اعلم أن العبرة في الدنيا
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
اعلم أن العبرة في الدنيا بما في الظواهر ؛ اللسان والجوارح ، وأن العبرة في الآخرة بما في السرائر بالقلب
فالإنسان يوم القيامة يحاسب على ما في قلبه ، وفي الدنيا على ما في لسانه
وجوارحه ، قال الله تبارك وتعالى:{إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9)} الطارق ، تختبر السرائر والقلوب. وقال
تعالى:{أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ
مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ
(11)} العاديات
أما في الدنيا بالنسبة لنا مع غيرنا ، فالواجب
إجراء الناس على ظواهرهم ؛ لأننا لا نعلم الغيب ، ولا نعلم ما في القلوب ،
ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إنما
أقضي بنحو ما أسمع)
ولسنا مكلفين بأن نبحث عما في قلوب الناس ، ولهذا قال الله تعالى : ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [التوبة: 5] ،
يعني المشركين إن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ؛ فخلوا سبيلهم وأمرهم
إلى الله ، إن الله غفور رحيم
علينا أن نحمل الناس في الدنيا على
ظواهرهم ، أما ما في القلوب فموعده يوم القيامة ، تنكشف السرائر، ويحصل ما
في الضمائر ولهذا علينا أيها الأخوة أن نطهر قلوبنا قبل كل شيء ثم جوارحنا.
بالنسبة لمعاملتنا لغيرنا ، فعلينا أن نعامل غيرنا بالظاهر . واسمع إلى
قول الرسول صلى الله عليه وسلم :(إنكم تختصمون إلىّ) يعني تخاصمون مخاصمات
بينكم (ولعل يعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض) يعني أفصح وأقوى دعوى (فأقضي
له بنحو ما أسمع ، فمن اقتطعت له من حق أخيه شيئاً فإنما أقتطع له جمرة من
نار ، فليستقل أو ليستكثر).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
رياض الصالحين / الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى