اعلم أن العبرة في الدنيا

اعلم أن العبرة في الدنيا بما في الظواهر ؛ اللسان والجوارح ، وأن العبرة في الآخرة بما في السرائر بالقلب
فالإنسان يوم القيامة يحاسب على ما في قلبه ، وفي الدنيا على ما في لسانه وجوارحه ، قال الله تبارك وتعالى:{إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9)} الطارق ، تختبر السرائر والقلوب. وقال تعالى:{أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11)} العاديات

أما في الدنيا بالنسبة لنا مع غيرنا ، فالواجب إجراء الناس على ظواهرهم ؛ لأننا لا نعلم الغيب ، ولا نعلم ما في القلوب ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إنما أقضي بنحو ما أسمع)
ولسنا مكلفين بأن نبحث عما في قلوب الناس ، ولهذا قال الله تعالى : ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [التوبة: 5] ، يعني المشركين إن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ؛ فخلوا سبيلهم وأمرهم إلى الله ، إن الله غفور رحيم
علينا أن نحمل الناس في الدنيا على ظواهرهم ، أما ما في القلوب فموعده يوم القيامة ، تنكشف السرائر، ويحصل ما في الضمائر ولهذا علينا أيها الأخوة أن نطهر قلوبنا قبل كل شيء ثم جوارحنا.
بالنسبة لمعاملتنا لغيرنا ، فعلينا أن نعامل غيرنا بالظاهر . واسمع إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :(إنكم تختصمون إلىّ) يعني تخاصمون مخاصمات بينكم (ولعل يعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض) يعني أفصح وأقوى دعوى (فأقضي له بنحو ما أسمع ، فمن اقتطعت له من حق أخيه شيئاً فإنما أقتطع له جمرة من نار ، فليستقل أو ليستكثر).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رياض الصالحين / الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

:: رسالة الكفر بالطاغوت :: للشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تأمل رحمك الله وجعلك الله من أهل التوحيد الخلص

ثمار التوحيد في ضوء الكتاب والسنة

اقوال وحكم...