مقتل القذافي بيان لعاقبة الظالم وحكم الترحم عليه :: للشيخ ماهر القحطاني :: حفظه الله
.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده قاهر الجبابرة المتكبرين ومهلك المعتدين من عباده الكافرين والملاحدة الضالين مغرق فرعون القائل أنا ربكم الأعلى وهذه الأنهار تجري من تحتي وكذا قوم صالح اهلكهم بالريح وقد كانوا يقولون من أشد منا قوة وقوم لوط لما كفروا وعتوا واتوا المنكر العظيم فكانوا يأتون الذكران فخالفوا مافطرهم عليه الرحمن قلب عليهم القرى بعد أن رفعها وأمطر عليهم حجارة مسومة حصبوا بها آية وعبرة لكل من ظلم نفسه بالكفر والشرك ودنس صحيفته بالقبائح والفضائع فكان في ذلك آيات للمتفكرين في قدرة رب العالمين
قال تعالى :(الحاقة ماالحاقة وماأدراك مالحاقة كذبت ثمود وعاد بالقارعة فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرهاعليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية )
فما أسرع نهاية الظلم والبغي ففي الحديث إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته
قال تعالى : قال تعالى : ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين )وقد روى البخاري في الأدب المفرد مرفوعا مامن ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته للعبد على مايدخر له في الآخرة مثل البغي وقطيعة الرحم
فكم بغى القذافي فرعون العصر فجحد آيات الله وكفر بها وسخر بشريعنه سبحانه واركان الاسلام فسخر بالحج فقال عن رمي الجمرات ووقوف الناس بعرفات أنه عبث وجحد قل هو الله أحد فأنكر الآية وقال أنها يجب أن تقرأ الله أحد بلا قل فأنكر ثواب ثلث القرآن فلو قرأها انسان كما أمره القذافي المجرم لم ين الفضل الوارد فيما رواه البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ -النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَصْحَابِهِ أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ.
وسخر بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يعترف بنبوته وجعل الكتاب الأخضر من جنس القرآن فقام بعض القراء المشهورين في أحد مساجد ليبيا مكرها أو متملقا يقول هذا مثل هذا القرآن مثل الكتاب الأخضر المملوء بالزندقة والكذب والسفه جعله بمثابة الذكر الحكيم المتحدى بسورة منه أن يأتي الانس والجن ولو اجتمعوا بمثلها قال تعالى : (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )
وقال: ( فإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين)
فكم من متصل بي من تلك البلد المقهورة بجبروته وظلمه وجهاده لطمس معالم الدين كان يتصل بي سائلا كيف أصنع وهم يأمروني (أن نحلقوا في اللحية ) باللهجة الليبية
وظن أن كبره وغطرسته لن يبلغها أحد فيعلو عليه وغفل أن الله كما أغرق فرعون من قبله قادر أن يذله ويهلكه وبنزع الملك منه ويهينه كما أهان أولياءه وبغا عليهم فقتل الرجال ويتم الأطفال ورمل النساء قتلى وجرحى وفقراء بلامأوى كان من وراء كل ذلك القذافي الكافر الفاجر الذي كان يقذف بالكفر والالحاد دون حدود وتعظيم للمعبود سبحانه
قال تعالى : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير)
وقال عز وجل : (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )
وقال أيضا :إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
فكان فرعون العصر القذافي كما أخبر الله عن فرعون الماضي فقال :
(طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )
فكم قتل من المؤمنين واستحيا من النساء وقد اغتصبن وخرجن بلاغطاء على رؤوسهن من بيوتهن من دوي المدافع والصاريخ
سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل مع أن الله لايحب الفساد ولاأهله
نعم إن لم يكن القذافي كافر فلاأعلم حينئذ من يكون كافرا
(( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ))
فليس هو ولي أمر ولايترحم عليه ولاكرامة بل مجرم كافر ملأ بلاد الاسلام كفرا وطغيانا وفسادا وجورا فمن لم يكفر الكافر بعد العلم من غير تأويل فهو مثله كافر
قال تعالى :
(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيم )
ومع ذلك ليس قتله بأيدي الثوار ونصرهم عليه دليلا على صحة قتالهم وسلامة قصدهم ونهجهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين من هو الذي يصح أن يقال أنه مجاهد في سبيل الله
فخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فإنهم لم يعلنوا الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا بل من أجل الحرية الدمقراطية .
فالثوار وإن كانوا مسلمين ولكن لم يكونوا للجهاد معلنين
فإن الصدع الآن بعدما انتصروا بتحكيم الشريعة
فانتصار الروم على فارس أو فارس على الروم لايعني أن المنتصر على حق مالم يكن مسلما يعلن الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا ومن آثارهم تعرف أخبارهم
فأحث اخواننا الثوار الان إلى تغير المسار والصدع بكلمة الحق وأن يكون الحكم اسلاميا بالكتاب والسنة فإن عاقبة ترك الاحتكام للكتاب والسنة وخيمة
ففي الحديث وماحكم قوم بغير ماأنزل الله إلا ابتلاهم الله بالفقر وفي حديث إلا جعل بأسهم بينهم
فإذا أردتم العز والتمكين فخافوا الله واحكموا بشريعته ينصركم نصرا عزيزا
كما وعد فقال:( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)
فانشروا التوحيد وسنة سيد العبيد وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وافسحوا للناس بحج بيت الله بلااستثناء للكبير دون الشاب البالغ الصغير
واقيموا شعيرة انكار المنكر والأمر بالمعروف واهدموا الأوثان والاضرحة التي تعبد من دون الرحمن واجعلوا الأوقاف بأيدي المصلحين السلفيين من ذوي العلم أو المتصلين بالعلماء الأكابر كالشيخ العلامة صالح الفوزان والمفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والشيخ ربيع بن هادي
ولاتقبلوا الحزبيات فإنها عيب على أهل الاسلام تورث التفرق والضعف والخطيئات
لاتعلنوها دولة علمانية ولاديمقراطية ولااخوانية ولاتكفيرية ولاتبليغية ولاصوفية ولااشعرية أعلنوها دولة كما قال أمير الداخلية في المملكة العربية السعودية أعزها الله دولة سلفية
تحكم بما كان عليه السلف وبذلك سيحكم عيسى إذا نزل في اخر الزمان فمهدوا لنزوله بأن تخرجوا أجيالا سلفية تنصره إذا نزل ليكسر الصليب ويقتل الخنزير
قال الله تعالى :(أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما )
وقال ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون
وروى الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يارسول الله قال من كان على مثل ماأنا عليه وأصحابي
فهي الفرقة الناجاية الطائفة المنصورة احكموا يحكمهم تسعدوا في الدنيا والآخرة ويمكن لكم الله في الأرض ويبارك فيكم وفي أرضكم ويعلي كلمتكم
كما روى مسلم وغيره مرفوعا لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خالفهم ولامن خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك
فكونوا معشر الثوار منهم خير لكم ولاتغرنكم الحياة الدنيا والرياسة فإنها دار ممر والآخرة دار المستقر
واعتبروا بالقذافي كيف كان يعبد الدنيا والرياسة فولى حكمه واضمحل امره ودخل قبره وأذله الله بأيديكم فانصروا الله كما نصركم عليه واشكروه سبحانه بتحكيم شريعته لاإله إلا هو والحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
maher.alqahtany@gmail.com
المصدر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده قاهر الجبابرة المتكبرين ومهلك المعتدين من عباده الكافرين والملاحدة الضالين مغرق فرعون القائل أنا ربكم الأعلى وهذه الأنهار تجري من تحتي وكذا قوم صالح اهلكهم بالريح وقد كانوا يقولون من أشد منا قوة وقوم لوط لما كفروا وعتوا واتوا المنكر العظيم فكانوا يأتون الذكران فخالفوا مافطرهم عليه الرحمن قلب عليهم القرى بعد أن رفعها وأمطر عليهم حجارة مسومة حصبوا بها آية وعبرة لكل من ظلم نفسه بالكفر والشرك ودنس صحيفته بالقبائح والفضائع فكان في ذلك آيات للمتفكرين في قدرة رب العالمين
قال تعالى :(الحاقة ماالحاقة وماأدراك مالحاقة كذبت ثمود وعاد بالقارعة فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرهاعليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية )
فما أسرع نهاية الظلم والبغي ففي الحديث إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته
قال تعالى : قال تعالى : ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين )وقد روى البخاري في الأدب المفرد مرفوعا مامن ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته للعبد على مايدخر له في الآخرة مثل البغي وقطيعة الرحم
فكم بغى القذافي فرعون العصر فجحد آيات الله وكفر بها وسخر بشريعنه سبحانه واركان الاسلام فسخر بالحج فقال عن رمي الجمرات ووقوف الناس بعرفات أنه عبث وجحد قل هو الله أحد فأنكر الآية وقال أنها يجب أن تقرأ الله أحد بلا قل فأنكر ثواب ثلث القرآن فلو قرأها انسان كما أمره القذافي المجرم لم ين الفضل الوارد فيما رواه البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ -النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَصْحَابِهِ أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ.
وسخر بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يعترف بنبوته وجعل الكتاب الأخضر من جنس القرآن فقام بعض القراء المشهورين في أحد مساجد ليبيا مكرها أو متملقا يقول هذا مثل هذا القرآن مثل الكتاب الأخضر المملوء بالزندقة والكذب والسفه جعله بمثابة الذكر الحكيم المتحدى بسورة منه أن يأتي الانس والجن ولو اجتمعوا بمثلها قال تعالى : (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )
وقال: ( فإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين)
فكم من متصل بي من تلك البلد المقهورة بجبروته وظلمه وجهاده لطمس معالم الدين كان يتصل بي سائلا كيف أصنع وهم يأمروني (أن نحلقوا في اللحية ) باللهجة الليبية
وظن أن كبره وغطرسته لن يبلغها أحد فيعلو عليه وغفل أن الله كما أغرق فرعون من قبله قادر أن يذله ويهلكه وبنزع الملك منه ويهينه كما أهان أولياءه وبغا عليهم فقتل الرجال ويتم الأطفال ورمل النساء قتلى وجرحى وفقراء بلامأوى كان من وراء كل ذلك القذافي الكافر الفاجر الذي كان يقذف بالكفر والالحاد دون حدود وتعظيم للمعبود سبحانه
قال تعالى : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير)
وقال عز وجل : (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )
وقال أيضا :إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
فكان فرعون العصر القذافي كما أخبر الله عن فرعون الماضي فقال :
(طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )
فكم قتل من المؤمنين واستحيا من النساء وقد اغتصبن وخرجن بلاغطاء على رؤوسهن من بيوتهن من دوي المدافع والصاريخ
سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل مع أن الله لايحب الفساد ولاأهله
نعم إن لم يكن القذافي كافر فلاأعلم حينئذ من يكون كافرا
(( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ))
فليس هو ولي أمر ولايترحم عليه ولاكرامة بل مجرم كافر ملأ بلاد الاسلام كفرا وطغيانا وفسادا وجورا فمن لم يكفر الكافر بعد العلم من غير تأويل فهو مثله كافر
قال تعالى :
(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيم )
ومع ذلك ليس قتله بأيدي الثوار ونصرهم عليه دليلا على صحة قتالهم وسلامة قصدهم ونهجهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين من هو الذي يصح أن يقال أنه مجاهد في سبيل الله
فخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فإنهم لم يعلنوا الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا بل من أجل الحرية الدمقراطية .
فالثوار وإن كانوا مسلمين ولكن لم يكونوا للجهاد معلنين
فإن الصدع الآن بعدما انتصروا بتحكيم الشريعة
فانتصار الروم على فارس أو فارس على الروم لايعني أن المنتصر على حق مالم يكن مسلما يعلن الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا ومن آثارهم تعرف أخبارهم
فأحث اخواننا الثوار الان إلى تغير المسار والصدع بكلمة الحق وأن يكون الحكم اسلاميا بالكتاب والسنة فإن عاقبة ترك الاحتكام للكتاب والسنة وخيمة
ففي الحديث وماحكم قوم بغير ماأنزل الله إلا ابتلاهم الله بالفقر وفي حديث إلا جعل بأسهم بينهم
فإذا أردتم العز والتمكين فخافوا الله واحكموا بشريعته ينصركم نصرا عزيزا
كما وعد فقال:( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)
فانشروا التوحيد وسنة سيد العبيد وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وافسحوا للناس بحج بيت الله بلااستثناء للكبير دون الشاب البالغ الصغير
واقيموا شعيرة انكار المنكر والأمر بالمعروف واهدموا الأوثان والاضرحة التي تعبد من دون الرحمن واجعلوا الأوقاف بأيدي المصلحين السلفيين من ذوي العلم أو المتصلين بالعلماء الأكابر كالشيخ العلامة صالح الفوزان والمفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والشيخ ربيع بن هادي
ولاتقبلوا الحزبيات فإنها عيب على أهل الاسلام تورث التفرق والضعف والخطيئات
لاتعلنوها دولة علمانية ولاديمقراطية ولااخوانية ولاتكفيرية ولاتبليغية ولاصوفية ولااشعرية أعلنوها دولة كما قال أمير الداخلية في المملكة العربية السعودية أعزها الله دولة سلفية
تحكم بما كان عليه السلف وبذلك سيحكم عيسى إذا نزل في اخر الزمان فمهدوا لنزوله بأن تخرجوا أجيالا سلفية تنصره إذا نزل ليكسر الصليب ويقتل الخنزير
قال الله تعالى :(أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما )
وقال ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون
وروى الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يارسول الله قال من كان على مثل ماأنا عليه وأصحابي
فهي الفرقة الناجاية الطائفة المنصورة احكموا يحكمهم تسعدوا في الدنيا والآخرة ويمكن لكم الله في الأرض ويبارك فيكم وفي أرضكم ويعلي كلمتكم
كما روى مسلم وغيره مرفوعا لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خالفهم ولامن خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك
فكونوا معشر الثوار منهم خير لكم ولاتغرنكم الحياة الدنيا والرياسة فإنها دار ممر والآخرة دار المستقر
واعتبروا بالقذافي كيف كان يعبد الدنيا والرياسة فولى حكمه واضمحل امره ودخل قبره وأذله الله بأيديكم فانصروا الله كما نصركم عليه واشكروه سبحانه بتحكيم شريعته لاإله إلا هو والحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
maher.alqahtany@gmail.com
المصدر