هل الذي لم يكفر تارك الصلاة وقع في المرجئة
هل الذي لم يكفر تارك الصلاة وقع في المرجئة
لفضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي .حفظه الله :
السؤال :
ما هو القول الراجح في تارك الصلاة، وما مدى صحة قول من يقول: ومن لم يكفِّر تارك الصلاة فقد وقع في الإرجاء شعر أم لا، فهل لهذا القول سلف أم لا؟
الجواب
نحن لا نعترض على من يكفر تارك الصلاة، ولا نتهمه؛ بل نحترمه ونجله وله أدلته التي نقدرها، بارك الله فيك، والذين لم يكفروه نقدر فقههم ومكانتهم ومنزلتهم ولهم متعلقات من القرآن والسنة منها قول الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾[النساء: 48، 116]؛
ومنها أحاديث أخر، ومنها أن الكفر هنا كفر دون كفر، كما قال عليه الصلاة والسلام: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"؛ أطلق الكفر على من يرتكب بعض الكبائر, وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه أبصارهم وهو مؤمن"، "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن"، قالوا: من يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يأمن جارُه بوائقه".
فكما تُؤَوَّل هذه النصوص باتفاق إخوانهم الآخرين الذين يكفرون، أيضا تُؤوَّل النصوص الواردة في كفر تارك الصلاة, هـٰذه وجهة نظر من لا يكفر، ومنهم الشافعي ومنهم مالك، ومنهم أبو حنيفة، ومنهم عدد كبير من أتباع هٰؤلاء ومن سلفهم لا يكفرون تارك الصلاة بناء على هـٰذه الأدلة التي ترجح فيها عندهم عدم تكفير تارك الصلاة، وهم من أئمة الإسلام ومن أئمة أهل السنة.
- ومن قال: ومن لم يكفِّر تارك الصلاة فقد وقع في الإرجاء شعر أم لا!
هذا غلط، وكلام فيه مجازفة وغلو وانحراف عن منهج أهل السنة والجماعة!!
فإننا إذا قلنا هذا في أناس معاصرين فهو يتناول من باب أولى الأولين! لأنهم هم سنوا هذه السنة؛ مالك والشافعي وأحمد في قول له؛ بل حتى إن ابن بطة وابن قدامة ينكرون أن الإمام أحمد يقول بكفر تارك الصلاة! وكثير من الشافعية، إلا من ندر، المالكية والأحناف وفيهم علماء فحول، الحنابلة فيهم علماء فحول لا يقولون بكفر تارك الصلاة، هل نقول هؤلاء كلهم مرجئة أو وقعوا في الإرجاء؟! هذا من الجهل بأصول أهل السنة والجماعة، ومن الجرأة التي تستخف بعض الناس، نسأل الله العافية .
المصدر :
من موقعه الرسمي.