كلام نفيس يكتب بماء العين
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
(( ليس من شأننا في هذا اللقاء أن نتحدث عن شخص بعينه لكننا نقول، أولاً: كل إنسان له قدم صدق في الدعوة إلى الله في هذه الأمة من أول الأمة إلى اخرها، لاشك أنه يُحْمَدُ على ما قام به من الخير.
وثانيا: نقول : كل إنسان مهما بلغ من العلم والتقوى، فإنه لا يخلو من زلل، سببه إما الجهل، أو الغفلة، أو غير ذلك، لكن المنصف
كما قال ابن رجب - رحمه الله - في خطبة كتابه القواعد: "المنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه".
ولا أحد يأخذ بالزلات ويغفل عن الحسنات إلا كان شبيهاً بالنساء، فإن المرأة إذا أحسنت إليها الدهر كله، ثم رأت منك سيئة واحدة قالت: لم أر منك خيراً قط، ولا أحد من الرجال يحب أن يكون بهذه المثابة. أي بمثابة الأنثى، يأخذ الزلة الواحدة، ويغفل عن الحسنات الكثيرة.
فالقاعدة كما قلت: أننا لا نتكلم عن الأشخاص بأعيانهم مدحاً أو ذماً، ولا في مجالسنا في مقام التدريس، ولا في اللقاءات، ولا فيما يورد علينا من الاسئلة، ونحن ماضون على ذلك - إن شاء الله - ونرجو من الله سبحان وتالى أن يثبتنا عليه لأن الكلام عن الشخص بعينه قد يثير التحزب والتعصب، ولأنه قد تتغير حاله إلى خير مما كان عليه، والواجب أن نُعَلِّق الأحكام بالأوصاف لا بالأشخاص.
فنقول : من عمل كذا، ومن عمل كذا من خير أو شر، ولكن عندما نريد أن نقوِّم الشخص، فيجب أن نذكر المحاسن والمساوئ لأن هذا هو ميزان العدل، وعندما نحذّر من خطأ شخص فتذكر الخطأ فقط؛ لأن المقام مقام تحذير، ومقام التحذير ليس من الحكمة فيه أن نذكر المحاسن؛ لأنك إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى متذبذباً، فلكل مقام مقال ))
لقاء الباب المفتوح (3/455/456)