كتب طالب العلم || من " كتاب العلم " للإمام العلاّمة الفقيه : محمد بن صالح العثيمين
بسـم الله الرحمن الرحيم
هذه فائدة بعنوان كتاب طالب العلم
مُقتَبَسة من [ كتاب العلم ]
للإمام العلّامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
---------------
هذه فائدة بعنوان كتاب طالب العلم
مُقتَبَسة من [ كتاب العلم ]
للإمام العلّامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
---------------
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
الأول : معرفة موضوعه حتى يستفيد الإنسان منه ؛ لأنه يحتاج إلى التخصص ، ربما يكون كتاب سحر ، أو شعوذة ، أو باطل ، فلا بد من معرفة موضوع الكتاب ، حتى تحصل الفائدة منه .
الثاني : معرفة مصطلحاته ، وهذا في الغالب يكون في مقدمة الكتاب ؛ لأن معرفة المصطلحات يحصل بها أنك تحفظ أوقاتاً كثيرة ، وهذا يفعله العلماء في مقدمات الكتب ، فمثلاً : نعرف أن صاحب كتاب " بلوغ المرام " ، إذا قال متفق عليه يعني : رواه البخاري ومسلم ، لكن صاحب " المنتقى " على خلاف ذلك ، فإذا قال صاحب المنتقى متفق عليه ، يعني : رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم ، كذلك في كتب الفقه يفرق بين القولين ، والوجهين ، والروايتين ، والاحتمالين ، فالروايتان عن الإمام ، والوجهان عن الأصحاب ، وهم أصحاب المذهب الكبار أهل التوجيه ، والاحتمالان للتردد بين القولين ، والقولان أعم من ذلك كله.
كذلك يحتاج أن تعرف مثلاً : إذا قال المؤلف إجماعاً أو وفاقاً ، إذا قال : إجماعاً ، يعني بين الأمة ، وإذا قال وفاقاً ، يعني : مع الأئمة الثلاثة ، كما هو اصطلاح صاحب " الفروع " في فقه الحنابلة ، وكذلك بقية أصحاب المذاهب ، كُلٌ له اصطلاح ، فلا بد أن تعرف اصطلاح المؤلف.
الثالث : معرفة أسلوبه وعبارته ، ولهذا تجد أنك إذا قرأت الكتاب أول ما تقرأ ، لاسيما في الكتب العلمية المملوءة علماً ، تجد أنه تمُرُّ بك العبارة تحتاج إلى تأمل وتفكير في معناها ؛ لأنك لم تألفه ، فإذا كرَّرْتَ هذا الكتاب أَلِفته.
وهناك أيضاً أمرٌ خارج عن التعامل مع الكتب ، وهو التعليق بالهوامش أو الحواشي ، فهذا أيضاً مما يجب لطالب العلم أن يغتنمه ، وإذا مرَّتْ به مسألة تحتاج إلى شرح ، أو إلى دليل ، أو إلى تعليل ، ويخشى أن ينساه ، فإنه يُعلِّـق إما بالهامش – وهو الذي على اليمين أو اليسار – أوبالحاشية – وهي التي بالأسفل - ،وكثير ما يفوت الإنسان مثل هذه الفوائد التي لو علّقها لم تستغرق عليه إلا دقيقة أو دقيقتين ، ثم إذا عاد ليتذكرها بقي مدة يتذكرها وقد لا يجدها ، فينبغي على طالب العلم أن يعتني بذلك ، لاسيما في كتب الفقه ، يمرُّ بك في بعض الكتب مسألة وحكمها ، وقد يحصل عندك توقف وإشكال ، فإذا رجعت للكتب التي أوسع من الكتاب الذي بين يديك ، ووجدت قولاً يوضح المسألة ، فإنك تُعلِّـق القول من أجل أن ترجع إليه مرةً أُخرى إذا احتجت إليه دون الرجوع إلى أصل الكتاب الذي نقلتَ منه ، فهذا مما يوفر عليك الوقت.
ثانياً : مطالعة استطلاع فقط ينظر من خلالها على موضوع الكتاب ، وما فيه من مباحث ، ويتعرَّف على مضمون الكتاب ، وذلك من خلال تصفحٍ وقراءةٍ سريعةٍ للكتاب ، فهذه لا يحصل فيها من التأمل والتدبر ما يحصل في النوع الأول
الأمر الأول : كيف يتعامل مع الكتاب ؟
التعامل مع الكتب يكون بأمور :الأول : معرفة موضوعه حتى يستفيد الإنسان منه ؛ لأنه يحتاج إلى التخصص ، ربما يكون كتاب سحر ، أو شعوذة ، أو باطل ، فلا بد من معرفة موضوع الكتاب ، حتى تحصل الفائدة منه .
الثاني : معرفة مصطلحاته ، وهذا في الغالب يكون في مقدمة الكتاب ؛ لأن معرفة المصطلحات يحصل بها أنك تحفظ أوقاتاً كثيرة ، وهذا يفعله العلماء في مقدمات الكتب ، فمثلاً : نعرف أن صاحب كتاب " بلوغ المرام " ، إذا قال متفق عليه يعني : رواه البخاري ومسلم ، لكن صاحب " المنتقى " على خلاف ذلك ، فإذا قال صاحب المنتقى متفق عليه ، يعني : رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم ، كذلك في كتب الفقه يفرق بين القولين ، والوجهين ، والروايتين ، والاحتمالين ، فالروايتان عن الإمام ، والوجهان عن الأصحاب ، وهم أصحاب المذهب الكبار أهل التوجيه ، والاحتمالان للتردد بين القولين ، والقولان أعم من ذلك كله.
كذلك يحتاج أن تعرف مثلاً : إذا قال المؤلف إجماعاً أو وفاقاً ، إذا قال : إجماعاً ، يعني بين الأمة ، وإذا قال وفاقاً ، يعني : مع الأئمة الثلاثة ، كما هو اصطلاح صاحب " الفروع " في فقه الحنابلة ، وكذلك بقية أصحاب المذاهب ، كُلٌ له اصطلاح ، فلا بد أن تعرف اصطلاح المؤلف.
الثالث : معرفة أسلوبه وعبارته ، ولهذا تجد أنك إذا قرأت الكتاب أول ما تقرأ ، لاسيما في الكتب العلمية المملوءة علماً ، تجد أنه تمُرُّ بك العبارة تحتاج إلى تأمل وتفكير في معناها ؛ لأنك لم تألفه ، فإذا كرَّرْتَ هذا الكتاب أَلِفته.
وهناك أيضاً أمرٌ خارج عن التعامل مع الكتب ، وهو التعليق بالهوامش أو الحواشي ، فهذا أيضاً مما يجب لطالب العلم أن يغتنمه ، وإذا مرَّتْ به مسألة تحتاج إلى شرح ، أو إلى دليل ، أو إلى تعليل ، ويخشى أن ينساه ، فإنه يُعلِّـق إما بالهامش – وهو الذي على اليمين أو اليسار – أوبالحاشية – وهي التي بالأسفل - ،وكثير ما يفوت الإنسان مثل هذه الفوائد التي لو علّقها لم تستغرق عليه إلا دقيقة أو دقيقتين ، ثم إذا عاد ليتذكرها بقي مدة يتذكرها وقد لا يجدها ، فينبغي على طالب العلم أن يعتني بذلك ، لاسيما في كتب الفقه ، يمرُّ بك في بعض الكتب مسألة وحكمها ، وقد يحصل عندك توقف وإشكال ، فإذا رجعت للكتب التي أوسع من الكتاب الذي بين يديك ، ووجدت قولاً يوضح المسألة ، فإنك تُعلِّـق القول من أجل أن ترجع إليه مرةً أُخرى إذا احتجت إليه دون الرجوع إلى أصل الكتاب الذي نقلتَ منه ، فهذا مما يوفر عليك الوقت.
الأمر الثاني : مطالعة الكتب على نوعين
أولاً : مطالعة تدبُّـر وتفهُّـم ، فهذا لابد أن يتأمل الإنسان ويتأنّى.ثانياً : مطالعة استطلاع فقط ينظر من خلالها على موضوع الكتاب ، وما فيه من مباحث ، ويتعرَّف على مضمون الكتاب ، وذلك من خلال تصفحٍ وقراءةٍ سريعةٍ للكتاب ، فهذه لا يحصل فيها من التأمل والتدبر ما يحصل في النوع الأول
الأمر الثالث : جمع الكتب
ينبغي لطالب العلم أن يحرص على جمع الكتب ، ولكن يبدأ بالأهم فالأهم ، فإذا كان الإنسان قليل ذات اليد ، فليس من الخير وليس من الحكمة أن يشتري كتباً كثيرةً يُلزم نفسه بغرامة قيمتها ، فإن هذا سوء تصرف ، وإذا لم يمكنك أن تشتري من مالك فيمكنك أن تستعير من أي مكتبة.
يجب على طالب العلم أن يحرص على الكتب الأمهات الأصول دون المؤلفات حديثاً ؛ لأن بعض المؤلَّفين حديثاً ليس عنده العلم الراسخ ؛ ولهذا إذا قرأتَ ما كتبوا تجد أنه سطحي ، قد ينقل الشيء بلفظه وقد يحرفه إلى عبارةٍ طويلة لكنها غثاء ، فعليك بأُمَّهات كتب السلف ، فإنها خيرٌ وأبرك بكثير من كتب الخلف ؛ لأن غالب كتب المتأخرين قليلة المعاني كثيرة المباني ، تقرأ صفحة ً كاملةً يمكن أن تُـلخِّـصها بسطر أو سطرين ، لكن كتب السلف تجدها هينة لينة سهلة رصينة .
ومن أجَـلِّ الكتب التي يجب على طالب العلم أن يحرص عليها ، كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله - ، ومن المعلوم أن كتب ابن القيم أسهل وأسلس ، لأن شيخ ابن تيمية الإسلام كانت عبارته قوية لغزارة علمه وتوقد ذهنه ، وابن القيم رأى بيتاً معموراً فكان منه التحسين والترتيب ، ولسنا نريد بذلك أن نقول أن ابن القيم نسخة من ابن تيمية ، بل ابن القيم حر ، إذا رأى أن شيخه خالف ما يراه صواباً تكلم ، لما رأى وجوب فسخ الحج إلى العمرة ، وأن ابن عباس – رضي الله عنهما – يرى أنه يجب على من لم يسق الهدي إذا أحرم بحج أو قران أن يفسخ حجه إلى عمرة ، وكان شيخ الإسلام يرى الوجوب خاص بالصحابة ، فصرَّح بمخالفته ، فهو – رحمه الله – مستقل ، حر الفكر ، لكن لا غرو أن يتابع شيخه – رحمه الله – فيما يراه صواباً ، ولا شك أنك إذا تأملت غالب اختيارات شيخ الإسلام وجدتَّ أنها هي الصواب ، وهذا يعرفه من تدبر كتبهما
الأمر الرابع : الحرص على الكتب المهمة
الأمر الخامس : تقويم الكتب
الكتب تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : كتب خير.
القسم الثاني : كتب شر.
اقسم الثالث : كتب لا خير ولا شر.
فاحرص أن تكون مكتبتك خاليةً من الكتب التي ليس فيها خير ، أو التي فيها شر، وهناك كتبٌ يُقال أنها كتبُ أدب ، لكنها تقطع الوقت وتقتله في غير فائدة ، وهناك كتبٌ ضارة ذاتُ أفكارٍ معينةٍ ، وذات منحنىً معينٍ ، فهذه أيضاً لا تدخل المكتبة سواءً كان ذلك في المنهج ، أو كان ذلك في العقيدة ، مثل كتب المبتدعة التي تضر في العقيدة ، والكتب الثورية التي تضر المنهج ، وعموماً كل كتبٍ تضر فلا تدخل مكتبتك ؛ لأن الكتب غذاء للروح ، كالطعام والشراب للبدن ، فإذا تغذيت بمثل هذه الكتب صار عليك ضررٌ عظيمٌ واتَّـجهتَ اتجاهاً مخالفاً لمنهج طالب العلم الصحيح.
القسم الأول : كتب خير.
القسم الثاني : كتب شر.
اقسم الثالث : كتب لا خير ولا شر.
فاحرص أن تكون مكتبتك خاليةً من الكتب التي ليس فيها خير ، أو التي فيها شر، وهناك كتبٌ يُقال أنها كتبُ أدب ، لكنها تقطع الوقت وتقتله في غير فائدة ، وهناك كتبٌ ضارة ذاتُ أفكارٍ معينةٍ ، وذات منحنىً معينٍ ، فهذه أيضاً لا تدخل المكتبة سواءً كان ذلك في المنهج ، أو كان ذلك في العقيدة ، مثل كتب المبتدعة التي تضر في العقيدة ، والكتب الثورية التي تضر المنهج ، وعموماً كل كتبٍ تضر فلا تدخل مكتبتك ؛ لأن الكتب غذاء للروح ، كالطعام والشراب للبدن ، فإذا تغذيت بمثل هذه الكتب صار عليك ضررٌ عظيمٌ واتَّـجهتَ اتجاهاً مخالفاً لمنهج طالب العلم الصحيح.
المصدر :http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?p=21661#post21661
يجب على طالب العلم أن يحرص على الكتب الأمهات الأصول دون المؤلفات حديثاً ؛ لأن بعض المؤلَّفين حديثاً ليس عنده العلم الراسخ ؛ ولهذا إذا قرأتَ ما كتبوا تجد أنه سطحي ، قد ينقل الشيء بلفظه وقد يحرفه إلى عبارةٍ طويلة لكنها غثاء ، فعليك بأُمَّهات كتب السلف ، فإنها خيرٌ وأبرك بكثير من كتب الخلف ؛ لأن غالب كتب المتأخرين قليلة المعاني كثيرة المباني ، تقرأ صفحة ً كاملةً يمكن أن تُـلخِّـصها بسطر أو سطرين ، لكن كتب السلف تجدها هينة لينة سهلة رصينة .
ومن أجَـلِّ الكتب التي يجب على طالب العلم أن يحرص عليها ، كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله - ، ومن المعلوم أن كتب ابن القيم أسهل وأسلس ، لأن شيخ ابن تيمية الإسلام كانت عبارته قوية لغزارة علمه وتوقد ذهنه ، وابن القيم رأى بيتاً معموراً فكان منه التحسين والترتيب ، ولسنا نريد بذلك أن نقول أن ابن القيم نسخة من ابن تيمية ، بل ابن القيم حر ، إذا رأى أن شيخه خالف ما يراه صواباً تكلم ، لما رأى وجوب فسخ الحج إلى العمرة ، وأن ابن عباس – رضي الله عنهما – يرى أنه يجب على من لم يسق الهدي إذا أحرم بحج أو قران أن يفسخ حجه إلى عمرة ، وكان شيخ الإسلام يرى الوجوب خاص بالصحابة ، فصرَّح بمخالفته ، فهو – رحمه الله – مستقل ، حر الفكر ، لكن لا غرو أن يتابع شيخه – رحمه الله – فيما يراه صواباً ، ولا شك أنك إذا تأملت غالب اختيارات شيخ الإسلام وجدتَّ أنها هي الصواب ، وهذا يعرفه من تدبر كتبهما