التطابق بين الشيعة الرافضة وفرقة الإخوان المسلمين ـ الجزء الأول ـ الحلقة السادسة

التطابق بين الشيعة الرافضة و فرقة الإخوان المسلمين
الجزء الأول




قد ذكرنا عن اليهود ، ومحمد عبده ، وجمال الدين الأفغاني وعلاقتهم باليهود ، والماسونية وووو ، نريد ننظر الإخوان المسلمين ، ما علاقتهم باليهود والنصارى ؟ ما علاقتهم بالحرب الفلسطينية ؟

يقول حسن البنا ، ينقلُ ذلك صاحب كتاب " الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ " محمود عبد الحليم في (1/م الأول/ 409) تحت عنوان " في قضية فلسطين " هو يتحدّث عن لجنة مشتركة أمريكية بريطانية جالت العالم العربي من أجل القضية الفلسطينية ، وقد حضر البنا اجتماعا لها في مصر، مُمثّلاً عن الحركة الإسلامية ، وألقى كلمة قال فيها ما نصه : والناحية التي سأتحدث عنها نقطة بسيطة من الوجهة الدينية ، لأن هذه النقطة قد لا تكون مفهومة في العالم الغربي ، ولهذا فأني أُحبُ أن أوضحها باختصار ، وأقرّر ( يعني الرّجل يُقرّر) أنّ خصومتنا لليهود ليست دينيه ، لأنّ القرآن الكريم حضّ على مُصافحتهم ، ومصُادقتهم ، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن تكون شريعة قومية ، وقد أثنى عليهم ، وجعل بيننا وبينهم اتفاقا ، (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) وحينما أراد القرآن أنْ يتناول مسألة اليهود ، تناولها من الوجهة الاقتصادية ، والقانونية فقال تعالى فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ )

هذا كلام حسن البنا ، يعني أنّ حربه مع فلسطين ، قومية أرضية ، ليست إلا للأرض وليست إلا حماية لحدودهم ، وسيأتي الكلام هذا ، لا تظنون أنها لتحرير بيت المقدس ، انتبهوا يا فلسطينيين .

والله يا أخي ما ظننا أنه يأتي يوم نحشد الأدلة ، نبيّن فيها العداوة التي بيننا وبين اليهود .... الله يقول (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ ) (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) الآيات كثيرة (إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً) آيات كثيرة جداً جداً في هذا المجال ، فكيف يأتي ويلبّس على الأمة مثل هذا الرجل ؟

سآتيكم بدليل على أنّ الحركة طائفية وليست وجهة دينية ، ولا فيها مواجة ضد العقائد .

يقول حسن البنا في مؤتمر صحفي عُقد بدار المركز العام بمناسبة مرور 20 عاماً ، على قيام تشكيل الإخوان المسلمين وهذا ذكرهُ عباس السيسي : في كتابه " قافلة الإخوان المسلمين " قال حسن البنا : وليست حركة الإخوان المسلمين حركة طائفية موجّهه ضدّ عقيدةً من العقائد ، أو دين من الأديان ، أو طائفة من الطوائف ، إذ أنّ الشعور الذي يُهيمن على نفوس القائمين بها ، أنّ القواعد على أساسه للرسالات جميعاً ، قد أصبحت مهدّدة الآن بالإلحادية ، والإباحية ، وعلى الرّجال المؤمنين بهذه الأديان ، أن يتكاتفوا ويوجّهوا جهودهم لإنقاذ الإنسانية من هذين الخطرين الزاحفين ، ولا يكره الإخوان المسلمون الأجانبَ النُزل في البلاد العربية ، والإسلامية ، ولا يضمرون لهم سراً ، حتى اليهود المواطنين ، لم يكن بيننا وبينهم إلا العلاقات الطيبة .

طيب إذا ما فيه عداوة بينك وبين اليهود ولا النصارى ولا المجوس ولا ولا ولا ، إذاً تحارب من ؟ من هم أعدائك ؟ من تحارب ؟ إن قلت أمريكا ، فأمريكا يهود ونصارى ، إن قلت إسرائيل ، فإسرائيل يهود ونصارى ، من تحارب ؟ إن قلت الاستعمار البريطاني ، فهم يهود صهيونية ، فمن عدوّنا ؟ إذا جمعت جنبك اليهودي والنصراني والشيعي والرافضي ، فعدوهم السّلفي وسيأتي إن شاء الله ، ولعلّي أقف عند هذه الكلمات ولعلّ الموقف هذا سننقل عداوتهم لمن هي ؟ وبنص إن شاء الله ، نعم عداوتهم لأهل السُنة ، شاء الإخوان أم أبوا ، وسنُثبت إن شاء الله .

يقول حسن البنا ، نقل المؤلف صاحب كتاب " حسن البنا مواقف في الدعوة التربوية " قال فيها حسن البنا : رابعاً : تقرير هذه الحقيقة الجليلة الرائعة التي يتعامى عنها كثير من المغرضين ، ويحاولون تشويهها أو إخفائها ، وهي أنّ الإسلام الحنيف ، لا يُخاصم دينا ، ولا يهضم عقيدة ، ولا يظلم غيرَ المؤمنين به مثقالَ ذرة ، ولا تُمر تعاليمه حتى يسود بين أبناء الوطن الواحد الحبُّ ، والوئام والتعاون ، والسلام مهما اختلفت نحلهم ، وتباينت معتقداتهم .

وينقل الشيشي أيضاً ص ـ 121 / موقفا لحسن البنا في مدينة " ..... " بمصر، قال فيه : وأنهي احتفالات المولد باستعراض جولات الإخوان المسلمين وأعيان ........ يسيرون ، وفي مقدّمتهم القائد يُرددون نشيداً وضعه الأستاذ حسن البنا ، وختم الاحتفال بمؤتمر دعا إليه " مُطران ..... ، واعيان النصارى فيها ، وقساوستها وأجلسهم بين الإخوان ، وكان حفل الشاي - مبروك على كاسة الشاي -

وألقى أيضاً حسن البنا خطابا في قضية الحكم بالشريعة الإسلامية ، فقال : مما هو معلوم عند جماعة الإخوان المسلمين أنهم يدْعُون ويتصدّرون الدعوة إلى الحكم بالقرآن الكريم ، ( والله ما صدقوا فيها ، وسيأتي إن شاء الله ونثبت لكم أنهم يتحاكمون إلى القانون )

وقال : وهذه القضية ، ولا شكّ تُثير بعض الخوف ، والشكوك عند إخواننا المسيحيين ( إخواننا !!!) وأنا أحبّ أنْ أُجَلَِّيَ هذه القضية ، بروح المودّة وما يخفى عن الناس من أمور، حتى يتبينوا فيه وجه الحق والصواب ، فالناس أعداء ما جهلوا ( طيب هات العلم يا حسن البنا ) لاشكّ أننا مع إخواننا الأقباط ( .... نصارى ) نعتبر أنفسنا عرباً ، حيث إننا جميعاً نتكلّم اللغة العربية ( طيب إنه ما قال الإنجليزية ) ونتعامل بها ، وما دمنا عرب ، فمن الطبيعي أنّ نتحمّس للتحاكم إلى قانون عربي ( شفتم رجع إلى القانون العربي ) لا إلى قانون غربي متنوع المصادر ، فرنسي ، وبلجيكي ، والى غير ذلك ، والقانون الوحيد الجامع الشامل ، الذي جرّبناه مسلمين ومسيح مئات السنين ، هو القرآن الكريم ( ومتى كان المسيحيون يتحاكمون إلى القرآن ؟ افتراء ذر رماد في العيون ، سآتيكم بحسن البنا وتحكيم القوانين عنده ودفع القضاة بأن ينظموا إلى القضاء القانوني .

يقول حسن البنا في مقال نشرته جريدة " .........." هذا لقاء صحفي معه في 3/10/1945 ونقل ذلك عباس السيسي أيضاً في كتاب " قافلة الإخوان المسلمين " قال فيه : أنّ الدعوة تحضّ على معرفة الله ( طبعاً دعوة الإخوان ) والأديان جميعاً ، تدعوا إلى هذه المعرفة ، وتحَضّ على السمو بالنفس ، لأنها من روح الله ، وتحضّ على حب الناس ، وتدعو إلى عمل الخير، وللإنسانية الشاملة ، بقيَ ما قيلَ إنّ فيها تعصباً دينيا ، ووضّح الأستاذ البنا بأنّ الإسلام ينهى عن هذا التعصب الديني ( انتبهوا تعصب ديني ؟!! لا ما فيها ) إنّ الإسلام ينهى عن هذا التعصب ، وإنه دين إنساني يدعو إلى المحبة ، والإخاء ، واستدلّ بآيات من القرآن فيها تمجيد لموسى وعيسى ( يرضي خواطر اليهود والنصارى )

وهنا خطاب وجهه حسن البنا إلى حاخام ، وكبار الطائفة الإسرائيلية ، قال : تحيةً طيبة وبعد ، (هذا في مجلد 1/ 194) في كتاب " قافلة الإخوان المسلمون أو المسلمين " قال : فقد قرأتُ في جريدة " أخبار اليوم " و جريدة " الزمان " أمس أنّ الحكومة المصرية ، قد اتخذت التدابير اللازمة لحماية ممتلكات اليهود ، ومتاجرهم ، ومساكنهم إلى آخره ، فأحببتُ أن أنتهز هذه الفرصة ، لا أقول إنّ الرابطة الوطنية التي تربط بين المواطنين المصريين جميعاً على اختلاف أديانهم ، في غنىً عن التدابير الحكومية ، والحماية البوليسية ، ولكن نحن الآن أمام مؤامرة دولية مُحكمة الأطراف ( سبحان الله يلف ويدور حول المؤامرة ، وهو يترابط مع اليهود والنصارى ) تُغذيها الصهيونية لاقتلاع فلسطين من جسم الأمة العربية وهي قلبها النابض ، وأمام هذه الثورة الغامرة ، من الشعور المتحمس في مصر، وغير مصر من بلاد العُروبة والإسلام ، لا نرى بداً من أنْ نصارح سيادتكم وأبناء الطائفة الإسرائيلية ، من مواطنينا الأعزاء بأنّ خير حماية ، وأفضل وقاية ، أنْ تتقدّموا سيادتكم ومعكم وجهاء الطائفة ، فتعلِنوا على رؤوس الأشهاد مشاركتكم لمواطنيكم ، من أبناء الأمة المصرية

مادياً وأدبياً في كفاحهم القومي الذي اتخذوه مسلمين ومسيحيين لإنقاذ فلسطين ( كيف تخاطب إسرائيلي وتبغاه يُقاتل قومه في إسرائيل علشان يعطيك فلسطين ؟ )

وأنْ تبرقوا سيادتكم قبل فوات الفرصة ، لهيئة الأمم المتحدة ، والوكالة اليهودية ، ولكلّ المنظمات والهيئات الدولية الصهيونية التي يهمها الأمر بهذا المعنى ، وبأنّ المواطنين الإسرائيليين في مصر، سيكونون في مقدّمة من يعمل على....... لإنقاذ عروبة فلسطين ( انتبهوا أشان ادلل لكم في المرة القادمة إنّ قتالهم وحربهم في فلسطين ليس إلا للأرض ، والكتاب والسُنة الذي يدندنون حوله ، هو القانون الوضعي وسيأتيكم إن شاء الله )

قال :يا صاحب السيادة ، بذلك تكونون قد أديتم واجبكم القومي كاملاً ، وأزلتم أيّ ظانّا من الشكّ يُؤيد أنّ يُلقيه المغرضون حول موقف المواطنين الإسرائيليين في مصر، وواسيتم الأمةَ كلَّها ، .......... الإسلامية في أعظم محنة تواجهها في تاريخها الحديث ولن ينسى لكم الوطن ، والتاريخ هذا الموقف المجيد ، وتفضلوا بقبول فائق احترامي " حسن البنا "

أختم بهذا الكلام النفيس السلفي ........ فأقول :

قال إمام العصر، وإمام السُنة - رحمه الله - الشيخ عبد العزيز بن باز في نقد القومية في كتابه هناك " نقد القومية " وقيل نُقل في مجموع الفتاوى في 1/300 قال : وتأمّل من الوجوه الدّالة على بطلان الدعوة إلى القومية العربية ، هو أنها سُلمٌ إلى موالاة كفار العرب ، وملاحدتهم من غير المسلمين ، واتخاذهم بطانة والاستنصار بهم على أعداء القوميين من المسلمين وغيرهم ، ومعلوم ما في هذا من الفساد الكبير، والمخالفة لنصوص الكتاب والسُنة الدّالة على بغض الكافرين ، من العرب وغيره ، ومعاداتهم وبغضهم ، وتحريم موالاتهم ، واتخاذهم بطانة ، والنصوص في هذا المانع كثيرة ، ومنها قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{51} فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ) هؤلاء قوميون يدعون إلى التكتلِ حول الأمة العربية ، مسلمها وكافرها ، يقولون نخشى أن تُسلب ثرواتنا ، بأيدي أعدائنا ، ويوالون لأجل ذلك كل عربي ، من يهودي ، ومن نصراني ، ومجوس ، ووثنيين ، وملاحده وغيرهم تحت لواء القومية العربية ، ويقولون أنّ نظامها ، لا يفرّق بين عربي وعربي ، وأنّ تفرقة أديانهم ، فهل هذا إلا مصادمة لكتاب الله ، ومخالفه لشرع الله ، وتعدٍ لحدود الله ، وموالاة ، ومعاداة وحبً وبغضً ، على غير دين الله ، فما أعظم ذلك ، من باطل وما أسوأه من منهج ، الله يدعو إلى موالاة المؤمنين ، ومعاداة الكافرين أين ما كانوا ، وكيف ما كانوا ، وشرع القومية العربية " يأبى ذلكَ ويُخالفه قل (أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ)

ويقول الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) والنظام القومي يقول " كلّهم أولياء مسلمهم وكافرهم " والله يقول (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) والله تعالى يقول (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) وقال تعالى: ( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ْ) وشرع القومية أو بعبارة أخرى شرع رُعاتها يقول : أقصوا الدّين عن القومية ، وتكتّلوا حول أنفسكم وقوميتكم ، حتى تدركوا مصالحكم ، وتسترِدّوا أمجادكم ، وكأنَّ الإسلام وقف في طريقهم ، وحال بينهم وبين أمجادهم ، هذا والله هو الجهل ، والتلبيس ، وعكس القضية سبحانك ، هذا بهتان عظيم ، وقد احتجّ بعضُ و دعاةُ القومية على جواز موالاة النصارى والاستعانة بهم لقول تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى) وزعموا أنها تُرشد إلى جواز موالاة النصارى ، لكونهم أقرب مودةً للذين أمنوا من غيرهم ، وهذا خطأ ظاهر، و تأويل للقرآن بالرأي المجرد المصادم للآيات المحكمات ، المتقدمة ذكرها وغيرها ، ولما ثبت من السُنة المطهرة من التحذير من موالاة الكفار، من أهل الكتاب وغيرهم وترك الاستعانة بهم ، وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ) وفيه ضعف

والواجب أنّ تُفسَّر الآيات بعضها ببعض ، ولا يجوز أنْ يُفسَّر شيءٌ منها ، بما يخلف بقيّتها ، وليس في هذه الآية بحمد الله ما يُخالف الآيات الدّالة على تحريم موالاة الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم ، إنما أوتي هذا الداعية من سوء فهمه ، وتقصيره في تدبّر الآيات ومعانيها ، والاستعانة على ذلك بكلام أهل العلم المعروفين بالعلم والأمانة والإمامة ، ومعنى هذه الآية على ما قال أهل التفسير وعلى ما يظهر من ............... أنّ النصارى اقرب مودة للمؤمنين من اليهود والمشركين ، وليسَ معناها أنهم يوادون المسلمين ،ولا أنّ المؤمنين يوادونهم ، ولو فُرضَ أنّ النصارى أحبوا المؤمنين ، وأظهروا مودّتهَم ، لم يجز لأهل الأيمان أنْ يوادّوهم ويوالونهم ، لأنّ الله سبحانه وتعالى قد نهاهم عن ذلك في الآيات السالفات ، ومنها قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء) وقوله تعالى (لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) ولا ريب أنّ النصارى من المُحادّين لله ورسوله ، النابذين لشريعته المكذبين له ولرسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ، فكيف يجوز لمن يؤممن بالله واليوم الأخر، أن يوادهم أو يتخذهم بطانة نعوذ بالله من الخذلان ، وطاعة الهوى والشيطان ، وزعم آخرون من دعاة القومية أنّ الله سبحانه وتعالى قد سهّل في موالاة الكفار، الذينَ لم يُخرجونا من ديارنا ، واحتجّ على ذلك بقوله تعالى (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) وهذا احتجاج باطل ، وقول في القرآن بالرأي المجرد ، وتأويل للآية على غير تأويلها ، والله سبحانه وتعالى حرّم موالاة الكفار ونهى عن اتخاذهم بطانة في الآيات المحكمات ، ولم يفصل بين أجناسهم ولا بين من قاتلنا منهم ، ومن لم يُقاتلنا ، فكيف يجوز لمسلم أنْ يقول على الله ما لم يقل ، وأنْ يأتي ...... من رأيه لم يدل عليه كتاب ولا سُنة ، سبحان الله ما أحلمه ، وإنما معنى الآية المذكورة ، عند أهل العلم الرّخصة بالإحسان إلى الكفار والصدقة عليهم ، إذا كانوا مُسالمين لنا بموجب عهداً ، أو أمانً أو ذمَّةٍ - انتهى كلامه رحمه الله -
قاله
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الثلاثاء 12 من شهر المحرم سنة ثمانية و عشرين وأربع مئة و ألف (1428 هـ)

يتبع في الجزء الثاني  
الحلقة السادسة


    المصدر:http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=119711

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

:: رسالة الكفر بالطاغوت :: للشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تأمل رحمك الله وجعلك الله من أهل التوحيد الخلص

ثمار التوحيد في ضوء الكتاب والسنة

اقوال وحكم...