فتاوى كبار العلماء في العمليات الانتحاريه ...
فتاوى كبار العلماء في العمليات الإنتحارية!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم العمليات الانتحارية
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آلـه وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فنقدم لكم فيما يلي فتاوى مهمة للعلماء الكبار الأجلاء في : حكم العمليات الانتحارية
نسأل الله أن ينفعنا بها ، اللهم آمين .
و إلى الفتاوى
1- سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى -
السؤال :ما حكم من يلغم نفسه ليقتل بذلك مجموعة من اليهود ؟
الجواب :
الذي أرى قد نبهنا غير مرة أن هذا لا يصلح لأنه قاتل نفسه ، والله يقول تعالى يقول في سورة النساء { ولا تقتلوا أنفسكم }، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح البخاري ومسلم (( من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة )) يسعى في هدايتهم ، وإذا شرع الجهاد جاهد مع المسلمين ، وإن قتل فالحمد لله ، أما أنه يقتل نفسه يحط اللغم في نفسه حتى يقتل معهم ، هذا غلط لا يجوز أو يطعن نفسه معهم لا يجوز ، ولكن يجاهد حيث شرع الجهاد مع المسلمين ، أما عمل أبناء فلسطين هذا غلط ما يصلح إنما الواجب عليهم :الدعوة إلى الله والتعليم والإرشاد والنصيحة من دون هذا العمل .ا0هـ
(( من شريط فتاوى العلماء في الجهاد ))من كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية لـ محمد بن فهد الحصين .
2- سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله تعالى –السؤال :
تتعرض بعض الدول الإسلامية لحرب أو احتلال من دول أخرى ، فيعمد بعض أفرادها إلى مهاجمة أفراد البلد المتعدي بالطرق الانتحارية فيقتل نفسه ، ويقتل غيره من الأعداء ، وربما امتد ذلك لأهل بلده أو غيرهم من الآمنين ، ويرون أن هذا لون من ألوان الجهاد في سبيل الله ، وأن المنتحر شهيد ؛ ما رأي سماحتكم في هذا العمل ؟
الجواب : فأجاب رحمه الله جواباً مفيداُ ، والشاهد منه : أما ما وقع السؤال عنه من طريقة قتل النفس بين الأعداء أو ما أسميته بالطرق الانتحارية ، فإن هذه الطريقة لا أعلم لها وجهاً شرعياً ، ولا أنها من الجهاد في سبيل الله ، وأخشى أن تكون من قتل النفس ؛ نعم إثخان العدو وقتاله مطلوب بل ربما يكون متعيناً لكن بالطرق التي لا تخالف الشرع . من كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية لـ محمد بن فهد الحصين .3- سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى – السؤال : فضيلة الشيخ : علمت حفظك الله ما حصل في يوم الأربعاء من حادث قتل فيه أكثر من عشرين يهودياً على أيد المجاهدين ، وجرح فيه نحو خمسين ، وقد قام هذا المجاهد فلف على نفسه المتفجرات ودخل في إحدى حافلاتهم ففجرها وهو إنما فعل ذلك :
أولاً : لأنه يعلم أنه إن لم يُقتل اليوم قُتل غداً ، لأن اليهود يقتلون الشباب المسلم هناك بصورة منظمة .
ثانياً : إن هؤلاء المجاهدين يفعلون ذلك انتقاماً من اليهود الذين قتلوا المصلين في المسجد الإبراهيمي .
ثالثاً : إنهم يعلمون أن اليهود يخططون هم والنصارى للقضاء على روح الجهاد الموجودة في فلسطين .
والسؤال هو : هل هذا الفعل منه يعتبر انتحاراً ، أو يعتبر جهاداً ، وما نصيحتك في مثل هذه الحالة ؟ لأننا علمنا أن هذا أمر محرم لعلنا نبلغه إخواننا هناك وفقك الله ؟
الجواب :
هذا الشاب وضع على نفسه اللباس الذي يقتل أول من يقتل نفسه ، فلا شك أنه هو الذي تسبب في قتل نفسه ، ولا تجوز مثل هذه الحالة إلا إذا كان في ذلك مصلحة كبيرة للإسلام ، لا لقتل أفراد من أناس لا يمثلون رؤساء ولا يمثلون قادة لليهود ، أما لو كان هناك نفع عظيم للإسلام لكان ذلك جائزاً .
وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على ذلك وضرب لهذا مثلاً بقصة الغلام المؤمن الذي كان في أمة يحكمها رجل مشرك كافر ، فأراد هذا الحاكم المشرك الكافر أن يقتل هذا الغلام المؤمن فحاول عدة مرات ، مرة ألقاه من أعلى الجبل ، ومرة ألقاه في البحر ، ولكن كلما حاول ذلك نجى الله ذلك الغلام فتعجب هذا الملك ، فقال الغلام يوماً من الأيام : أتريد أن تقتلني ؟
قال: نعم وما فعلت هذا إلا لقتلك ... قال : اجمع الناس في صعيد واحد ، ثم خذ سهماً من كنانتي واجعله في القوس ثم ارمني به ، قل : باسم رب الغلام ، وكانوا إذا أرادوا أن يسموا ، قالوا : باسم الملك ، لكن قال : له : باسم الله رب هذا الغلام ، فجمع الناس في صعيد واحد ، ثم أخذ سهماً من كنانته ووضعه في القوس ، وقال : بسم رب الغلام ، وأطلق القوس فضربه فهلك ، فصاح الناس كلهم : الرب رب الغلام ، الرب رب الغلام ، وأنكروا ربوبية هذا الحاكم المشرك ، لأنهم قالوا هذا الرجل الحاكم فعل كل ما يمكن أن يهلك به هذا الغلام ولم يستطع إهلاكه ولما جاءت كلمة واحدة باسم رب الله رب هذا الغلام هلك ، إذا مدبر الكون هو الله فآمن الناس .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : هذا حصل فيه نفع كبير للإسلام ، وإن من المعلوم أن الذي تسبب في قتل نفسه هو الغلام لا شك ، لكنه حصل بهلاك نفسه نفع كبير آمنت أمة بأكملها ، فإذا حصل مثل هذا النفع ، فللإنسان أن يفدي دينه بنفسه ، أما مجرد قتل عشرة أو عشرين دون فائدة ، ودون أن يتغير شيء ، ففيه نظر بل هو حرام ، فربما أخذ اليهود بثأر هؤلاء فقتلوا المئات ، والحاصل أن مثل هذه الأمور تحتاج إلى فقه وتدبر ونظر في العواقب وترجيح أعلى المصلحتين ، ودفع أعظم المفسدتين ، ثم بعد ذلك تقدر كل حالة بقدرها .من كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية لـ محمد بن فهد الحصين .
السؤال :ما الحكم الشرعي فيمن يضع المتفجرات في جسده ، ويفجر نفسه بين جموع الكفار نكاية بهم ، وهل يصح الاستدلال بقصة الغلام الذي أمر الملك بقتله ؟
الجواب :
الذي يجعل المتفجرات في جسمه من أجل أن يضع نفسه في مجتمع من مجتمعات العدو قاتل لنفسه ، وسيعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم ، خالداً فيها مخلداً ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن قتل نفسه بشيء يعذب به في نار جهنم .
وعجباً من هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه العمليات ، وهم يقرؤون قول الله تعالى { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً } سورة النساء ن ثم يفعلون ذلك هل يحصدون شيئاً ؟ هل ينهزم العدو ؟ أم يزداد العدو شدة على هؤلاء الذين يقومون بهذه التفجيرات كما هو مشاهد الآن في دولة اليهود ، حيث لم يزدادوا بمثل هذه الأفعال إلا تمسكا ً بعنجهيتهم ، بل إنا نجد أن الدولة اليهودية في الاستفتاء الأخير نجح فيها ( اليمينيون ) الذين يريدون القضاء على العرب .
ولكن من فعل هذا مجتهداً ظاناً أنه قربة إلى الله عز وجل فنسأل الله تعالى ألا يؤاخذه لأنه متأول .
وأما الاستدلال بقصة الغلام ، فقصة الغلام حصل فيها دخول في الإسلام ، لا نكاية في العدو ، ولذلك لما جمع الملك الناس ن وأخذ سهماً من كنانة الغلام ، وقال : بسم الله رب الغلام ؛ صاح الناس كلهم : الرب رب الغلام ؛ فحصل فيه إسلام أمة عظيمة ، فلو حصل مثل هذه القصة لقلنا عن هناك مجال للاستدلال، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قصها علينا لنعتبر بها ، لكن هؤلاء الذين يرون تفجير أنفسهم إذا قتلوا عشرة أو مائة من العدو فإن العدو لا يزداد إلا حقنا عليهم وتمسكاً بما هم عليه . ا.هـ (من كتاب فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة لـ محمد بن حسين بن سعيد القحطاني )
4- سماحة الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى –
السؤال : هل تجوز العمليات الانتحارية ، وهل هناك شروط لصحة هذا العمل ؟
الجواب : ا
لله جل وعلا يقول { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً × ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً }سورة النساء . وهذا يشمل قتل الإنسان نفسه وقتله لغيره بغير حق ن فلا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه بل يحافظ على نفسه غاية المحافظة ، ولا يمنع هذا أن يجاهد في سبيل الله ويقاتل في سبيل الله ولو تعرض للقتل أو الاستشهاد ، هذا طيب أما انه يتعمد قتل نفسه فهذا لا يجوز ، وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات كان واحد من الشجعان يقاتل في سبيل الله مع الرسول صلى الله عليه وسلم ثم إنه قتل فقال الناس – يثنون عليه- : ما أبلى منا أحد مثل ما أبلى فلان قال النبي صلى الله عليه وسلم : هو في النار هذا قبل أن يموت فصعب ذلك على الصحابة كيف مثل هذا الإنسان الذي يقاتل ولا يترك من الكفار أحداً إلا تبعه وقتله يكون في النار ، فتبعه رجل وراقبه وتتبعه بعدما جرح ثم في النهاية رآه وضع السيف على الأرض بمعنى : وضع غمد السيف على الأرض ورفع ذبابته إلى أعلى ثم تحامل على السيف ودخل من صدره وخرج من ظهره ، فمات الرجل فقال هذا الصحابي صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعرفوا أن الرسول لا ينطق عن الهوى ، لماذا دخل النار مع هذا العمل ؟ لأنه قتل نفسه ولم يصبر ، فلا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه . ا.هـ 0 (من كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية لـ محمد بن فهد الحصين .)
السؤال:
سُئل فضيلته(الشيخ ابن عثيمين): هل يجوز إطلاق (شهيد) على شخص بعينه؛ فيقال: (الشهيد فلان)؟
الجواب:فأجاب بقوله:
لا يجوزُ لنا أن نشهدَ لشخص بعينِه أنه شهيد، حتى لو قُتِل مظلومًا، أو قُتل وهو يدافع عن الحق؛ فإنه لا يجوز أن نقول: (فلان شهيد). وهذا خلافٌ لِما عليه الناسُ اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة، وجعلوا كلَّ مَن قُتل - حتى ولو كان مقتولاً في عَصبيةٍ جاهلية - يُسمونه: (شهيدًا)! وهذا حرامٌ؛ لأن قولَك عن شخص قُتل: (هو شهيد): يُعتبر شهادة؛ سوف تُسأل عنها يوم القيامة، سوف يُقال لك: هل عندك علم أنه قتل شهيدًا ؟! ولهذا لمَّا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"مَا مِن مَكلومٍ يُكلَمُ في سبيل الله - واللهُ أعلم بمَن يُكلَمُ في سبيله - إلا جاء يومَ القيامة وكَلْمُه يثعب دمًا؛ اللونُ لونُ الدم، والريحُ ريح المسك". فتأمل قولَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "واللهُ أعلمُ بِمَنْ يُكلَمُ في سَبيله" - "يُكلَم": يعني يُجرح ـ؛ فإن بعضَ الناس قد يكون ظاهرُه أنه يقاتِل لِتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا، ولكنَّ اللهَ يعلم ما في قلبه، وأنه خلافُ ما يظهر مِن فِعله. ولهذا بَوَّبَ البخاري - رحمه الله - على هذه المسألة في صحيحه فقال: "باب: [لا يُقال: فلان شهيد]"؛ لأن مَدارَ الشهادة على القَلب، ولا يعلم ما في القلبِ إلا الله - عز وجل -. فأمْرُ النيةِ أمرٌ عظيم، وكم مِن رَجُلَيْن يقومان بأمْر واحد يكونُ بينهما كما بَين السماءِ والأرض وذلك مِن أجل النيةِ؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمَنْ كانت هِجرتُه إلى اللهِ ورسوله؛ فهِجْرَتُه إلى اللهِ ورسوله، ومَن كانت هجرتُه إلى دنيا يُصيبها أو امرأةٍ ينكحها؛ فهجرتُه إلى ما هاجَر إليه". والله أعلم.
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الثالث، السؤال 475].
أسال الله تعالى أن يفعنا بما علمنا ،إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حكم العمليات الانتحارية
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آلـه وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فنقدم لكم فيما يلي فتاوى مهمة للعلماء الكبار الأجلاء في : حكم العمليات الانتحارية
نسأل الله أن ينفعنا بها ، اللهم آمين .
و إلى الفتاوى
1- سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى -
السؤال :ما حكم من يلغم نفسه ليقتل بذلك مجموعة من اليهود ؟
الجواب :
الذي أرى قد نبهنا غير مرة أن هذا لا يصلح لأنه قاتل نفسه ، والله يقول تعالى يقول في سورة النساء { ولا تقتلوا أنفسكم }، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح البخاري ومسلم (( من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة )) يسعى في هدايتهم ، وإذا شرع الجهاد جاهد مع المسلمين ، وإن قتل فالحمد لله ، أما أنه يقتل نفسه يحط اللغم في نفسه حتى يقتل معهم ، هذا غلط لا يجوز أو يطعن نفسه معهم لا يجوز ، ولكن يجاهد حيث شرع الجهاد مع المسلمين ، أما عمل أبناء فلسطين هذا غلط ما يصلح إنما الواجب عليهم :الدعوة إلى الله والتعليم والإرشاد والنصيحة من دون هذا العمل .ا0هـ
(( من شريط فتاوى العلماء في الجهاد ))من كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية لـ محمد بن فهد الحصين .
2- سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله تعالى –السؤال :
تتعرض بعض الدول الإسلامية لحرب أو احتلال من دول أخرى ، فيعمد بعض أفرادها إلى مهاجمة أفراد البلد المتعدي بالطرق الانتحارية فيقتل نفسه ، ويقتل غيره من الأعداء ، وربما امتد ذلك لأهل بلده أو غيرهم من الآمنين ، ويرون أن هذا لون من ألوان الجهاد في سبيل الله ، وأن المنتحر شهيد ؛ ما رأي سماحتكم في هذا العمل ؟
الجواب : فأجاب رحمه الله جواباً مفيداُ ، والشاهد منه : أما ما وقع السؤال عنه من طريقة قتل النفس بين الأعداء أو ما أسميته بالطرق الانتحارية ، فإن هذه الطريقة لا أعلم لها وجهاً شرعياً ، ولا أنها من الجهاد في سبيل الله ، وأخشى أن تكون من قتل النفس ؛ نعم إثخان العدو وقتاله مطلوب بل ربما يكون متعيناً لكن بالطرق التي لا تخالف الشرع . من كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية لـ محمد بن فهد الحصين .3- سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى – السؤال : فضيلة الشيخ : علمت حفظك الله ما حصل في يوم الأربعاء من حادث قتل فيه أكثر من عشرين يهودياً على أيد المجاهدين ، وجرح فيه نحو خمسين ، وقد قام هذا المجاهد فلف على نفسه المتفجرات ودخل في إحدى حافلاتهم ففجرها وهو إنما فعل ذلك :
أولاً : لأنه يعلم أنه إن لم يُقتل اليوم قُتل غداً ، لأن اليهود يقتلون الشباب المسلم هناك بصورة منظمة .
ثانياً : إن هؤلاء المجاهدين يفعلون ذلك انتقاماً من اليهود الذين قتلوا المصلين في المسجد الإبراهيمي .
ثالثاً : إنهم يعلمون أن اليهود يخططون هم والنصارى للقضاء على روح الجهاد الموجودة في فلسطين .
والسؤال هو : هل هذا الفعل منه يعتبر انتحاراً ، أو يعتبر جهاداً ، وما نصيحتك في مثل هذه الحالة ؟ لأننا علمنا أن هذا أمر محرم لعلنا نبلغه إخواننا هناك وفقك الله ؟
الجواب :
هذا الشاب وضع على نفسه اللباس الذي يقتل أول من يقتل نفسه ، فلا شك أنه هو الذي تسبب في قتل نفسه ، ولا تجوز مثل هذه الحالة إلا إذا كان في ذلك مصلحة كبيرة للإسلام ، لا لقتل أفراد من أناس لا يمثلون رؤساء ولا يمثلون قادة لليهود ، أما لو كان هناك نفع عظيم للإسلام لكان ذلك جائزاً .
وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على ذلك وضرب لهذا مثلاً بقصة الغلام المؤمن الذي كان في أمة يحكمها رجل مشرك كافر ، فأراد هذا الحاكم المشرك الكافر أن يقتل هذا الغلام المؤمن فحاول عدة مرات ، مرة ألقاه من أعلى الجبل ، ومرة ألقاه في البحر ، ولكن كلما حاول ذلك نجى الله ذلك الغلام فتعجب هذا الملك ، فقال الغلام يوماً من الأيام : أتريد أن تقتلني ؟
قال: نعم وما فعلت هذا إلا لقتلك ... قال : اجمع الناس في صعيد واحد ، ثم خذ سهماً من كنانتي واجعله في القوس ثم ارمني به ، قل : باسم رب الغلام ، وكانوا إذا أرادوا أن يسموا ، قالوا : باسم الملك ، لكن قال : له : باسم الله رب هذا الغلام ، فجمع الناس في صعيد واحد ، ثم أخذ سهماً من كنانته ووضعه في القوس ، وقال : بسم رب الغلام ، وأطلق القوس فضربه فهلك ، فصاح الناس كلهم : الرب رب الغلام ، الرب رب الغلام ، وأنكروا ربوبية هذا الحاكم المشرك ، لأنهم قالوا هذا الرجل الحاكم فعل كل ما يمكن أن يهلك به هذا الغلام ولم يستطع إهلاكه ولما جاءت كلمة واحدة باسم رب الله رب هذا الغلام هلك ، إذا مدبر الكون هو الله فآمن الناس .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : هذا حصل فيه نفع كبير للإسلام ، وإن من المعلوم أن الذي تسبب في قتل نفسه هو الغلام لا شك ، لكنه حصل بهلاك نفسه نفع كبير آمنت أمة بأكملها ، فإذا حصل مثل هذا النفع ، فللإنسان أن يفدي دينه بنفسه ، أما مجرد قتل عشرة أو عشرين دون فائدة ، ودون أن يتغير شيء ، ففيه نظر بل هو حرام ، فربما أخذ اليهود بثأر هؤلاء فقتلوا المئات ، والحاصل أن مثل هذه الأمور تحتاج إلى فقه وتدبر ونظر في العواقب وترجيح أعلى المصلحتين ، ودفع أعظم المفسدتين ، ثم بعد ذلك تقدر كل حالة بقدرها .من كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية لـ محمد بن فهد الحصين .
السؤال :ما الحكم الشرعي فيمن يضع المتفجرات في جسده ، ويفجر نفسه بين جموع الكفار نكاية بهم ، وهل يصح الاستدلال بقصة الغلام الذي أمر الملك بقتله ؟
الجواب :
الذي يجعل المتفجرات في جسمه من أجل أن يضع نفسه في مجتمع من مجتمعات العدو قاتل لنفسه ، وسيعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم ، خالداً فيها مخلداً ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن قتل نفسه بشيء يعذب به في نار جهنم .
وعجباً من هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه العمليات ، وهم يقرؤون قول الله تعالى { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً } سورة النساء ن ثم يفعلون ذلك هل يحصدون شيئاً ؟ هل ينهزم العدو ؟ أم يزداد العدو شدة على هؤلاء الذين يقومون بهذه التفجيرات كما هو مشاهد الآن في دولة اليهود ، حيث لم يزدادوا بمثل هذه الأفعال إلا تمسكا ً بعنجهيتهم ، بل إنا نجد أن الدولة اليهودية في الاستفتاء الأخير نجح فيها ( اليمينيون ) الذين يريدون القضاء على العرب .
ولكن من فعل هذا مجتهداً ظاناً أنه قربة إلى الله عز وجل فنسأل الله تعالى ألا يؤاخذه لأنه متأول .
وأما الاستدلال بقصة الغلام ، فقصة الغلام حصل فيها دخول في الإسلام ، لا نكاية في العدو ، ولذلك لما جمع الملك الناس ن وأخذ سهماً من كنانة الغلام ، وقال : بسم الله رب الغلام ؛ صاح الناس كلهم : الرب رب الغلام ؛ فحصل فيه إسلام أمة عظيمة ، فلو حصل مثل هذه القصة لقلنا عن هناك مجال للاستدلال، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قصها علينا لنعتبر بها ، لكن هؤلاء الذين يرون تفجير أنفسهم إذا قتلوا عشرة أو مائة من العدو فإن العدو لا يزداد إلا حقنا عليهم وتمسكاً بما هم عليه . ا.هـ (من كتاب فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة لـ محمد بن حسين بن سعيد القحطاني )
4- سماحة الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى –
السؤال : هل تجوز العمليات الانتحارية ، وهل هناك شروط لصحة هذا العمل ؟
الجواب : ا
لله جل وعلا يقول { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً × ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً }سورة النساء . وهذا يشمل قتل الإنسان نفسه وقتله لغيره بغير حق ن فلا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه بل يحافظ على نفسه غاية المحافظة ، ولا يمنع هذا أن يجاهد في سبيل الله ويقاتل في سبيل الله ولو تعرض للقتل أو الاستشهاد ، هذا طيب أما انه يتعمد قتل نفسه فهذا لا يجوز ، وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات كان واحد من الشجعان يقاتل في سبيل الله مع الرسول صلى الله عليه وسلم ثم إنه قتل فقال الناس – يثنون عليه- : ما أبلى منا أحد مثل ما أبلى فلان قال النبي صلى الله عليه وسلم : هو في النار هذا قبل أن يموت فصعب ذلك على الصحابة كيف مثل هذا الإنسان الذي يقاتل ولا يترك من الكفار أحداً إلا تبعه وقتله يكون في النار ، فتبعه رجل وراقبه وتتبعه بعدما جرح ثم في النهاية رآه وضع السيف على الأرض بمعنى : وضع غمد السيف على الأرض ورفع ذبابته إلى أعلى ثم تحامل على السيف ودخل من صدره وخرج من ظهره ، فمات الرجل فقال هذا الصحابي صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعرفوا أن الرسول لا ينطق عن الهوى ، لماذا دخل النار مع هذا العمل ؟ لأنه قتل نفسه ولم يصبر ، فلا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه . ا.هـ 0 (من كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية لـ محمد بن فهد الحصين .)
السؤال:
سُئل فضيلته(الشيخ ابن عثيمين): هل يجوز إطلاق (شهيد) على شخص بعينه؛ فيقال: (الشهيد فلان)؟
الجواب:فأجاب بقوله:
لا يجوزُ لنا أن نشهدَ لشخص بعينِه أنه شهيد، حتى لو قُتِل مظلومًا، أو قُتل وهو يدافع عن الحق؛ فإنه لا يجوز أن نقول: (فلان شهيد). وهذا خلافٌ لِما عليه الناسُ اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة، وجعلوا كلَّ مَن قُتل - حتى ولو كان مقتولاً في عَصبيةٍ جاهلية - يُسمونه: (شهيدًا)! وهذا حرامٌ؛ لأن قولَك عن شخص قُتل: (هو شهيد): يُعتبر شهادة؛ سوف تُسأل عنها يوم القيامة، سوف يُقال لك: هل عندك علم أنه قتل شهيدًا ؟! ولهذا لمَّا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"مَا مِن مَكلومٍ يُكلَمُ في سبيل الله - واللهُ أعلم بمَن يُكلَمُ في سبيله - إلا جاء يومَ القيامة وكَلْمُه يثعب دمًا؛ اللونُ لونُ الدم، والريحُ ريح المسك". فتأمل قولَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "واللهُ أعلمُ بِمَنْ يُكلَمُ في سَبيله" - "يُكلَم": يعني يُجرح ـ؛ فإن بعضَ الناس قد يكون ظاهرُه أنه يقاتِل لِتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا، ولكنَّ اللهَ يعلم ما في قلبه، وأنه خلافُ ما يظهر مِن فِعله. ولهذا بَوَّبَ البخاري - رحمه الله - على هذه المسألة في صحيحه فقال: "باب: [لا يُقال: فلان شهيد]"؛ لأن مَدارَ الشهادة على القَلب، ولا يعلم ما في القلبِ إلا الله - عز وجل -. فأمْرُ النيةِ أمرٌ عظيم، وكم مِن رَجُلَيْن يقومان بأمْر واحد يكونُ بينهما كما بَين السماءِ والأرض وذلك مِن أجل النيةِ؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمَنْ كانت هِجرتُه إلى اللهِ ورسوله؛ فهِجْرَتُه إلى اللهِ ورسوله، ومَن كانت هجرتُه إلى دنيا يُصيبها أو امرأةٍ ينكحها؛ فهجرتُه إلى ما هاجَر إليه". والله أعلم.
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الثالث، السؤال 475].
أسال الله تعالى أن يفعنا بما علمنا ،إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته