المشاركات

أنزَهُ الموجودات وأظهرُها وأنورُها وأشرفُها وأعلاها ذاتًا وقدرًا وأوسعُها :

قال ابن القيم - رحمه الله -: ( أنزَهُ الموجودات وأظهرُها وأنورُها وأشرفُها وأعلاها ذاتًا وقدرًا وأوسعُها :  👈 عرشُ الرحمن - جل جلاله - ولذلك صلح لاستوائه عليه ، وكل ما كان أقرب إلي العرش كان أنور وأنزه وأشرف مما بعد عنه ؛ ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان وأشرفها وأنورها وأجلها ، لقربها من العرش ، إذ هو  سقفها ، وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق ، ولهذا كان أسفل سافلين شر الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل خير ). 📝 [ كتاب الفوائد : ٢٧ ]

كيف ترفع الغم عن قلبك ..

🔸(( كيف ترفع الغم والكتمة عن قلبك )) عن الأغر المزني رضي الله عنه :  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  " إنه لَيُغانُ على قلبي . وإني لأستغفرُ اللهَ ، في اليومِ ، مائةَ مرةٍ " [رواه مسلم ] شرح الحديث : قال رسول الله ﷺ فيما رواه عنه الأغر المزني رضي الله عنه إنه : ليغان على قلبي يعني : يحدث له شيء من الكتمة والغم وما أشبه ذلك  وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة : يقول أستغفر الله في اليوم مائة مرة هذا وهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر  فكيف بنا !! ● ولكن قلوبنا قاسية ميتة لا يغان عليها بكثرة الذنوب ولا يهتم الواحد منا بما فعل □ ولذلك تجد الإنسان غير مبال بمثل هذا وقليل الاستغفار 👈🏻 والذي ينبغي للإنسان أن يكون له أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الاستغفار كما قال ابن عمر : إننا نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة أو أكثر "رب اغفر لي وارحمني" 👈🏻 وكذلك أخبر صلى الله عليه وسلم أن من نعمة الله على العباد أنه إذا ابتلاهم بالذنوب فاستغفروا الله غفر لهم ...

شعث القلب لا يلمه الا الإقبال على الله

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: “ لما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى، متوقفاً على جمعيته على الله، ولمِّ شعثه بإقباله بالكلية على الله تعالى، فإنَّ شعث القلب لا يلمُّه إلا الإقبال على الله تعالى،  وكان فضول الطعام والشراب، وفضول مخالطة الأنام، وفضول الكلام، وفضول المنام، مما يزيده شعثاً، ويشتته في كل وادٍ ويقطعه عن سيره إلى الله تعالى، أو يضعفه أو يعوقه ويوقفه، اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول الطعام والشراب، ويستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة له عن سيره إلى الله تعالى، وشرعه بقدر المصلحة، بحيث ينتفع به العبد في دنياه وأخراه، ولا يضره ولا يقطعه عن مصالحه العاجلة والآجلة. وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى، وجمعيته عليه، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق، والاشتغال به وحده سبحانه بحيث يصير ذكره وحبه، والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته، فيستولي عليه بدلها، ويصير الهم كله به، والخطرات كلها بذكره، والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه فيصير أنسه بالله بدلا عن أنسه بالخلق، ...

كلام نفيس يكتب بماء العين

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :  (( ليس من شأننا في هذا اللقاء أن نتحدث عن شخص بعينه لكننا نقول، أولاً: كل إنسان له قدم صدق في الدعوة إلى الله في هذه الأمة من أول الأمة إلى اخرها، لاشك أنه يُحْمَدُ على ما قام به من الخير. وثانيا: نقول : كل إنسان مهما بلغ من العلم والتقوى، فإنه لا يخلو من زلل، سببه إما الجهل، أو الغفلة، أو غير ذلك، لكن المنصف كما قال ابن رجب - رحمه الله - في خطبة كتابه القواعد: "المنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه". ولا أحد يأخذ بالزلات ويغفل عن الحسنات إلا كان شبيهاً بالنساء، فإن المرأة إذا أحسنت إليها الدهر كله، ثم رأت منك سيئة واحدة قالت: لم أر منك خيراً قط، ولا أحد من الرجال يحب أن يكون بهذه المثابة. أي بمثابة الأنثى، يأخذ الزلة الواحدة، ويغفل عن الحسنات الكثيرة. فالقاعدة كما قلت: أننا لا نتكلم عن الأشخاص بأعيانهم مدحاً أو ذماً، ولا في مجالسنا في مقام التدريس، ولا في اللقاءات، ولا فيما يورد علينا من الاسئلة، ونحن ماضون على ذلك - إن شاء الله - ونرجو من الله سبحان وتالى أن يثبتنا عليه لأن الكلام عن الشخص بعينه قد يثير التحزب...

ﻣﻦ ﻋﺮَّﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺘﻬﻤﺔ

ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ( ﻣﻦ ﻋﺮَّﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺘﻬﻤﺔ ﻓﻼ ﻳﻠﻮﻣﻦَّ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻈﻦ ﻭﻣﻦ ﻛﺘﻢ ﺳﺮﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ، ﺿﻊ ﺃﻣﺮ ﺃﺧﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻐﻠﺒﻚ ، ﻭﻻ ﺗﻈﻦ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻚ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺷﺮﺍ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﺤﻤﻼً ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻓﺄﺕ ﻣﻦ ﻋﺼﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﺑﻤﺜﻞ ﺃﻥ ﺗﻄﻴﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ، ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺑﺈﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻓﻜﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻛﺘﺴﺎﺑﻬﻢ ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺯﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ ، ﻭﻋﺪﺓ ﻋﻨﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﺒﻼﺀ ، ﻭﻻ ﺗﻬﺎﻭﻥ ﺑﺎﻟﺤﻠﻒ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﻴﻨﻚ ﺍﻟﻠﻪ ) . [ ﺳﻴﺮﺓ ﻋﻤﺮ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ 202: ﻭﻧﺜﺮ ﺍﻟﺪﺭ 43/:2 ]

للمعاصي المستحكمة في القلب وصفةً : 🍂

وصفة تيمية للمعاصي المستحكمة في القلب سُئِل ابن تيمية -رحمه الله- : ما دواء من تَحَكَّمَ فيه الداء، وما الاحتيال فيمن تسلط عليه الخَبال، وما العمل فيمن غلب عليه الكسل، وما الطريق إلى التوفيق، وما الحيلة فيمن سطت عليه الحَيْرة، إنْ قَصَدَ التوجه إلى الله مَنَعَهُ هواه...وإنْ أراد يشتغل لم يطاوعه الفشل ؟. فأجاب -رحمه الله- : دواؤه الالتجاء إلى الله تعالى، ودوام التضرع إلى الله سبحانه، والدعاء؛ بأن يتعلم الأدعية المأثورة، ويتوخى الدعاء في مظان الإجابة، مثل آخر الليل، وأوقات الأذان والإقامة، وفي سجوده، وفي أدبار الصلوات. ويضم إلى ذلك الاستغفار؛ فإنه من استغفر الله ثم تاب إليه مَتَّعَهُ متاعاً حسناً إلى أجل مسمى. وليتخذ وِرْداً من الأذكــار طرفي النهار ووقت النوم . وليصبر على ما يَعْرِضُ له من الموانع والصوارف؛ فإنه لا يلبث أن يؤيده الله بروح منه، ويكتب الإيمان في قلبه. وليحرص على إكمال الفرائض من الصلوات الخمس بـبـاطـنـه وظاهره؛ فإنها عمود الدين. وليكن هجيراه: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ فإنه بها تحمل الأثقال وتكابد الأهوال وينال رفيع الأحوال. ولا يسأم من...

لا يأس مع من ينشد الغاية 🍃

قال الإمام السعدي رحمه الله: « وكثير من الناس ذوي الهمم العالية يوطنون أنفسهم عند وقوع الكوارث والمزعجات على الصبر والطمأنينة، لكن عند الأمور التافهة البسيطة يقلقون، ويتكدر الصفاء،  والسبب في هذا أنهم وطنوا نفوسهم عند الأمور الكبار،  وتركوها عند الأمور الصغار فضرتهم وأثرت في راحتهم، فالحازم يوطن نفسه على الأمور القليلة والكبيرة ويسأل الله الإعانة عليها، وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين فعند ذلك يسهل عليه الصغير، كما سهل عليه الكبير،  ويبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحا »؛ الوسائل المفيدة: (29) ؛