فوائد من شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله، للشيخ زيد المدخلي حفظه الله



- آية الكرسي جاء في الحديث أنها أفضل آية في كتاب الله، و ذلك لاشتمالها على صفات الله و أسمائه و أفعاله،
انتظمت هذه الآية عشر جمل:

1- اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ،،
2- لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ،،
3- لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ،،
4- مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ،،
5- يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ،،
6- وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ،،
7- وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ،،
8- وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا،،
10- وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ،،
-
الحي القيوم: اسمان دالان على صفتين،
الحيّ: يدل على صفة الحياة، صفة ذاتية تليق بالله عز و جل،
القيوم: تدل على صفة القيومية، فالله قائم بنفسه مقيم لغيره، فلا يفتقر إلى غيره عز و جل، بل غيره مفتقر إليه،
لا تأخذه سنة و لا نوم: نفي للنقائص و العيوب،السِّنَة: مبادئ النوم، أي النعاس، و لا نوم: لأنها من صفات المخلوقات الضعيفة، و في الحديث:" إن الله لا ينام و لا ينبغي له أن ينام " صحيح ابن ماجة-رقم-161
الكرسي: أعظم من السماوات و الأرض، وهو موضع القدمين كما فسر ذلك ابن عباس رضي الله عنه،
العليّ العظيم: العلو ثلاثة أقسام: علو القهر، و علو القدر، و علو الذات، و أهل البدع ما نازعوا إلا في النوع الثالث.
قاعدة: إذا جاء في النصوص نفي صفات النقص، وجب إثبات ضدها من صفات الكمال،

- هناك دُورٌ أربعُ: الدار الأولى: بطن الأم، و الثانية: دار الدنيا، و هي دار العمل، و الثالثة: دار البرزخ، وهذه الثلاث لها بداية و نهاية، و الرابعة: الآخرة، التي لها بداية و ليس لها نهاية،
- من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه: هذا فيه أن الشفاعة لله وحده،
و الشفاعة شفاعتان: شفاعة منفية، و شفاعة مثبتة،
فالمثبتة هي التي استوفت شروطها، و شروطها: أن يرضى الله، و أن يأذن للشافع؛ و المنفية هي التي يعتقدها الكفار في معبوداتهم.
- يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم: ما مضى مما عملوه، و ما يستقبل منه.
- لما كانت أعمار هذه الأمة قصيرة، عوضها الله بأوقات تعويضا لتلك الأعمار، من ذلك ليلة القدر التي تَعدِلُ العبادةُ فيها العبادةَ في ألف شهر.
- مفتاحُ الخيرِ كلِّه: طلبُ العلمِ.
- العليم: دال على صفة ذاتية تدل على العلم، و علمه سبحانه محيط بكل شيء بالأعمال و الذوات،
الخبير: دال على صفة الخبرة، و هي إحاطة علمه سبحانه بما بطن و ما ظهر، كلاهما سواء الظاهر و الباطن، قال تعالى:" سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ" (10-الرعد).
الُمدَبِّر: أي أنه دبر أمور مخلوقاته جميعا، تكفل بأرزاقهم، و المدبر من الصفات و لم يرد من الأسماء،
القدير: اسم دال على صفة القدرة، فهو على كل شيء قدير،

- و أنه فوق عرشه المجيد بذاته: فالله مستو على عرشه استواء حقيقيا، و هو صفة فعلية، و حرفها أهل التأويل المذموم إلى "استولى" أي هيمن و سيطر، و الرد عليهم بأن الله مستولٍ و مسيطر على كل شيء، فما وجه تخصيص العرش؟!
- و هو في كل مكان بعلمه: أي الله سبحانه و تعالى علمه محيط بكل شيء، فهو مع خلقه بعلمه و إحاطته،
- و المعية على نوعين: معية عامة، و معية خاصة، فالمعية العامة: هي معية العلم و الإحاطة، و لا يلزم منها الامتزاج و الاختلاط بالخلق، و المعية الخاصة: خاصة بعباد الله المؤمنين، فيدخل في ذلك الملائكة و الرسل و أتباع الرسل، فهو معهم ناصر لهم على كل عدو داخلي أو خارجي بتأييده و توفيقه.
- خلق الإنسان و يعلم ما توسوس به نفسه، فهو الخلاق العليم دون ما سواه، يعلم ما توسوس به نفسه و إن لم تنطقه الألسن.
- و نحن أقرب إليه من حبل الوريد: و هي العروق في العنق، و للسلف فيها تفسيران: ما دل عليه ظاهر القرآن، و هو أن الله قريب من خلقه بعلمه و إحاطته و اطلاعه، و الثاني: أي بملائكته.
- على العرش استوى و على الملك احتوى: أي من صفاته الفعلية الاستواء، و على الملك احتوى : يرد هذا من فسر استوى باستولى، بأن الله على الملك استولى لا على العرش وحده.
- له الأسماء الحسنى: و أسماء الله كلها حسنى، و هي أحسن ما يتوسل به حين الدعاء،و هذه الأسماء تدل على صفات عُلا، و ليست أعلاما جامدة!!
- كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته: و كلام الله صفة ذات باعتبار، و صفة فعل باعتبار، صفة ذات: باعتبار اتصاف الله بالكلام أزلا و أبدا، و صفة فعل: باعتبار تنزله على الرسل و الأنبياء بمشيئته،
و من كلام الله الكتب المنزلة: صحف إبراهيم، الزبور، التوراة..و أعظمها الفرقان.
- كتب الله التي أنزلها لم يأت دليل على حصرها في عدد معين، و هي كلها من كلام الله، أتى في القرآن منها: التوراة، وهو من أعظمها، قال تعالى: " إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ " (44- المائدة) ، و الإنجيل، وهو متمم التوراة، و الزبور الذي أنزل على داود، و الصحف التي أنزلت على إبراهيم و موسى، و كذلك القرآن الذي هو أعظمها.
- الصفات قسمان: صفات فعلية، و صفات ذاتية، الذاتية هي التي لا تنفك عن الله، و الفعلية هي التي تنفك عنه، فتكون بمشيئته و اختياره.
- قال السلف: كلام الله قديم النوع حادث الآحاد، قديم النوع يعني أزلي بأزلية الله، حادث الآحاد معناه: يتكلم الله الوقت الذي يشاء.
- ليس بمخلوق فيبيد: كل المخلوقات تفنى إلا ما استثني من النصوص.
- و من أهل البدع من أنكر كلام الله إنكارا كليا أن يكون تكلم به، كالمعتزلة و الجهمية،
و منهم من أول كالأشاعرة و الماتردية، فقالوا: هو عبارة، و منهم من قال: هو حكاية عن المعنى الذي اتصف به الله سبحانه، و هذا تأويل باطل.
- و تجلى للجبل فصار دكّاً من جلاله: ففي الدنيا لا يستطيع أحد أن ينظر إلى ربه، أما في الآخرة فذلك يكون من نعيم الله لأهل الجنة، فإنه يعطيهم من القوة ما يستطيعون به ذلك.
- و الناس في الرؤية ثلاثة: 1- نفاة: نفوا رؤية المؤمنين لربهم في الدنيا و الآخرة، كالمعتزلة و الخوارج،
2- و طرف آخر: أثبتوا بتوسع الرؤية في الدنيا و الآخرة، و هو غلاة الصوفية،
3- و الوسط: و هو أهل السنة و الجماعة، أثبتوا رؤية المؤمنين لربهم في الجنة، و نفوا رؤيتهم له في الدنيا.

- القدر: نظام التوحيد، و القدر هو تقدير الله لشأن عباده، في الدنيا و البرزخ و الآخرة.
- و القدر له أربع مراتب: المرتبة الأولى: علم الله المحيط بكل شيء، قال تعالى: " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "(101- الأنعام)،
و المرتبة الثانية: الكتابة: أي ما كتبه الله في اللوح المحفوظ من خير و شرّ، كل شيء،
و المرتبة الثالثة: المشيئة: أي مشيئة الله العامة، و هي المرادفة لإرادة الله الكونية، و مشيئة العباد تابعة لمشيئة الله،
و المرتبة الرابعة: مرتبة الخلق و الإيجاد، فالله جل و علا خالق كل شيء،
- و خالف في هذا الباب: القدرية و الجبرية،
أما القدرية: فانقسمت إلى قسمين: أحدهما أكثر غلوا من الأخرى، قالت الأولى: الله لم يخلق الخير و لا الشرّ!!، و ثانيها قالت: الله خلق الخير و لم يخلق الشرّ و ليس له فيه دخل و إنما العباد يخلقونه!!، فجعلوا لله شركاء غير محصورين، و لهذا سُمّوا مجوس الأمة، و المجوس قالوا بخالقين فقط،
و تقابلها الطائفة الجبرية، و هؤلاء غلوا في إثبات أفعال الله حتى قالوا: إن الفاعل الحقيقي هو الله، و البشر ليسوا فاعلين لأي عمل، و نسبة الأعمال إلى الخلق مجاز.
- يُحتج بالقدر على المصايب دون المعايب، فيحتج به في أقدار الله العامة دون المعاصي، فإنها من كسب العبد،
أما إذا كان العبد قد تاب من الذنب فإنه يجوز له أن يحتج بالقدر، كما ورد في حديث آدم مع موسى عليهما الصلاة و السلام.

- الرب: هو المربوب و المربي، و تربيته سبحانه لعباده نوعان: تربية عامة: و هي خلقه و رزقه و إنشاؤه لسائر المخلوقات المؤمن منهم و الكافر،
و تربية خاصة: و هي تربيته سبحانه لأهل طاعته، بتوفيقهم و هدايتهم.

- تطلق الساعة على شيئين: على الموت، فإن من مات فقد قامت قيامته، و على البعث.

- الكنف: هو الستر.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

:: رسالة الكفر بالطاغوت :: للشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تأمل رحمك الله وجعلك الله من أهل التوحيد الخلص

ثمار التوحيد في ضوء الكتاب والسنة

اقوال وحكم...