ويحك !؟

 "ويَحك! هَذا نصيحةٌ، ليسَ هَذا غيبةً"
قالَ الإمامُ الحافظُ ابن كثيرٍ (ت: 774هـ) رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «ليس الكلامُ في جرح الرِّجالِ على وَجْهِ النَّصيحةِ لله ولرسُولهِ ولكتابهِ ولِلْمُؤمنين: بِغِيبةٍ، بَلْ يُثابُ مُتَعاطي ذلكَ إذَا قَصَدَ بهِ ذلكَ.

وقَدْ قيلَ ليحيى بن سعيدٍ القَطَّان: أمَا تَخْشى أنْ يكون هَؤلاءِ الَّذين تَركْتَ حديثَهم خُصَماءك يَوْمَ القيامة؟

قالَ: “لِأنْ يكونَ هَؤلاءِ خُصَمائِي أحبَّ إليَّ مِنْ أنْ يكون رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَصْمي يَومئذٍ، يقولُ لي: لِمَ لَمْ تذبَّ الكَذِبَ عَنْ حَديثِي؟”.

وقَدْ سَمِعَ أبُو تُرابٍ النَّخشبيُّ أحمدَ بْنَ حنبل وهُوَ يتكلَّمُ فِي بعضِ الرُّواةِ، فقالَ لهُ: أتغتابُ العُلماءَ؟!

فقالَ لهُ: “ويَحك! هَذا نصيحةٌ، ليسَ هَذا غيبةً”.

ويُقالُ: إنَّ أوَّلَ مَنْ تصدَّى للكلامِ في الرُّواةِ شُعبةُ بنُ الحَجَّاج، وتَبِعَهُ يحيى بنُ سعيدٍ القَطَّان، ثمَّ تلامذتُه: أحمدُ بنُ حنبل، وعليُّ بنُ المدينيّ، ويحيى بنُ مَعينٍ، وعَمْرو بن عليٍّ الفَلاَّس، وغيرهُم.

وقَدْ تكلَّم في ذلكَ مالكٌ، وهِشامُ بن عُروةَ، وجماعةٌ مِنَ السَّلَف الصَّالح.

وقَدْ قالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ: (الدِّينُ النَّصيحةُ)».اهـ.
مِنَ ([«البَاعثُ الحثيثُ» (2/665، 666) / طبعة: مكتبة المعارف /
الطَّبعة الأولى: 1417هـ ])



المشاركات الشائعة من هذه المدونة

:: رسالة الكفر بالطاغوت :: للشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تأمل رحمك الله وجعلك الله من أهل التوحيد الخلص

ثمار التوحيد في ضوء الكتاب والسنة

اتعرف ماهي عقيدتك يا موحد ! هنااا عقيدة اهل السنهة والجماعة..