دُعاة على أبوابِ جهنم

""دعاة على أبواب جهنم""


الحمد لله القائلُ في محكم التنزيل { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } .والقائل سبحانه وتعالى { وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} المائدة 71
وصل الله وسلم على خير خلقه محمد بن عبد الله القائل : (( لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة )) والقائل (( يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج، وقالوا: ومالهرج يا رسول الله ؟ قال: القتل ))

أما بعد: فقد طال الأمة الإسلامية مما يسميه البعض – بالربيع العربي ،الذي جرّ على الأمة فتن دهيماء صماء عمياء لا تبقي ولا تذر مطبقة، تمور مور الموج في البحر ،،لقد ضرمت حرب التباعد نارها 
ولم أستبن عن أي عاقبة تجلى

فتن مدلهمه اختلط شرها، وبان مكرُ أهلها ، ولا عقل لها يستبين الا ما رحم.


سنوات والأمة الإسلامية تنتفض ، دماء تهراق، واعراض تنتهك، وارواحٌ تزهق ، بأي عقل ودين يكون هذا جهاد ــــــ كما يزعمونه حرية ــــ


يقولون ربيع عربي ونقول: بل هو جحيم  جفت به سبل الحياة وذبلت ارواحٌ رضع ، واطفال خُدج واعمارٌ تزهر 

فبأي عقل ودين عند هؤلاء السفهاء الذين يضحكون على العقول ويتشدقون بكلام زائف ،ويلوون اعناق النصوص تبعا لأهوائهم 



فتن رأينا نارها قبل وقودها  
وكما قال الشاعر 
أرى تحت الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكـون لــه ضــرام
فـإنّ النـار بالعـود ين تـذكـى
وإنّ الحرب أولها كـــــلام
فـإن لـم يطفئهـا عقلاء قوم تكـن حربا
مشمّرة يشـيـب لـهـا الـغـلام
وقلت من التعجب ليت شعريأ
ايـــقـــاظٌ أمـــيّـــة أم نـــيـــام
فـإن يقظـت فـذاك بـقـاء مُـلـكٍ
وإن رقـــــدت فـــأنـــي لا ألام
فإن يك أصبحوا وثـووا نيامـا
فقـل قومـوا فقـد حـان القـيـام
ففـرّى عـن رحالـك ثــم قـولـي
على الإسلام والعُـرْبِ السـلام


،وكما قال شيخنا الوالد صالح بن فوزان الفوزان: "ما شفنا ربيع ,ما شفنا الا قتل وفتن , والذي يسميه ربيع هم الكفار ,المسلمين ما سمّوا هذا ربيع ؛ يسمونه الفتن والشرور..". 

نعم سمي ربيعا كذبا وزوراً , بل هو جحيم أطل على الأمة بالشرور والفتن والقتل واستباحة دماء المسلمين بأمر من دكتاتورية الظلم والكفر والطغيان , من تأسيس دول الكفر وبأجندة عربية من أحزاب وفرق أُلبِسوا لباس السنة، ولبّسوا على الناس دينهم, وفرقوا الأمة فصاورا شيعا واحزابا , لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمة ، خرجوا على الناس بأسم الحرية والديمقراطية , التي ملّت الأسماع من مثل هذه التُّرنُّمات الكفرية التي ما أنزل الله بها من سلطان .
فالديمقراطية التي امتلأت الافواه منها ماهي الا عين الكفر وزمامه ,ومعناها (حكم الشعب نفسه بنفسه).

وكما قال العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله ": الديمقراطية ليست من الإسلام فضلًا من أن تكون هي العدالة، وليست بعدالة، لكنها همجية وفوضى، لأنها أطلقت ما سمَّته بالحرية لكل إنسان. دعوة كثير من الناس إلى الديمقراطية، ظنًا منهم أن معنى الديمقراطية: (العدالة)وهذا خلط وخبط، الديمقراطية كما أن اللفظة أجنبية، مسألة أجنبية أو موضوع أجنبي وليس بإسلامي، نظام أوروبي كافر"..

إلى إن قال رحمه الله : "فالدعوة إلى هذه الديمقراطية من الكتَّاب المسلمين ووصفها بأنها العدالة هذا من عدم البصيرة".

وكانت تلك شرارة الفتن التي أُوقدت نارها في ديار المسلمين من دعاة على أبواب جهنم , فقد روى الشيخان في "صحيحيهما" عن حُذَيفَة بن اليمان - رضِي الله عنه - أنَّه قال: كان الناس يسألون رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدرِكني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنَّا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم))، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ((نعم، وفيه دَخَنٌ))، قلت: وما دَخَنُه؟ قال: ((قومٌ يَهدُون بغير هَديِي، تعرِف منهم وتُنكِر))، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم؛ دُعَاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها))، قلت: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ قال: ((هم من جِلدَتِنا، ويتكلَّمون بألسنتنا))، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم))، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتَزِل تلك الفِرَق كلها، ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدرِكَك الموت، وأنت على ذلك)).

كأن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بين أَظهُرنا يصف الداء والدواء، ويُرشِد إلى المخرج من البلاء، وهذا من علامات نبوته عليه السلام.

فزينوا ـــــ دعاة الفتنة ــــ بأعين العامة تلك الفتن , حتى أصبح الخروج على ولي الامر دينٌ يدان لله به مِنْ قِبَل أتباعهم الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق ,

كما جاء عن علي رضي الله عنه أنه قال: "الناس ثلاث عالم رباني ومتعلم علي سبيل نجاة , وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق".

وهؤلاء هم السواد الأعظم اليوم ـــ للأسف ـــ وهم ضحايا الفرق والاحزاب ـــ الضالة ـــ ودعاة الفتن , أولئك الذين تؤثر بهم الدعوات المزينة بلوثة الكفر الممزقة بطابع أهواء النفس وشهواتها المتجردة من البصيرة وتحكيم الشرع

مستغلين دعاة الفتن بذلك عواطف العامة لكثرة ما يعتريهم من الحاجة والفقر وقلّة العلم ،فهذه العواطف ان لم تضبط بضابط الشرع؛ كانت عواصف لا تبقي ولا تذر , و الواقع اليوم خير شاهد. فنرى القتل وسفك الدماء وهتك الأعراض.
كل ذلك باسم الديمقراطية التي يزعمون أنها الحرية . وما هي إلا استعباد العباد وإبعادهم عن معبودهم الحق ــــ وهو الله سبحانه وتعالى ــــ وتجريدهم من اعتقادهم الصحيح,

مستغلين بذلك حاجتهم وضعفهم وجهلهم بالدين, حتى جندوا من ابنائنا حتى أصبحوا اعداء لنا , فكفروا ولاة الأمر ، نهجوا بذلك نهج الخوارج وحملوا السيف على إخوانهم من ابناء جلدتهم واستباحوا بيضة الإسلام بأسم الجهاد

 قال ابن تيمية –رحمه الله – في "منهاج السنة النبوية": "وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير 

وجاء في صفتهم من حديث ابن أبي أوفى وأبي أمامة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(( الْخَوَارِجُ كِلاَبُ النَّارِ )).أخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني.

و عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ بَعْدِى مِنْ أُمَّتِى - أَوْ سَيَكُونُ بَعْدِى مِنْ أُمَّتِى - قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَلاَقِيمَهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ)) .أخرجه: أحمد، ومسلم.


وعَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : (( مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ))وفي رواية ((كائناً من كان)) .أخرجه مسلم في صحيحه ، ابو داود في السنن انظر صحيح ابى داود  (باب في قتل الخوارج)

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِى يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلاَ يَفِى لِذِى عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّى وَلَسْتُ مِنْهُ )) .أخرجه: أحمد، مسلم واللفظ له . 

وعن ابن عمر رضي الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِىَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ حُجَّةَ لَهُ وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِى عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)) .أخرجه مسلم.

عن علي رضي الله عنه قال ((قَالَ عَلِىٌّ - رضى الله عنه - إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « يَأْتِى فِى آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). أخرجه البخاري ومسلم

قال البخاري في صحيحه : ( كتاب إستتابة المرتدين )  "باب قَتْلِ الْخَوَارِجِ وَالْمُلْحِدِينَ بَعْدَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ) . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ وَقَالَ إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِى الْكُفَّارِ فَجَعَلُوهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ". 

وهذا الذي امتُلئت به ديار المسلمين منهم , لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمة . وذلك بسبب الأهواء وتذرعهم بظلم الحكام والذي جاءت السنة بالمخرج من ذلك و الذي يجب اتباعه في معالجة مثل هذا حيث جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْركَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ). أخرجه مسلم.



و أخرج مسلم عَنْ وائل بن حجر - رضي الله عنه - قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الأشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَالَ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّـمَـا عَلَيْهِمْ مَـا حُــمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُـــمِّـــلْــتُمْ).

أخرج البخــــاري  ومسلم  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَــالَ: مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِر، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَــــاهِلِيَّـــــةً).

وأخرج ابن أبي عاصم في "السنة"  عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، لا نَسْأَلُكَ عَنْ طَاعَةِ مَنِ اتَّقَى، وَلَكِنْ مَنْ فَعَلَ وَفَعَلَ، فَذَكَرَ الشَّرَّ، فَقَالَ: (اتَّقُوا الله، وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا) .وصحّحه الألباني. 

روى مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَا مِنْ نبي بَعَثَهُ اللَّهُ في أُمَّةٍ قبلي إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ). 

فعندما يَغِيب الإمام وينعَدِم السمع والطاعة؛ تتفرق الجماعة و تكون الفتنة على أَشُدِّها، والبَلاء قد بلَغ ذروته وغايته , فاتقوا الله في عباده، وليبصر كل عاقل حقيقة هذه الفتن وما آلت إليه من الدمار والفساد في أمر الدين والدنيا

وكما قال ابن تيمية رحمه الله , عن نتائج مثل هذه الفتن : " فلا أقاموا ديناً ولا أبقوا دنيا".

أي  مَنْ تصدر لتلك الفتن وسعوا فيها، لا أقاموا دين الله في الأرض ولا أبقوا دنيا آمنة للناس ، لأن الفتنة إذا ثارت وقع القتل و كَثُر الهرج و ماج الناس واضطربت معيشتهم، وتحصل الفتن والعواقب السيئة، ولا يحصل مثيري الفتنة على أي خير،والسعيد من جُنِّب الفتن. 

يقول الشاعر:
عَوَى الذِّئْبُ فَاسْتَأنَسْتُ بالذِّئْبِ إذْ عَوَى***وصَوَّتَ إنْسَانٌ فَكِدْتُ أطَيْرُ

أصابتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء .

وكان طلق بن حبيب يقول : "اتقوا الفتنة بالتقوى فقيل له أجمل لنا التقوى فقال أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله "رواه أحمد وابن أبي الدنيا

فالمخرج من تلك الفتن هو في السنة المطهرة والتمسك بها التي أخبر بها صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال: (تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ) . قُلْتُ ــ الراوي ـــ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: ( فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ). متفق عليه.


فذكر صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمور يجب العمل بها عند الفتن وغيرها: الأول: لزوم الجماعة. الثاني: لزوم طاعة الحاكم. الثالث في حال عدم وجود الجماعة والحاكم: اعتزال جميع الفرق الضالة بكل ما أوتيت من قوة يا عبد الله.

يقضى على المرءِ في أيام محنته /// حتى يرى حسناً ما ليس بالحسنِ


فالمخرج هو " تقوى الله و السمع و الطاعة، يعني لولاة الأمور المسلمين و لو كان عبداً حبشياً رأسه كالزبيبة في سوادها كما في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : (قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِى إِلاَّ هَالِكٌ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ). أخرجه: أحمد، وابن ماجه، والحاكم. وصححه الألباني..



فالمخرج تقوى الله والاحتكام لكتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و آله و سلم في جميع الأمور ونبذ الفرق و الأحزاب الضالة و المضلة عن سبيل الحق، والاعتصام بسفينة النجاة على فهم السلف الصالح ، وترك التقليد وتحقيق الاتباع وذلك بتحقيق التوحيد في هذا الزمن الذي أصبحت فيه الفِتَن كقطع الليل المظلم. 



اللهم إنَّا نَعُوذ بك من الفِتَن ما ظهر منها وما بطن .وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه وسلم .

 راجعه لي أحد طلبة الشيخ ابن باز والفوزان.



نبض التوحيد الأسلمية


المشاركات الشائعة من هذه المدونة

:: رسالة الكفر بالطاغوت :: للشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تأمل رحمك الله وجعلك الله من أهل التوحيد الخلص

ثمار التوحيد في ضوء الكتاب والسنة

اقوال وحكم...