تفسير لفظة شباب الصحوة
لفظة...( شباب الصحوة ) ..!
أقول : وهذه اللفظة ، لفظة محدثة لا يجوز أن تطلق ، لأن النوم لم يدرك الدين وأهله حتى يصحون ، وما تقدم من زمن خير من زماننا هذا ، وخاصة في هذه البلاد .
والزمان يزداد شراً من بعد شر ، كما قال أنس - رضي الله عنه - عندما شكى إليه بعض أصحابه ظلم الحجّاج الثقفي : فقال:( اصبروا )
فإنه : (( لا يأتي عليكم زمان إلاّ والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربّكم )) ، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم ، رواه أبو عبدالله البخاري في " صحيحه " .
وعلامة هذا الشر هو موت العلماء ، وهو ظاهر ، ولهذا ما أعقل الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عندما قال : ( ما يأتي على الناس زمان بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ كانوا أشرّ مما قبله ، لا أقول عام أمطر من عام ولا عام أخصب من عام ، ولا أمير خير من أمير ، ولكن بموت العلماء) ، رواه ابن وضاح في " البدع والحوادث " .
وهذه علامة قبض العلم كما روى البخاري وغيره من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : (( إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء ، ولكن يقبضه بموت العلماء ، فإذا ماتوا اتخذ الناس رؤساء جهّالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلّوا وأضلّوا )) .
وروى البخاري رحمه الله تعالى من حديث مرداس الأسلمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يذهب الصالحون الأول فالأول وتبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله بالة )) .
قال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد ، في " معجم المناهي اللفظية " ( صحيفة : 209 ) : ( الصحوة الإسلامية ، هذا وصف لم يعلّق الله عليه حكماً فهو اصطلاح حادث ، ولا نعرفه في لسان السلف جارياً ، وجرى استعماله في فواتح القرن الخامس عشر الهجري في أعقاب عودة الكفار كالنصارى إلى الكنيسة ثم تدرج إلى المسلمين ، ولا يسوغ للمسلمين استجرار لباس أجنبي عنهم في الدين ، ولا إيجاد شعار لم يأذن الله به ولا رسوله ، إذ الألقاب الشرعية توقيفية : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ، والتقوى ، فالمنتسب : مسلم ، مؤمن ، محسن ، متقي ، ... فليت شعري ما هي النسبة إلى هذا المستحدث ( الصحوة الإسلامية ) : صاحٍ ، أم ماذا ؟! ) انتهى . أبو عبدا لرحمن بدر بن علي بن طامي العتيبي .