التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المنظومة الرّائية للإمام أبو القاسم الزنجاني -رحمه الله-


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

فهذه هي منظومة الزّنجاني أضعها بين يدي أحبّتي في الله للإستفادة منها ، وقد قمت بتفريغها من شرح الشيخ عبد الرزّاق العبّاد –حفظه الله – لها مع مقدّمة هي ترجمة للإمام الزنجاني رحمه الله .

وهذه ترجمته:

اسمه ونسبه :هو سعد ابن علي ابن محمد ابن على ابن الحسين أبوالقاسم الزّنجاني نسبة إلى زنجان. قال ياقوت الحموي: زنجان بفتح أوّله وسكون ثانيه ثم جيم وآخره نون بلد كبير مشهورمن نواحي الجبال بين أدربيجان وبينها ، أي الجبال، وهي قريبة من أبهر وقزوين والعجم يقولون زنجان بالكاف وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب والحديث

مولده ونشأته : قال الذهبي رحمه الله ولد في حدود سنة ثمانين وثمانمئة أو قبلها ولو سمع بالحداثة يعني حداثة سنه لأدرك إسنادا عاليا وإنّما سمع في كهولته

شيوخه : تلقّى العلم عن عدد من ائمة العلم ورحل في البلدان حتى انتهى به التطواف والمطاف الى المجاورة في بيت الله الحرام الى أن توفي هناك

وممن أخذ عنهم من الشيوخ : - محمد ابن الفظل ابن نضبف ابو عبد الله الفراء المصري والحسين ابن ميمون ابن عبد الغفاّر الصدفي وعلي ابن سلامة ابن محمد ابن أبي عبيد أبوبكر وأحمد بن علي أبوبكر الصفّار.

وأخذ عنه العلم عدد من التلاميذ وطلاب العلم منهم محمد ابن طاهرأبو الفظل المقدسي وأبو المظفرمنصور ابن محمد السمعاني ومكي ابن عبد السلام أبو القاسم الرملي وعبد المنعم ابن أبي القاسم القشيري وروى عنه أيضا أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه سنّا .

مؤلّفات الزنجاني رحمه الله: مما وقفت عليه اشارة اليه من مصنّفاته وذكر له :

أولا هذه القصيدة التي بين أيدينا وسمّاها بعض أهل العلم منظومة السنة وقال الذهبي له منظومة في قواعد أهل السنة وثانيّا له شرح لهذه المنظومة له شرح لها ذكره ابن القيم رحمه الله في اجتماع الجيوش ونقل عنه أسطرا ، في حدود عشرة أسطر نقلها ابن القيم عن هذا الشرح ونقل بعض الأبيات من هذه المنظومة في اجتماع الجيوش الاسلامية ويسّر الله ولله الحمد الحصول على هذا الشرح. شرح الزّنجاني لهذه المنظومة مع المنظومة في موضع واحد ، عثرت على النظم وشرحه ولكن الشرح فيه خرم من أوّله في حدود عشرة أبيات لم أحصل عليها ... وأيضا في أثناء النظم فيه موضع أيضا فيه خرم ربّما أنّه ليس بالطويل .

كذالك من مصنّفاته ما أشار إليه الذهبي في تاريخ الاسلام في ترجمة محمد ابن أحمد أبي عبد الله القيسي قال جزء سعد الزنجاني ، يبدوا أنّه جزء حديثي هذا أشار اليه الذهبي في تاريخ الاسلام .

كذلك من مصنّفاته ما ذكره ابن القيّم رحمه الله في اجتماع الجيوش قال له جوابات المسائل التي سئل عنها بمكة، وهذه أفردها في مجموعه ونقل عنه ابن القيّم نقلا مختصرا .

أيضا من ضمنها فوائد الزنجاني وهذا ذكره في تحفة الأحوذي ونقل عنه أيضا نقلا مختصرا وكان الزنجاني رحمه الله إماما في الحديث وإماما في الجرح والتعديل ونقل عنه العلماء في هذا الباب نقولا تدل على علمه بالجرح والتعديل والأحاديث والأسانيد والرجال والعلل . من ذلكم : قال محمد ابن طاهر : سألت الامام أبا القاسم سعد ابن علي الزنجاني بمكة عن حال رجل من الرواة وثّقه ، أي الزنجاني . فقلت أنّ أبا عبد الرحمان النسائي ضعّفه .فقال يابني إنّ لأبي عبد الرحمان في الرجال شرط أشدّ من شرط البخاري ومسلم ، وقال محمد ابن طاهر المقدسي الحافظ سمعت سعد ابن علي الزنجاني الحافظ بمكة وقلت له أربعة من الحفاظ تعاصروا أيهم أحفظ قال من قلت الدار قطني ببغداد وعبد الغني بمصر-عبد الغني الازدي- المصري صاحب مشتبه النسبة، وابن منده بأصبهان والحاكم بنيصابور فسكت ، فألححت عليه فقال : أمّا الدارقطني فأعلمهم بالعلل وأمّا عبد الغني فأعلمهم بالأنساب وأمّا ابن منده فأكثرهم حديثا مع معرفة تامة. وأمّا الحاكم فأحسنهم تصنيفا.

ثناء العلماء عليه :

كان رحمه الله محلّ ثناء العلماء عليه .

سئل عنه اسماعيل الحافظ التيمي فقال : إمام كبير عارف بالسنّة .وقال ابن طاهر ، مارأيت مثله . وقال السمعاني كان حافظا متقنا ورعا كثير العبادة . وقال ابن الجوزي : كان إماما حافظا ورعا متعبّدا متقنا ، وقال ابن كثير في البداية والنهاية : رحل الى الآفاق وسمع الكثيروكان إماما حافظا متعبّدا ورعا ثمّ انقطع في آخر عمره بمكة .

وقال الذهبي في العلو : كان الامام ابو القاسم علي ابن سعد الزنجاني الحافظ مجاورا بمكة له حرمة عظيمة بالحرم وهو صاحب القصيدة الرّائية في السنة وكان من دعاة السنة وأعداء البدعة . وقال في التذكرة : الإمام الثبت الحافظ القدوة .

فهذه بعض النقول في ثناء العلماء عليه .

عقيدته رحمه الله : هي عقيدة أهل السنة كما هو واضح في هذه المنظومة التي بين أيدينا وفي شرحه لها ،وفيها نصر للسنّة وذبّ عنها ورد للبدعة ودحض لها وفيه إشادة عظيمة بأئمة السنة وحملتها بحيث لا يكاد يذكر إماما إَلأّ وحلّ ذكره له بألقاب يدل على مكانته ومنزلته .

قال ابن القيّم : وله أجوبة سئل عنها في السنّة فأجاب عنها بأجوبة أئمة أهل السنة وصدّرها بجواب إمام وقته أبي العباس ابن سريج ، وقال أيضا : هو إمام في السنة له قصيدة فيها معروفة. وقال الذهبي : لسعد قصيدة في قواعد أهل السنة .

وقال الذهبي أيضا في تذكرة الحفّاظ : وقد كان الحافظ سعد ابن علي – هذا- من رؤوس أهل السنة وأئمة الأثر وممن يعادي الكلام وأهله ويذم الآراء والأهواء . فنسأل الله أن يختم لنا بخير ، وأن يتوفّانا على الإيمان والسنة . فلقد قلّ من يتمسّك بمحض السنّة ، بل تراه يثني على السنة وأهلها وقد تلطّخ ببدع الكلام-انتبهتم - ويجسر على الخوض في أسماء الله وصفاته وبادر إلى نفيها وبالغ بزعمه بالتنزيه ، وإنّما كمال التنزيه تعظيم الرب عز وجل ونعته بما وصف به نفسه تعالى .

هذا الامام رحمه الله سعد الزنجاني، آخر حياته قضاها بمكة مجاورا .ومكة قبلة المسلمين ويأتيها المسلمون من الآفاق ،ولهذا يتهيّأ لمن جاور بمكة من لقي العلماء والتلقّي عنهم ما لا يتهيّأّ لغيره ، وقد بقي فيها إلى أن توفّاه الله عزّوجلّ .وكان له حرمة ومكانة عالية في زمانه ، ومن يقرأ ترجمته رحمه الله يقف على شيء مما يدل عظم مكانته في مكة في زمانه .وقد أشار من ترجموا له إلى مكانته وحصل أيضا في الإشارة إلى ما يدل على مكانته في كتب التراجم شيء من المبالغة وهذا يوجد أحيانا في بعض كتب التراجم ورأيت من المستحسن الإشارة إلى ذلك بالتنبيه .

في ترجمته في غير كتاب من الكتب التي ترجمت له. ذكروا في ترجمته أن الناس في مكة يقبّلون يده بل بالغ بعضهم فقال –وهذا ذكر في بعض كتب التراجم – يقبّلون يده أكثر مما يقبّلون الحجر الأسود ، وبالغ بعضهم بقوله كان إذا دخل المطاف خلا المطاف من الطّائفين .إذا دخل إلى المطاف خلا المطاف من الطائفين

يعني تركوا الطواف وتقبيل الحجر الأسود واتجهوا إلى يده لتقبيلها .هذه من المبالغات ولماّ قرأت هذه المبالغات اندهشت من دروجها في عدد من كتب التراجم حتى تبيّن لي سبب هذه المبالغة وأنّ سبب هذه المبالغة ودروجها في كتب التراجم ، وشايةحصلت له في زمانه، لأن له مكانة وله حرمة ، وربما أيضا بعضهم يقبّل يده لكن ليس بهذه المبالغة وهذه المجازفة أن من يقبل يده أكثر من الطّائفين وأنه إذا دخل الحرم خلا من الطائفين هذه مبالغة ومجازفة . فتبيّن لي أن السبب فيها وشاية .

قال السمعاني في الأنساب: كان الناس يتبرّكون به حتّى قال حاسده لأمير مكة إنّ الناس يقبّلون يد الزنجاني أكثرمما يقبّلون الحجر الأسود . فهذه كلمة قالها أحد الحسّاد وبدأ الناس يروون هذه الكلمة وأنها قيلت في حقّه حسدا ثمّ أصبحت جزءا يذكر في ترجمته على وجه المبالغة في المدح والثناء .وقول السمعاني : كانوا يتبرّكون بيده . هذا أمر محرّم إن كان وجد من أحد يفعل ذلك معه أو مع غيره فهذا أمر محرّم ولا نحسبنّ الزنجاني يقر ذلك قد يكون يحصل وينهى عن ذلك أوشيء من هذا القبيل أما إقرار هذا الأمر فهذا أمر منكر ، تقبيل اليد للتبرك هذا أمر منكر .وقد جاء عن علي الطيالسي قال مسحت على يد أحمد ابن حنبل وهو ينظر ، مسح على يده وهو ينظر فغضب وجعل ينفظ يده ويقول عمّن أخذتم هذا منكرا لذلك . أمّا مجرّد التقبيل يد العالم ليس للتبرك وإنّما لمجرّد التحية مجرد التقبيل مثل تقبيل اليد او تقبيل الجبهة للتحية والاحترام او نحوذلك لا للتبرك فيقول شيخ الاسلام كما في الفتاوي المصرية يقول: تقبيل اليد لم يكونوا يعتادونه إلا قليلا أي السلف لم يكونوا يعتدونه إلا قليلا وأما ابتداء الإنسان بمد يده للنّاس ليقبلوها وقصده لذلك فهذا ينهى عنه بلا نزاع فهذا ينهى عنه بلا نزاع كائنا من كان يمد يده ويأتي الناس يتقاطعون إلى يده يقبلونها هذا ينهى عنه بلا نزاع، بعضهم من مد يده والتعب يضعون له وسادة يضع عليها يده حتى لا يبقى متعبا مرفوعة يده يضعون له وسادة يضع عليها يده والناس تمر واحد تلو الآخر يقبّلون يده هذا ينهى عنه بلانزاع بين إهل العلم. قال بخلاف إذا ماكان المقبّل هو المبتدأ بذلك على أنه أيضا الذي يحسن بمن مد أو طلب منه لتقبيل يده أن يمنعه من ذلك وأن يشدّ يده وأذكر أحد طلبة العلم نقل لي فائدة لطيفة عن الشيخ الألباني رحمة الله عليه قال أنّ أحد الأشخاص جاء إلى الشيخ وأهوى إلى يده ليقبّلها فنزع الشيخ يده ، فقال ذاك الرجل بهذا أمرنا أن نحترم علمائنا ، قال هذا واجبنا نحو علمائنا .فقال الشيخ الألباني : وهذا واجبنا نحن .يعني إن كان واجبكم الإحترام ، نحن أيضا واجبنا أن ما الواحد يمد يده للناس . قال وهذا واجبنا نحن أيضا .

الإمام الزنجاني رحمه الله توفي في أوّل سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ، أو في آخر التي قبلها ، عاش تسعين عاما .

من اللطائف التي أذكرها لكم، المخطوطة التي وقفت عليها في المكتبة الظاهرية للزنجاني مع شرحه لها، قبلها مباشرة شرح ابن البنّا لحائية ابن أبي داود شرح منظومتين في مجموع واحد لعالمين ماتا في سنة واحدة فكان أوّلا شرح ابن البنا لحائية ابن أبي داود وله أيضا ثلاث أبيات زادها على لحائية وشرحها، وبعده جاء شرح الزنجاني لمنظومته نفسه الرّائية في تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة .





المنظومة الرائية في السُّـنَّـة
للإمام أبي القاسم سعد بن علي بن محمد بن الحسين الزنجاني
(المتوفى سنة 471 هـ)

تَدَبَّرْ كَلاَمَ اللهِ وَاعْتَمِدْ الْخَبَرْ * * * وَدَعْ عَنْكَ رَأْياً لاَ يُلاَئِمُهُ أَثَرْ
وَنَهْجَ الْهُـدَى فَالْـزَمْهُ وَاقْتَـدِ بِالأُلَـى * * * هُـمُ شَهِـدُوا التَّنْـزِيـلَ عَلّـَكَ تَنْجَبـِرْ
وَكُنْ مُوقِناً أَنَّا وَكُلُّ مُكَلَّفٍ * * * أُمِرْنَا بِقَفْوِ الْحَقِّ وَالأَخْذِ بِالْحَذَرْ
وَحُكِّمَ فِيمَا بَيْنَنَا قَوْلُ مَالِكٍ * * * قَدِيمٍ حَلِيمٍ عَالِمِ الْغَيْبِ مُقْتَدِرْ
سَمِيعٍ بَصِيرٍ وَاحِدٍ مُتَكَلِّمٍ * * * مُرِيدٍ لِمَـا يَجْرِي عَلَى الْخَلْـقِ مِـنْ قَدَرْ
وَقَوْلُ رَسُولٍ قَدْ تَحَقَّقَ صِدْقُهُ * * * بِمَا جَاءَهُ مِنْ مُعْجِزٍ قَاهِرٍ ظَهَرْ
فَقِيلَ لَنَا رُدُّوا إِلَى اللهِ أَمْرَكُمْ * * * إِذَا مَا تَنَازَعْتُمْ لِتَنْجُوا مِنَ الْغَرَرْ
أَوْ اتَّبِعُوا مَا سَنَّ فِيهِ مُحَمَّدٌ * * * فَطَاعَتُهُ تُرْضِي الَّذِي أَنْزَلَ الزُّبُرْ
فَمَنْ خَالَفَ الْوَحْيَ الْمُبِينَ بِعَقْلِهِ * * * فَـذَاكَ امْرُؤٌ قَـدْ خَـابَ حَقـاً وَقَدْ خَسِرْ
وَفِـي تَرْكِ أَمْـرِ الْمُصْطَفَـى فِتْنَةٌ فَـذَرْ * * * خِـلاَفَ الَّـذِي قَـدْ قَالَـهُ وَاتْـلُ وَاعْتَبِرْ
وَمَا اجْتَمَعَتْ فِيهِ الصَّحَابَةُ حُجَّةٌ * * * وَتِلْكَ سَبِيلُ الْمُؤْمِنِينَ لِمَنْ سَبَرْ
وَمَـا لَمْ يَكُـنْ فِـي عَصْـرِهِمْ مُتَعَـارَفاً * * * وَجَـاءَ بِـهِ مَـنْ بَعْدَهُمْ رُدَّ بَـلْ زُجِـرْ
فَفِي الأَخْذِ بِالإِجْمَاعِ فَاعْلَمْ سَعَادَةٌ * * * كَمَا فِـي شُذُوذِ الْقَوْلِ نَـوْعٌ مِنَ الْخَطَرْ
وَمُعْتَرِضٌ أُتْرُكْ اعْتِمَادَ مَقَالِهِ * * * يُفَارِقُ قَوْلَ التَّابِعِينَ وَمَنْ غَبَرْ
وَأََمْثَلُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِينَا طَرِيقَةً * * * وَأَغْزَرُهُمْ عِلْماً مُقِيمٌ عَلَى الأَثَرْ
وَأَجْهَـلُ مَـنْ تَلْقَـى مِـنَ النَّاسِ مُعْجَبٌ * * * بِخَاطِـرِهِ يُصْغِـي إِلَـى كُـلِّ مَـنْ هَدَرْ
فَـدَعْ عَنْكَ قَـوْلَ النَّاسِ فِيمَـا كُفِيتَـهُ * * * فَمَا فِي اسْتِمَاعِ الزَّيْغِ شَيْءٌ سِوَى الضَّرَرْ
لَقَدْ أَوْضَحَ اللهُ الْكَرِيمُ بِلُطْفِهِ * * * لَنَا الأَمْرَ فِـي الْقُـرْآنِ فَانْهَضْ بِمَـا أَمَرْ
وَخَلَّفَ فِينَا سُنَّةً نَقْتَدِي بِهَا * * * مُحَمُّدٌ الَمَبْعُوثُ غَوْثاً إِلَى الْبَشَرْ
وَمَنَّ عَلَى الْمَأْمُورِ بِالْعَقْلِ آلَةً * * * بِهَـا يَعْرِفُ الْمَتْلـِي مِنَ الْقَـوْلِ وَالْعِبَـرْ
فَلاَ تَكُ بِدْعِيًّا تَزُوغُ عَنِ الْهُدَى * * * وَتُحْـدِثُ فَالإِحْـدَاثُ يُـدْنِـي إِلَى سَقَـرْ
وَلاَ تَجْلِسَنْ عِنْدَ الْمُجَادِلِ سَاعَةً * * * فَعَنْـهُ رَسُولُ اللهِ مِـنْ قَبْـلُ قَـدْ زَجَـرْ
وَمَنْ رَدَّ أَخْبَارَ النَّبِيِّ مُقَدِّماً * * * لِخَاطِرِهِ ذَاكَ امْرُؤٌ مَالَهُ بَصَرْ
وَلاَ تَسْمَعَنْ دَاعِ الكَلاَمِ فَإِنَّهُ * * * عَـدُوٌّ لِهَـذَا الدِّينِ عَـنْ حَمْلِـهِ حَسَـرْ
وَأَصْحَابُهُ قَدْ أَبْدَعُوا وَتَنَطَّعُوا * * * وَجَـازُوا حُـدُودَ الْحَـقِّ بِالإِفْكِ وَالأَشَرْ
وَخُـذْ وَصْفَهُمْ عَـنْ صَاحِبِ الشَّـرْعِ إِنَّهُ * * * شَدِيدٌ عَلَيْهِمْ لِلَّذِي مِنْهُمُ خَبَرْ
وَقَدْ عَدَّهُمْ سَبْعِينَ صِنْفاً نَبِيُّنَا * * * وَصِنْفَيْنِ كُلٌّ مُحْدِثٌ زَائِغٌ دَعِرْ
فَبِالرَّفْضِ مَنْسُـوبٌ إِلَـى الشِّـرْكِ عَادِلٌ * * * عَـنِ الْحَـقِّ ذُو بُهْـتٍ عَلَـى اللهِ وَالنُّذُرْ
وَعَقْـدِي صَحِيـحٌ فِـي الْخَـوَارِجِ أَنَّهُمْ * * * كِـلاَبٌ تَعَاوَى فِـي ضَلاَلٍ وَفِـي سُعُـرْ
وَيُورِدُهُمْ مَا أَحْدَثُوا مِنْ مَقَالِهِمْ * * * لَظًى ذَاتَ لَهْبٍ لاَ تُبَقِّي وَلاَ تَذَرْ
وَأَبْرَأُ مِنْ صِنْفَيْنِ قَدْ لُعِنَا مَعاً * * * فَـذَا أَظْهَرَ الإِرْجَـا وَذَا أَنْكَـرَ الْقَـدَرْ
وَمَا قَالَهُ جَهْمٌ فَحَقًّا ضَلاَلَةٌ * * * وَبِشْرٌ فَمَا أَبْدَاهُ جَهْلاً قَدْ انَْتَشَرْ
وَجَعْدٌ فَقَدْ أَرْدَاهُ خُبْثُ مَقَالِهِ * * * وَأَمَّا ابْنُ كُلاَّبٍ فَأَقْبِحْ بِمَا ذَكَرْ
وَجَاءَ ابْنُ كَرَّامٍ بِهُجْرٍ وَلَمْ يَكُنْ * * * لَهُ قَدَمٌ فِي الْعِلْمِ لَكِنَّهُ جَسَرْ
وَسَقَّفَ هَذَا الأَشْعَرِيُّ كَلاَمَهُ * * * وَأَرْبَـى عَلَى مَـنْ قَبْلَـهُ مِنْ ذَوِي الدَّبَرْ
فَمَا قَالَهُ قَدْ بَانَ لِلْحَقِّ ظَاهِراً * * * وَمَـا فِي الْهُـدَى عَمْداً لِمَنْ مَـازَ وَادَّكَرْ
يُكَفِّرُ هَذَا ذَاكَ فِيمَا يَقُولُهُ * * * وَيَذْكُرُ ذَا عَنْهُ الَّذِي عِنْدَهُ ذُكِرْ
وَبِالْعَقْلِ فِيمَا يَزْعُمُونَ تَبَايَنُوا * * * وَكُلُّهُمُ قَدْ فَارَقَ الْعَقْلَ لَوْ شَعَرْ
فَـدَعْ عَنْكَ مَـا قَـدْ أَبْـدَعُوا وَتَنَطَّعُـوا * * * وَلاَزِمْ طَـرِيقَ الْحَـقِّ وَالنَّصِّ وَاصْطَبِرْ
وَخُـذْ مُقْتَضَى الآثَـارِ وَالْوَحْيِ فِي الَّذِي * * * تَنَـازَعَ فِيـهِ النَّـاسُ مِـنْ هَـذِهِ الْفِقَـرْ
فَمَـا لِذَوِي التَّحْصِيـلِ عُـذْرٌ بِتَـرْكِ مَا * * * أَتَـاهُ بِـهِ جِبْرِيـلُ فِـي مُنْـزَلِ السُّـوَرْ
وَبَيَّنَ فَحْوَاهُ النَّبِيُّ بِشَرْحِهِ * * * وَأَدَّى إِلَى الأَصْحَـابِ مَـا عَنْهُ قَدْ سُطِرْ
فَبِاللهِ تَوْفِيقِي وَآمُلُ عَفْوَهُ * * * وَأَسْأَلُهُ حِفْظاً يَقِينِي مِنَ الْغِيَرْ
لِأَسْعَدَ بِالْفَوْزِ الْمُبِينِ مُسَابِقاً * * * إِلَى جَنَّـةِ الْفِـرْدَوْسِ فِي صَالِـحِ الزُّمَرْ


وقد نصح الشيخ عبد الرزّاق العبّاد حفظه الله أثناء شرحه لهذه المنظومة بحفظ هذه المنظومة ونشرها بين الناس لتعمّ الآفاق .

وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.


الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

:: رسالة الكفر بالطاغوت :: للشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تأمل رحمك الله وجعلك الله من أهل التوحيد الخلص

ثمار التوحيد في ضوء الكتاب والسنة

اقوال وحكم...