ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﻲ ﻣﺒﻠﻎ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻭﺃﻛﺒﺮ ﻫﻤﻬﻢ , ﻭﻟﻬﺎ ﻳﺮﺿﻮﻥ ﻭﻳﻐﻀﺒﻮﻥ . ﻭﺩﻋﺎﻳﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻟﻠﺘﺰﻫﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻭﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻤﻴﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ , ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ , ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭﻩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﺑﺄﻫﻠﻪ , ﻭﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳُﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ , ﻭﻓﺨﺮٌ ﻭﻓﺨﻔﺨﺔ . ﻭﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﺑﺎﻟﻤﺪﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻭﺷﺮﻭﺭﻫﺎ ﻗﺪ ﺷﺎﻫﺪﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ . ﻓﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻛﻤﺔ , ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﻤﺘﻼﻃﻤﺔ , ﻭﺍﻟﻤﺰﻋﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻤﺔ , ﻭﺍﻟﻔﺘﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﺔ