التخبطآت التي نرآها اليوم
~ التخبطات التي نراها اليوم ~
سئل فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله
سؤال التالي:
شيخنا -حفظكم الله- لا شك أن التخبطات التي نراها اليوم في ميدان الدعوة نتجت عن مفاهيم غير ناضجة، هذه المفاهيم تريد أن تهمش فهم السلف وتشتغل بمفاهيمها الخاصة فيا حبذا لو ألقى الشيخ -حفظه الله- الضوء ولو بشكل مختصر على عوامل نجاح دعوة الرعيل الأول من سلف هذه الأمة؟
سلمكم الله من كل سوء.
فأجاب حفظه الله:
هذا الأمر ليس بجديد؛ فإن رؤوس أو قرون البدع قد برزت من أواخر عهد الصحابة -رضوان الله عليهم-، واستمرت بشكل مكثف إلى يومنا هذا فليس بغريب.
وقد ذكر الرسول -عليه الصلاة والسلام- أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قال:
»وهي الجماعة«]1.[
فهذه الفرق كلها يتبين ضلالها بعرضها على هذا المنهج الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، لا فرق بين قديم وحديث، وبعرض أفكارهم وعقائدهم وأقوالهم ومواقفهم على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح يتبين ضلالهم فيعرفون ثم يحذر منهم كما فعل أسلافنا بأمثالهم، فنسأل الله العافية.
هذا وما من ضال إلا وهو يريد أن يهمش منهج السلف، ما يأتي ضال من الجهمية والمعتزلة والخوارج وغيرهم إلا وهو يريد أن يضرب بفهم السلف عرض الحائط ويعرض عن سبيل المؤمنين عمدا ليهرع الناس إلى سبيله الضال.
كما قال الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- لما قرأ قول الله -تبارك وتعالى-:
{وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}[2].
ثم خط خطا ثم قال:
»هذا صراط ربك مستقيما«، ثم خط عن يمين هذا الخط وعن شماله خطوطا وقال:
»على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه»[3].
فالشياطين دعاة للباطل من وقت مبكر، وسيستمرون على هذا إلى يوم القيامة، وما على من وفقه الله لاتباع منهج السلف إلا أن يعتز به ويثبت عليه ويحذر من أهل الطرق الضالة المنحرفة من سابقين ولاحقين، وما اللاحقون إلا رواة للسابقين، ونعوذ بالله من فتنتهم جميعا.
ونسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق والسنة والهدى، وأن يسدد خطانا جميعا، إن ربنا سميع الدعاء.
~~~~~~~~
[1]-أخرجه أحمد:
(13/ 145-120)،
وأبو داود:(4597-4596)،
والترمذي:(2641-2640)،
وابن ماجه:(3993-3992-3991)،
وروي هذا الحديث آخرين.
[2]-الأنعام:(153).
[3]-أخرجه أحمد:(1/ 465-435)،
والنسائي في التفسير في الكبرى:(95/10)،
حديث:(11110-11109)،
ويشهد له حديث جابر رضي الله عنه أخرجه الإمام أحمد في:(397/3).
--------------------------
[شريط بعنوان: خطر الكذب]
مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله:
(179/14).