مجمل مواقف دعاة السلفية قبل الفتن وإذا هبت أعاصيرها

مجمل مواقف دعاة السلفية قبل الفتن وإذا هبت أعاصيرها

الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد فهذا مقال مختصر حول مجمل مواقف السلفيين قبل الفتن وإذا هبت أعاصريها على أمة الإسلام ويتلخص ذلك فيما يلي :

1-ردوا كل الوسائل العصرية المحدثة الضالة كالمظاهرات والاعتصامات والإضرابات وأوضحوا للشعوب حرمتها بسبب ماتحدثه من مفاسد عظيمة وكونها من وسائل التشبه بالكفار وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم فقال : "من تشبه بقوم فهو منهم ".

2-نصحوا للشعوب بالسمع والطاعة لولاة أمورهم لقوله عليه الصلاة والسلام : "تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع "رواه مسلم من حديث حذيفة وهو وإن كان فيه انقطاع بين أبي سلام وحذيفة إلا أن له متابعات كما في البزار وغيره .

3-والتزموا بالبيعة الشرعية للحكام ولم يخرجوا عليهم بأي وسيلة من الوسائل التي ركبها أهل الضلال ، وامتثلوا قوله عليه الصلاة والسلام : "من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية "رواه مسلم من حديث ابن عمر .

3-نصحوا الشعوب بترك الأحزاب البدعية والتنظيمات الهيكلية الهرمية التنظيمية –زعموا – وكانوا ممتثلين قول الله تعالى : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103 وقوله عليه الصلاة والسلام : « لاَ حِلْفَ فِى الإِسْلاَمِ وَأَيُّمَا حِلْفٍ كَانَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الإِسْلاَمُ إِلاَّ شِدَّةً ». رواه مسلم في الصحيح من حديث جبير بن مطعم –رضي الله عنه-



3-نصحوا لولاة الأمور بأن يحكموا شعوبهم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام نصيحة عامة دون تأليب عليهم وإحداث الفتن مذكرين الولاة بمثل قوله عليه الصلاة والسلام : « اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ » رواه مسلم من حديث عائشة –رضي الله عنها-



4-وهم ينصحون لولي الأمر فيما بينهم وبينه ممتثلين في ذلك النصوص الشرعية الداعية للنصح سرا فعن أُسَامَةَ بن زَيْدٍ أنه قِيلَ له ألا تَدْخُلُ على عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فقال: " أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إلا أُسْمِعُكُمْ والله لقد كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ما دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ من فَتَحَهُ " رواه مسلم في الصحيح ، وفي الباب أحاديث أخرى ومنها : حديث عياض بن غنم وهو صحيح بشواهده إن شاء الله تعالى وفي الباب آثارصحيحة –أيضا -.

-إذا نزلت نازلة بأمة الإسلام عرفها علماء السنة ونظروا في أمرها ولم يتعجلوا بإصدار الحكام فيها حتى يقبلوا النظر فيها مراعين المصالح والمفاسد ويرون أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فلا يوقعوا شعوبهم في شرور لايخرجون منها كما يفعله دعاة الضلال[1] .

- لم يشاركوا أهل الفتن والغوغاء في فتنهم بل اجتنبوها واهتموا بتوعية الناس وتعليمهم العلم الشرعي وقد امتثلوا في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : « إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ وَلَمَنِ ابْتُلِىَ فَصَبَرَ فَوَاهًا »أخرجه أبوداود والبزار –أيضا - من حديث المقداد بن الأسود –رضي الله عنه –وقال البزار : "وهذا الكلام لا نحفظه إلا عن المقداد ... وإسناده إسناد حسن" .

.

-وهم ثابتون على الحق –والحمد لله - في تعليمهم الناس العلم الشرعي وفي فتاويهم لم يتغيروا بتغير المواقف أو الأزمنة[2] ولكنهم يدورون مع الأدلة كتابا وسنة بفهم سلف الأمة قال عليه الصلاة والسلام : " لاَ يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ" رواه البخاري من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وفي الباب من حديث جابر وثوبان عند مسلم وعمران بن حصين في السنن .

-لم يشاركوا دعاة الضلالة في التفجيرات والانتحارات والدخول إلى البرلمانات الضالة وكان ذلك منهم عن فهم صحيح للمنهج الحق في مثل تلك الفتن ونبهوا الناس على أمر العبادة في الهرج لما ثبت في السنن من حديث معقل بن يسار –رضي الله عنه -مرفوعا : "العبادة في الهرج كهجرة إلي " .

-لم يشغلوا الشعوب بالسياسات الكاذبة سياسية الجرائد والمجلات[3] والتي سموها فيما بعد بفقه الواقع لتروج على العامة وكانوا في ذلك تبعا للغرب الكافر و الشرق المقلد وإنما بحث علماء السنة في السياسة الشرعية في حق الراعي والرعية وكان ذلك بقدر كما فعل من قبل ابن تيمية -رحمه الله- وكما فعل في عصرنا الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وغيرهما من علماء السنة .

-لم تكن لهم مشاركات فيما يخوضه الخائضون في تلك المناظرات مع الرافضة وأهل الضلال وردوها وزروا على أهلها وبينوا فسادها وماتجره من الويلات والنكبات على أمة الإسلام -وإلى الله المشتكى -ممتثلين في ذلك كله شرع الله تعالى فقد قال عليه الصلاة والسلام : " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ هذه الاية : ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون "رواه الترمذي وهو حديث حسن ، و كان عمران القصير يقول : "إياكم والمنازعة والخصومة ، وإياكم وهؤلاء الذين يقولون : أرأيت أرأبت" . رواه الآجري في الشريعة

-أهل السنة السلفيون ليس لديهم مبدأ الغاية تبرر الوسيلة كما يفعله الحزبيون أهل الضلال[4] لأنهم اهتموا بالشريعة لم يخالفوا شرع الله جل وعلا .

-ليس لهم اهتمام بالخروج في قنوات الإعلام الضالة والتي تمتليء بأنواع الضلالات والفساد ، وقد قيل للشيخ مقبل –رحمه الله - : لم لاتخرج في التلفاز[5] ؟ فقال : " مابقي إلا التلفاز ، لو علم الله صدق الداعي في دعوته لنشرها ولو كانت بين اثنين فقط " أو كلاما نحو هذا . قلت : صدق الشيخ –رحمه الله – ووالله إن أهل السنة لأزهد الناس في الإعلام والأضواء والحمد لله رب العالمين.

-نبهوا العامة على خطر الديمقراطية الكافرة والليبرالية الكافرة أيضا وأبطلوا تسميات دعاة الضلال لها بالديمقراطية الإسلامية والليبرالية الإسلامية وامتثلوا في ذلك قول الله تعالى : {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }آل عمران85

-ردوا البدع والمحدثات كلها قديمها وحديثها وامتثلوا قوله عليه الصلاة والسلام : "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد " متفق عليه وفي رواية مسلم : "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ومن ذلك ماسماه الإخوان المسلمون بالتمثيل الإسلامي! لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تحديث الناس بالكذب والتمثيل ولاشك هو من الكذب وقد قال عليه الصلاة والسلام : "ويل لمن يحدث الناس فيكذب ويل له ويل له "والنشيد الإسلامي ! –زعموا – وبئس المطية –زعموا – وقد قال الشافعي –رحمه الله – "خَلَّفْتُ بِبَغْدَادَ شَيْئاً أَحْدَثَتْهُ الزَّنَادِقَةُ، يُسَمُّونَهُ التَّغْبِيْرُ، يَشْغَلُوْنَ بِهِ عَنِ القُرْآنِ" . اكتفي بهذا والحمد لله رب العالمين .

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ومن صور ذلك : انتشار رسائل الجول ومنها قولهم : قاطع انشر تؤجر ...إلخ فنقول له : وماأدراك أنك تؤجر وانت في الغالب تخالف ولي الأمر فاللهم غفرا اللهم غفرا .

[2] كما يحصل كثيرا في دعاة الفتن فإن الفتن إذا أقبلت رأيتهم رؤوسها وشياطينها الداعي إليها وإن أدبرت حنوا إليها وباتوا يشغبون على الدهماء ليخرجوا فيها وهمهم كله مصالحهم وليس للشعوب عندهم أي قدر أو تقدير ، قال ابن مسعود يستوصي حذيفة فقال له : "إن أشد الضلالة أن تعرف ماكنت تنكر وأن تنكر ماكنت تعرف وإياك والتلون " قلت بل صح في الحديث : "إن شر الناس عند الله ذو الوجهين " قلت : فما بالك بذي الأوجه ؟!! نعوذ بالله من الفتن ومن شرها وشرارها وقد ثبت في الصحيح تعوذ أنس –رضي الله عنه – منها .

[3] قال بعض الكفار –وقد بلغ شأوا في السياسة حتى أنه ألف فيها -: "السياسة كذب ومراوغة "

[4] وانظر لقاءتهم في القنوات الضالة ولايمتنع أحدهم أن يتقابل مع النساء في تلك القنوات منطلقين من المبدأ السابق شاؤوا أم أبوا وهم يعطون التنازلات والدنية في دينهم عياذا بالله تعالى .

[5] قلت : قال كلامه هذا –رحمه الله – يوم لم تكن ثم قنوات هابطات فما بالكم لو علم بتلك القنوات الضالة اليوم ؟!
منـــــقـــــــــــول
المصدر :http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?p=111359#post111359

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

:: رسالة الكفر بالطاغوت :: للشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تأمل رحمك الله وجعلك الله من أهل التوحيد الخلص

ثمار التوحيد في ضوء الكتاب والسنة

اقوال وحكم...