إنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ
قال ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" (2\274):
«قال تعالى: ((إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) [يونس:24].
شبه سبحانه الحياة الدنيا بأنها تتزين في عين الناظر، فتروقه يزينتها، وتُعجبه، فيميل إليها، ويهواها اغتراراً منه بها, حتى إذا ظن أنه مالك لها قادر عليها، سلبها بغتة أحوج ما كان إليها, وحيل بينه وبينها, فشبهها بالأرض التي ينزل الغيث عليها، فتعشب، ويحسن نباتها، ويروق منظرها للناظر، فيغتر بها، ويظن أنه قادر عليها, مالك لها, فيأتيها أمر الله فتدرك نباتها الآفة بغتة, فتصبح كأن لم تكن قبل, فيخيب ظنه وتصبح يداه صفراً منها, فهكذا حال الدنيا والواثق بها سواء, وهذا من أبلغ التشبيه والقياس.
ولما كانت الدنيا عرضة لهذه الآفات والجنة سليمة منها قال: ((وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)) [يونس:25].
فسماها هنا دار السلام لسلامتها من هذه الآفات التي ذكرها في الدنيا، فعمَّ بالدعوة إليها وخص بالهداية من يشاء فذاك عدله وهذا فضله» أ.هـ
المصدر :
http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=906
«قال تعالى: ((إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) [يونس:24].
شبه سبحانه الحياة الدنيا بأنها تتزين في عين الناظر، فتروقه يزينتها، وتُعجبه، فيميل إليها، ويهواها اغتراراً منه بها, حتى إذا ظن أنه مالك لها قادر عليها، سلبها بغتة أحوج ما كان إليها, وحيل بينه وبينها, فشبهها بالأرض التي ينزل الغيث عليها، فتعشب، ويحسن نباتها، ويروق منظرها للناظر، فيغتر بها، ويظن أنه قادر عليها, مالك لها, فيأتيها أمر الله فتدرك نباتها الآفة بغتة, فتصبح كأن لم تكن قبل, فيخيب ظنه وتصبح يداه صفراً منها, فهكذا حال الدنيا والواثق بها سواء, وهذا من أبلغ التشبيه والقياس.
ولما كانت الدنيا عرضة لهذه الآفات والجنة سليمة منها قال: ((وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)) [يونس:25].
فسماها هنا دار السلام لسلامتها من هذه الآفات التي ذكرها في الدنيا، فعمَّ بالدعوة إليها وخص بالهداية من يشاء فذاك عدله وهذا فضله» أ.هـ
المصدر :
http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=906