"الألباني ليس له ظهر"
هذه عبارة كنت أرددها في ثنايا بعض كتاباتي مقابل من يتسلط على المحدث الألباني ـ رحمه الله ـ في حين لا يستطيع أن يهمس ببنت شفة في غيره من أقرانه ممن له ظهر.
ومسألة الأعمال شرط كمال أو شرط صحة في الإيمان؛ محدثة، ما عرفنا الكلام فيها والدندنة حولها إلا في عصرِ من ضعُفت همتهم عن طلب العلم الشرعي على وجهه الصحيح ومن رجاله المخلصين العالمين العاملين.
وإني في هذا المقام أريد أن أعرف؛ هل يستطيع هشام البلي أن يرمي الشيخ العثيمين بما رمى به الألباني ؟؟
أتحداه .... لأن العثيمين له ظهر .
وإليكم كلام الشيخ العثيمين في المسألة.
قال محقق العصر الشيخ العثيمين رحمه الله:
"أن الإيمان عمل ونية .. فالإيمان يشمل جميع الأعمال، وليس خاصاً بالعقيدة فقط فقول: "لا إله إلا الله" قول لسان، و"إماطة الأذى عن الطريق" فعل الجوارح و"الحياء" وهذا عمل قلب "مِنَ الإيمَانِ".
ولا حاجة أن نقول ما يدور الآن بين الشباب وطلبة العلم : هل الأعمال من كمال الإيمان أو من صحة الإيمان؟
فهذا السؤال لا داعي له.
أي إنسان يسألك ويقول: هل الأعمال شرط لكمال الإيمان أو شرط لصحة الإيمان؟
نقول له: الصحابة رضي الله عنهم أشرف منك وأعلم منك وأحرص منك على الخير،ولم يسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم هذا السؤال، إذاً يسعك ما يسعهم.
إذا دلّ الدليل على أن هذا العمل يخرج به الإنسان من الإسلام صار شرطاً لصحة الإيمان، وإذا دلّ دليل على أنه لا يخرج صار شرطاً لكمال الإيمان وانتهى الموضوع.
أما أن تحاول الأخذ والرد والنزاع، ثم مَنْ خالفك قلت:هذا مرجىء. ومن وافقك رضيت عنه، وإن زاد قلت،هذا من الخوارج، وهذا غير صحيح.
فلذلك مشورتي للشباب ولطلاب العلم أن يدعوا البحث في هذا الموضوع، وأن نقول: ما جعله الله تعالى ورسوله شرطاً لصحة الإيمان وبقائه فهو شرط، وما لا فلا ونحسم الموضوع". اهـ.
شرح الأربعين النووية (حديث 34 فائدة 8 ص 366) دار الثريا للنشر، ط.3/ سنة 1425هـ. إشراف مؤسسة الشيخ.
كتبه/
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الخميس 12 / 12 / 1434هـ.
المصدر: منتديات نور اليقين